في الوسائل الإعلامية تتقن الدوائر الغربية الترويج لوليدها اللقيط وبوصلته في العداء لمحور المقاومة قولاً وفعلاً جهاراً وعلانية على الرغم من احتلال إسرائيل للأراضي المقدسة لتحفز زيارة نتنياهو للإرهابيين المصابين الذين يتلقون العلاج في مشافي الكيان، تساؤلات منطقية ولا تحتاج إلى قوى لبيَّة هل هؤلاء مرتزقة إسرائيليون؟
تماماً هكذا دار في خلد الكاتب الأمريكي كيفين بارت حين تساءل في مقاله الذي نشرته صحيفة «فيترانس تودي» عما إذا كان «داعش» جيش مرتزقة إسرائيلي؟ وعما إذا كان تنظيم «الدولة الإسلامية» هو فعلاً «دولة يهودية»؟
الكاتب بارت أشار الى أن داعش يدعي أنه حركة تحرير إسلامية ومع ذلك فإنه لا يهاجم إسرائيل أو داعميها مطلقاً بل وبدلاً من ذلك تتم معالجة مقاتليه في المشافي الإسرائيلية ويزورهم نتنياهو.
الكاتب تساءل في مقاله عن الأسباب التي تدفع «الدولة اليهودية» إلى دعم «الدولة الإسلامية» كما تدفع «الدولة الإسلامية» إلى دعم «الدولة اليهودية»، لافتاً إلى أنَّ الدولة اليهودية تحتل الأرض المقدسة بالنسبة للمسلمين وتمارس فيها التطهير العرقي، وقد شنت حرباً عالمية على الإسلام منذ الحادي عشر من أيلول عام 2011، وهي العدو الرئيسي الواضح للمسلمين، معتبراً أنَّ الكفاح لتحرير فلسطين من متطرفي الدولة اليهودية يجب أن يكون البند الأول على كل أجندة سياسية للمسلمين، وهو الشيء الوحيد الذي يجمع المسلمين من كل العالم معاً ومع المؤمنين من كل الأديان ومع ذلك يقول الكاتب ترى «الدولة الاسلامية» أن الأولوية الأولى هي قتال محور المقاومة الذي يضم إيران وسورية وحزب الله والذي يشكل المقاومة الإسلامية الأكثر فاعلية وكفاءة وقدرة ضد «الدولة اليهودية»، فضلاً عن زعزعتها استقرار العراق خدمة لخطة أوديد يينون لتفتيت العراق إلى عدة كيانات.
يستهجن الكاتب أفعال «داعش» قائلاً في مقاله: لقد شجب كل العلماء المسلمين المرموقين في العالم والقادة السياسيين المسلمين «الدولة الإسلامية»، ومع ذلك، فإنها تحظى ببعض الشعبية على وسائل التواصل الاجتماعي، وقد سافر مئات المسلمين الذين غالبيتهم من الشباب غير المتعلمين إلى العراق وسورية للانضمام إلى صفوف هذه الدولة بحسب تعبيره.
وأضاف الكاتب أنَّ مشروع الخلافة وتطبيق الشريعة والتصميم على الإطاحة بالعائلة المالكة السعودية ورفض الأوراق النقدية غير القابلة للتحويل إلى ذهب هي الأهداف الرئيسية للدولة الإسلامية وتستحق تحليلاً جدياً، لأنَّ هذه الأهداف الأربعة يتشارك بها المسلمون في العالم على نحو واسع، والكثير من المسلمين في العالم سيغريهم جاك السفاح من لندن أو تشارلز مانسون المجرم الامريكي الخطير لاتباعه لو أنه قال «لا إله إلا الله»، وادعى تأسيس خلافة تطبق الشريعة وختم الكاتب بالقول: إنَّ العالم الإسلامي مستعد لقبول نظام اجتماعي جديد مستند على الإسلام وأي مجموعة تُظهر أنها تحقق قدراً من النجاح فإنها ستكسب بعض الدعم، ولذا يجب عدم استغراب قدرة داعش على جذب بعض الاتباع.