وتذهب التوقعات الى عشرة مليارات خلال النصف الأول من هذا العام مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي، وهذا رغم أن قيم البضائع المستوردة أقل من قيمة بضائع العام الماضي وكذلك الرسوم أقل لبعض المستوردات بموجب اتفاقيات ثنائية مع عدة دول وكذلك هناك رسوم ألغيت كما هو الحال مع تركيا، والسؤال من أين أتت هذه الزيادة؟
في أول لقاء مع مدير عام الجمارك مصطفى البقاعي قبل أشهر قال لي: ستُدهش اذا قلت لك أن معالجة موضوع دمج البيانات سيرفع الايرادات بمليارات الليرات لأنه يتم مثلاً دمج عدة منتجات في بيان واحد مثلاً سلع رسومها 40٪ وأخرى 20٪ وأخرى 1٪ تدمج في بيان واحد ويتم تخليصها ودفع رسومها على نسبة واحدة وهي غالباً الأقل وهذا بمجموعه يشكل مبالغ كبيرة تذهب لأشخاص ولأصحاب السلع.
كذلك الأمر أسمع مدير الجمارك الشهر الماضي التجار خلال اجتماعه معهم في غرفة تجارة دمشق كلاماً يفترض أنه قاسٍ جداً عندما قال لهم: استغرب أن يكون معظم البيانات بأسماء أشخاص غير معروفين فهل يخجل التاجر من الاستيراد باسمه أم أن ذلك يخفي أموراً أخرى؟
هذا الكلام سيكون له انعكاس على ايرادات الجمارك أيضاً وقد تضاعف اجراءات أخرى مثل الاتمتة التي ستقلص من دور المخلصين بشكل كبير وكذلك ضبط موضوع التلاعب بالأوزان بعد أن تم ضبط موضوع القيم بشكل كبير حيث يصرح التاجر عن القيمة الحقيقية ولكن أكثر من نصف البضاعة لا تسجل فمن استورد 100 طن يصرح عن خمسين ويتهرب من دفع رسوم خمسين وهذا تفسره أسعار بعض السلع الموجودة في الأسواق والسؤال : هل ستحل الجمارك كل ألغاز التجار؟
maad-issa@Hotmail.Com