السمفونية الوطنية ونشر الثقافة الموسيقية..
ثقافة الأحد 13-6-2010م آنا عزيز الخضر عودتنا الفرقة السمفونية الوطنية السورية في حفلاتها تقديم برامج تهدف إلى رفد الثقافة الموسيقية وتعريف الجمهور السوري بشكل مستمر بأعمال موسيقية مأخوذة من تراث موسيقي عالمي عظيم،
فبرامجها دوماً تحمل في طياتها الخطوات المدروسة، والهدف الفني الذي يرسم لآفاق أرحب لذلك فحفلاتها تحمل الأبعاد الثقافية كما الفنية ومن ضمن أعمالها كان الحفل السنوي /غالا/ على مسرح دار الأسد للثقافة والفنون بدعم من جمعية /صدى/ و/شركة توتال/، فقدمت الفرقة نتاجات موسيقية حملت اللغة الإنسانية المبهرة التي تتجاوز كل الحدود، وقد اهتم الحفل بالموسيقا الغجرية فشمل ألحاناً لموسيقين عالميين ومن بلدان مختلفة فقدمت معزوفات لـ/شتراوس/ ومعزوفات لـ/ساراست/ و/فزانزليست/ و/دراسكوجي/ وغيرها إضافة إلى الحضور السوري عبر الفنان /مياس اليماني/ بمعزوفات غجرية فكانت الأمسية شاملة بألحانها المتعددة من البلدان الكثيرة مع محافظة هذه الألحان على خصوصيتها المحلية والفنية، فتلك الأعمال الموسيقية جمعها التراث العالمي والألحان الغجرية المميزة.
حول الأمسية وخصوصيتها تحدث قائد السمفونية الوطنية الفنان /ميساك غبودريان/ فقال: تأتي أهمية هذه الحفلات لكونها تخلق حالة اجتماعية وثقافية تستقطب الناس وتجمع بينهم للاستمتاع بمقطوعات موسيقية لها خصوصيتها، ومن المعروف أن الموسيقا تكسب الإنسان طاقة إيجابية تساعدهم على مواجهة الحياة، أما الحفلة تأتي ضمن سياق برنامج منوع تسير عليه الفرق السمفونية وهي اطلاع الذائقة الجماهيرية عندنا على الأنواع الموسيقية بكل نتاجاتها المختلفة وابداعاتها وتسعى الفرقة لاختيار مقطوعات موسيقية يحبها الجمهور لذلك لا نستغرب عندما نعرف أن الناس ينتظرون الاحتفالية السنوية للاستمتاع بهذه الألحان، إذ تعتمد الفرقة على تقديم التراث العالمي ويتم اختياره بشكل دقيق ومدروس ونقدم ما يحبه الناس ويستوعبونه ويتذوقونه تحديداً بكونها نتاجات لثقافات أخرى لذلك نختارها بشكل توافقي نعرف الجمهور بها وعلى فنون الحضارات الأخرى وثقافتها من جهة، وما يمكنها من الوصول إلى المشاعر والعواطف الإنسانية من جهة أخرى.
ولا أبالغ إن قلت إننا نحضر لفترات طويلة ما سنقدمه، فنحن ندرس ماذا يحب الجمهور وماذا علينا أن نقدم وأي المقطوعات أقرب إليه، وهكذا من معايير كثيرة نأخذها بعين الاعتبار في علاقتنا مع الجمهور، كما إننا حريصون دوماً على تقديم الجديد للجمهور السوري ومن هنا كان الانتقاء لكن الألحان والمقطوعات الغجرية التي عزفت وقد اخترناها من بلدان مختلفة أوروبية وغيرها وحاولنا أن نقوم بمسح ثقافي وفني إن صح القول في هذا السياق، فعزفنا من كل مناطق العالم وقد تجاوب الجمهور معنا بشكل متميز، وخصوصاً أن الموسيقا الغجرية موسيقا دافئة وتحمل بعض الملامح الشرقية، وأخيراً لابد من القول: إن أهمية هذه الحفلات كونها محاولات في إطار المشاركة بالدور الثقافي المهم في رفع السوية الثقافية الموسيقية وتعميمها ونشرها ثم كسب جمهور متجدد يدرك أهمية هذا الجانب.
|