تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حصاد الورق

.. فضاءات ثقافية
الأحد 13-6-2010م
يمن سليمان عباس

التفسير التاريخي للأدب

تحت عنوان التيارات الجارفة عن نظريات النقد الحديث يكتب حسن رشيد في مجلة الدوحة مقالاً موسعاً، وعند عنوانه العريض التفسير التاريخي للأدب نتوقف، يقول:‏

ولا شك في أن الشكليين قد استبقوا الفكر البنيوي وما بعد البنيوي عن طريق الاهتمام بسمات النص التي تقاوم عملية التطبيع المستمرة.‏

لقد أدرك الشكليون أن الوسائل الأدبية ليست من قبيل القطع الجاهزة الثابتة التي يمكن للمرء أن يحركها كما يشاء داخل اللعبة الأدبية. ذلك لأن قيمة هذه الوسائل ومعناها يتغيران بتغيرّ الزمان والسياق، وما إن وصل الشكليون إلى هذا الإدراك حتى وجدوا أنفسهم غير قادرين على الرفض المطلق للمضمون، بل دمجوا مبدأهم الرئيس - مبدأ التغريب في صميم نظريتهم وأشاروا إلى ما يقوم به الأدب من تغريب لنفسه، فإذا انطمس عنصر من العناصر وتراجع إلى الوراء كالألفاظ القديمة- فإن عناصر أخرى يمكن أن تبرز إلى الأمام ومن ثم يصبح عنصراً مهيمناً كالحبكة أو الإيقاع مثلاً في نسق العمل الأدبي، ولقد توقف جاكوبسون عند مفهوم العنصر المهيمن- بوصفه مفهوماً لدى المدرسة الشكلية وحدده بأنه «العنصر الذي يحتل البؤرة في العمل الفني فهو الذي يحكم غيره من العناصر أو المكونات ويحددها ويحورها».‏

هذه النظرة إلى التقنية الفنية هي التي تمنح العمل بؤرة تبلوره وتسيّر وحدته أو نظامه الكلي، بل إن فكرة «التغريب» نفسها تتضمن معنى التغير والتطور التاريخي. إذ لا بد من أن يبحث الشكليون عن حقائق سرمدية تجمع الأدب العظيم كله في قانون مفرد، من هنا اتجهوا إلى فهم تاريخ الأدب بوصفه ثورة دائمة واحدة، هذا الفهم أتاح لهم (الشكليين) طريقاً لتفسير التاريخ الأدبي، على نحو غدت معه الأشكال الأدبية لا تتغير أو تتطور بطريقة عشوائية بل نتيجة تغير العنصر المهيمن نفسه، بل إن جاكوبسون يذهب إلى القول إن النظرية الأدبية في عصور معينة يمكن أن يحكمها عنصر مهيمن ينبع من نسق غير أدبي، فقد كان العنصر المهيمن على شعر عصر النهضة الأوروبية نابعاً من الفنون البصرية، وتوجه الشعر الرومانسي صوب الموسيقا، أما العنصر المهيمن في الواقعية فكان فن القول.‏

وهكذا نجد أن المنظرين لهذه المدرسة بدءاً بجاكوبسون مروراً بفيكتور شلكوفسكي يحددون الإطار الشكلي الروسي (الفن بوصفه تقنية).‏

وهذا ما أكده شلكوفسكي وجاكوبسون قد حدد وأكد على عنصر المسيطر أو المهيمن وذهب باختين إلى موضوع التاريخ الأدبي، أما موكاروفسكي فقد وجد بغيته في الوظيفة الجمالية.‏

إن مدرسة باختين التي ظهرت في حقبة متأخرة نوعاً ما قد جمعت بين الشكلية والماركسية وأكد أن اللغة لا يمكن فصلها عن الإيديولوجيا، ويرى معظم المهتمين بالأدب أن هذه المدرسة لم تكن مهتمة باللغويات التجديدية التي أصبحت أساس البنيوية فيما بعد، بل كانت مهتمة باللغة أو الخطاب. من حيث هي ظاهرة اجتماعية، وأكد هذا عضو آخر هو فولوشنوف عندما قال: إن الكلمات علامات اجتماعية فعالة دينامية قادرة على تقبل معان ودلالات مختلفة في المواقف الاجتماعية والتاريخية المختلفة، بل إن مدرسة باختين قد هاجمت اللغويين الذين أعطوها دوراً أكبر بكثير، بوصفها موضوعاً للبحث جامداً محايداً ساكناً.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية