تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في مراكز تصحيح امتحانات الثانوية العامة... 80% نسبة النجاح في الفلسفة وأكثر من 60% في الرياضيات... المصححون يطالبون بزيادة أجور المراقبة والتصحيح وأتمتة العمليات

مجتمع
الأحد 24/7/2005م
مريم ابراهيم

للامتحانات العامة بشكل عام أهميتها لكافة المراحل التي تمر بها, حيث تهدف الى تقويم معلومات الطلاب من مختلف المستويات والحكم عليهم نتيجة لذلك نجاحا أم رسوبا,

وتعد عملية تصحيح وتدقيق أوراق إجابات الطلاب من أهم مراحل عملية الامتحانات مع أهمية إعطائها مزيدا من الاهتمام والعناية اللازمة لتتم على الوجه العلمي الدقيق الذي يكفل تقدير علامات الطلاب المناسبة لجميع الإجابات بشكل يحقق العدالة والانصاف ولا يظلم فيه أحد, لأن أي جزء من الدرجة يؤثر مباشرة على تحديد نتيجة الطالب استنادا الى سلالم التصحيح التي توضع وتناقش من قبل لجان خاصة تؤلف لذلك وتوضح آلية تصحيح الأسئلة وتقدير الدرجات المناسبة للأجوبة والتي يستحقها كل طالب حسب جهده وتعبه, مع لفت النظر للجهد الذي يبذله المصححون في مراكز التصحيح وتوفير كافة مستلزماته.‏

وتشهد مراكز التصحيح في جميع المحافظات ورشات عمل متواصلة لإنجاز عملية التصحيح كاملة في الوقت المناسب, لأوراق امتحانات الشهادة الثانوية بفرعيها العلمي والأدبي ولتدخل بعد ذلك عملية إدخال القسائم واعداد النتائج العامة.‏

وموضوعنا التالي يتضمن إلقاء الضوء على سير عمليات التصحيح والتدقيق للشهادة الثانوية العامة, ومعرفة آلية هذه العملية وصعوباتها وكيفية التعامل مع سلالم التصحيح لعدد من المواد الدراسية من خلال لقاء عدد من القائمين عليها عبر جولة على عدد من مراكز التصحيح في مدينة دمشق.‏

فهناك أعداد كبيرة من المصححين والمدققين والمراجعين لمختلف المواد تغص بها مراكز التصحيح, وما يلفت الانتباه لمن تعود الدخول لمراكز التصحيح هو التجهيزات الجديدة التي زودت بها خاصة الكراسي والطاولات البلاستيكية والمراوح وهذا ما لم يكن مؤمنا كافيا خلال السنوات الماضية, فكانت بدلا منها تجهيزات قديمة وسيئة من الكراسي والطاولات مزعجة المنظر والاستعمال والتي غالبا ما عانى منها المصححون وكتبنا عنها في الصحف, حيث ركزت معاناة المصححين هذا العام على زيادة أجور تعويضات المراقبة والتصحيح كونها لا تتناسب مع الجهد الكبير الفكري والجسدي الذي يقومون به لإنجاز الامتحانات العامة وصعوبة التنقل والمواصلات للوصول لمراكز التصحيح في الوقت المناسب.‏

ومراكز التصحيح التي سجلنا فيها لقاءاتنا هي مدرسة دار السلام وتصحح فيها مواد اللغة الفرنسية واللغة العربية والفلسفة, ومدرسة نصير شورى وتصحح اللغة الانكليزية, وثانوية التجارة الأولى للبنين وفيها تصحح مادة الرياضيات للفرع العلمي.‏

وبالنسبة لمادة اللغة الفرنسية فقد انتهت عمليات تصحيح هذه المادة وبين كل من السيد مروان هندية معاون ممثلة الفرع ومحمد حسان التخين أمين سر المركز أنه بعد استلام ظروف إجابات الطلاب توضع في أماكن مخصصة في خزائن حديدية مغلقة مع التأكيد على سلامتها من العبث والتلف وتأمين حراسة لازمة لها من قبل وحدة أمنية تكلف بحراسة المركز, بعدها يقسم المصححون الى مجموعات ويختار من له كفاءة بالتدقيق أي اختيار مدقق عليهم من المدرسين القدماء والأكفاء, وبعد مرور العملية بشكها الاعتيادي يوضع لكل مجموعة رئيس ينظم الظروف وبعد دراسة السلم في أول يوم مع لجان مناقشة السلالم تتم مناقشة الجديد من احتمالات الإجابات التي لم ترد في سلم التصحيح وتناقش وتختار حسب توجيهات الوزارة ويعاد في اليومين الأخيرين الجمع وإعادة التدقيق في التصحيح, حتى يقل الخطأ إن وجد ويصل الى الصفر, بعدها تعاد الظروف الى الامتحانات من قبل موجه المادة وأمين السر, وحين وجود خطأ ما نتيجة سهو غير مقصود من قبل لجان التدقيق يعاد فيه التصحيح كنظرة أخيرة وفي عمليات الجمع.‏

وأشار السيدان هندية والتخين الى أن أسئلة اللغة الفرنسية لهذا العام كانت مناسبة لجميع المستويات الدراسية وإجابات الطلاب جيدة, وبلغت نسبة النجاح في المادة للمحافظة التي يتم تصحيح أوراقها 67% للأدبي وللعلمي 92% وتتم عمليات التصحيح بشكل جيد وتؤمن كافة المستلزمات من قبل مديرية تربية دمشق, وهناك جولات ميدانية تقوم بها للاطلاع على التصحيح والتقيد بالتعليمات اللازمة.‏

وأوضحت بعض المصححات للمادة أن سلالم التصحيح كانت واضحة ومشروحة بكفاية, وتوجد احتمالات كثيرة للإجابات وهذا ما ساعد الطلاب في تحصيل العلامة المناسبة والإجابات كانت متوسطة ومميزة في العلمي أكثر من الأدبي, ومستلزمات التصحيح متوفرة باستثناء القرطاسية في بعض الأحيان واقترحن إنشاء مراكز دائمة للتصحيح تكون تابعة للامتحانات العامة تتم فيها كافة عمليات التصحيح إضافة لزيادة التعويضات الامتحانية وتأمين المواصلات.‏

وحول مادة اللغة العربية أوضحت السيدة اسمهان سمعان ممثلة الفرع ومحمد الزراق أن سلالم تصحيح المادة واضحة وخالية من الخطأ, مراعية لمصلحة الطالب وسلامة المعرفة العلمية وانجاز التصحيح وفق الضوابط السلمية وبما يحقق العدالة للطلاب, والإجابات من قبل الطلاب مقبولة ومتوافقة مع سلالم التصحيح, ونسبة النجاح في المادة جيدة والتصحيح يسير بشكل منظم من خلال التزام المدرسين بالعمل والمهمات المحددة لهم, وقسمت اللجان الى أقسام عدة هي الشرح والمطالعة والقواعد والعروض والبلاغة والتعبير الاجباري والتعبير الاختياري.‏

وبين عدد من المدرسين ومنهم أحمد شحادة وسوسن خضير أن أسئلة المادة مناسبة للمستويات المختلفة من الطلاب من وسط وضعيف وجيد, واقترحوا أن يقوم يبتصحيح التعبير الإجباري من يدرس الثانوية العامة لأن له إلماما بالموضوع أكثر, إضافة لرفع أجور الامتحانات وصرفها بالوقت المناسب, وألا يتم التأخير فيها لستة أو سبعة أشهر.‏

وبالنسبة لمادة الفلسلفة للفرع الأدبي, بين كل من السيدة أمية دعبول الموجهة الاختصاصية للمادة وممثلة فرع والسيد حنا ضاهر أمين السر أن أسئلة الفلسفة لهذا العام كانت في غاية السهولة ونسبة النجاح عالية من خلال إجابات الطلاب ووصلت الى 80% ما يدل على سهولة الأسئلة وخاصة سؤال الموضوع فيما يخص المنطق, حيث جاء كسؤال حفظي أكثر منه موضوع ربط لأن الطالب تعود على أن يعطى موضوع الدمج بين كتابين أو رأيين, فجاء الموضوع حفظيا وهذا أسهل للطالب بينما موضوع الربط أفضل لأنه ينمي الفكر النقدي عند الطلاب, ويبرز المستويات المتفوقة وبقية الأسئلة أيضا عادية وهناك سؤال الاختيار من متعدد جاء كمساعدة للطلاب, واقترحا أهمية أن تكون الأسئلة مرتبة من السهل الى الصعب حتى لا يفاجىء الطالب, وأن تتم عمليات التصحيح عن طريقة الأتمتة والابتعاد عن الطريقة التقليدية الحالية في التصحيح كونها ترهق المدرسين.‏

وأوضح عدد من مصححي المادة ومدققيها ومنهم عائدة عويدات ومحمد دويبة وندى الجباوي ومحمد الفياض وسعاد نداف ونصار العضيني أن هناك تفاوتا في إجابات الطلاب وإهمالا من الطالب في عدم ترتيب الورقة والإجابات, وتداخل الأسئلة والأجوبة مع بعضها ما يسبب صعوبة في التصحيح, والخطوط غير واضحة وأحيانا يكتب السؤال مرتين, أما أجواء التصحيح فهي مريحة وسلالم التصحيح واضحة وشاملة والأسئلة بشكل عام سهلة جدا لا تعمل على تنمية روح النقد والحوار والثقافة الذاتية عند الطالب, حيث لا بد من طرح وأخذ الأمثلة الواقعية لهذه المادة بعين الاعتبار والتركيز عليها إضافة لمحتويات الكتاب ولفت النظر لزيادة أجور المراقبة والتصحيح والاهتمام بالوضع الصحي للمدرسين أثناء التصحيح في حال حدوث عارض ما.‏

وفي مركز نصير شورى الذي تصحح فيه مادة اللغة الانكليزية أوضح السادة مدحت عجان ممثل فرع وفاروق دكاك معاونه وبلسم شيحا أن عمليات التصحيح تتم بدقة واهتمام, حيث يقسم المصححون الى لجان وتقسم ورقة السؤال الى ست مجموعات, تسمى كل مجموعة لجنة سؤال ويصحح السؤال المصحح بالقلم الأحمر ويدقق في كل لجنة, وعدد اللجان مرتبط بعدد المصحيين والمدقق يعيد النظر بتصحيح الورقة بالقلم الأسود وفي وضع العلامات والجمع وعندما ينتهي الظرف من التصحيح يدخل الى المراجع, ويراجع بالقلم الأخضر ويأخذ نسبة من الأوراق من 20 الى 40% من الظرف ويعيد النظر فيها من حيث التصحيح والجمع وفي حال ظهور أي أخطاء يعاد الظرف بأكمله لإعادة التصحيح, وعندما ينتهي يأتي لرئاسة المركز وإن كان كل شيء سليم يرسل الى الامتحانات بعد تشكيل لجنة لإعادة النظر في جمع العلامات, يذكر أن موضوع الإنشاء يقرأ مرتين وله دقة متناهية في التصحيح, فالقراءة الأولى تضع العلامة على المضمون والثانية على الأخطاء القواعدية والاملائية, ويخصص له المدرسون الذين يدرسون الثانوية العامة والأسئلة لهذا العام تراعي جميع المستويات والإجابات جيدة أوضحتها نسبة النجاح للمادة والتي تتجاوز 87% للفرع العلمي وأيضا نسبة نجاح النظاميين في الأدبي لا تقل عن هذه النسبة وسلالم التصحيح منصفة وشاملة, وفي حال ظهور شيء جديد كإبداع فردي من طالب يجتمع الموجهون ويناقشون الجواب ويقبل بعد إعلام الوزارة لأخذ الموافقة عليه ويتم تأمين الأجواء المناسبة والمريحة للتصحيح ويراعى الجانب الصحي للمدرسين عبر لجان الأطباء.‏

واقترح عدد من المصححين بإعفاء كبار السن من المدرسين من التصحيح وزيادة التعويضات بما يتناسب مع حجم العمل الكبير لعملية الامتحانات وأتمتة عمليات التصحيح.‏

وحول مادة الرياضيات للفرع العلمي أوضح السيد محمد علي ممثل فرع أن مستلزمات التصحيح مؤمنة, وتوضع لجان تصحيح وفق الأسئلة وتشكل لجنة مدققين ومراجعين وعند حصول أي مشكلة حول استفسار معين في سلم التصحيح يراجع المصحح المدقق وأحيانا المدقق يعود للمراجع, أما الأسئلة لمادة الرياضيات هذا العام فهي غير شاملة للمنهاج كما بين السيد بسام السابق وعدد من المصححين حيث أن الفصل الأول لم يرد منه سوى 3 علامات من بحثين فقط هما القطع المكافىء والتحليل الرياضي, ومادة الفراغية مهملة فلها سؤال اختياري فقط علما بأنه مقرر لها 30 حصة دراسية, والأسئلة الاختيارية غير متكافئة من حيث المستوى العلمي وكانت التمارين تحتاج لشيء من التفكير من الطالب عوضا على أن تكون أسئلة نظرية أو تطبيقات مباشرة, إضافة لقلة علامات سؤال الجبر والمثلثات الذي لا يقيس مستوى مهارات الطالب بشكل كاف, كما أن الأسئلة طويلة وتحتاج لوقت أكثر من المدة المخصصة للإمتحان وغابت عنها الأسئلة الموضوعية المتطورة والاختيار من متعدد وكانت إجابات الطلاب متفاوتة ونسبة النجاح في المادة وسطيا وصلت الى أكثر من 60% وراعت الأسئلة المسائل العامة بشكل كبير.‏

تعليقات الزوار

صلاح ديب |  salahdeebm@hotmail.com | 24/07/2005 09:30

السلام عليكم غريب ما أقرأ ففي جريدة تشرين تاريخ 20 تموز صفحة منوعات وتحت عنوان نداء إلى وسائل الإعلام ذكروا أنه انتهت امتحانات الثانوية العامة منذ فترة وجيزة وانتهى تصحيح أوراق الامتحانات وسوف تظهر النتائج في القريب العاجل و تأتون أنتم اليوم لتقولوا أنه لم يتم الإنتهاء من تصحيح الأوراق. يرجى الإيضاح ولكم الشكر صلاح ديب فرنسا

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية