تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بانتظار إجراءات جديدة...أسعار السيارات من خلال جولة ميدانية

اقتصاد
الأحد 24/7/2005م
عبد اللطيف يونس

لا يزال الحديث عن أسعار السيارات الأكثر سخونة بين المواطنين وخاصة بعد إعلان أسعارها الحقيقية من قبل وزارة المالية ونشرتها الصحف المحلية,

ما أثار الكثير من التساؤلات في ظل الفارق الكبير ما بين أسعار وزارة المالية والأسعار التي يتم البيع فيها وتتجاوز نسبة الربح فيها 100% ليس من سعر السيارة فقط وإنما أيضاً التاجر يتقاضى الربح على الرسوم الجمركية وكذلك على رسم الإنفاق الاستهلاكي.‏

من هذه التساؤلات:إلى متى يبقى التجار متفردين بالسوق ويتقاضون أرباحاً جشعة?وبالتالي هل ستنخفض الأسعار? ما الوسائل الكفيلة بتطبيق المرسوم 197 لمصلحة المواطن? لماذا امتعض الوكلاء من هذا المرسوم?وهل وقعوا حقيقة في خسارة كما ذكر البعض منهم? ما دور وزارة المالية في إنهاء هذه المشكلة? وكذلك ما دور وزارة الاقتصاد والتجارة بعد أن أعلنت عن نيتها بمراقبة الإعلان عن الأسعار وتداول الفواتير ومطابقة المواصفة? وبالتالي هل سيصبح بمقدور المواطن أن يشتري سيارة بسعر معقول?‏

بداية نشير إلى أننا قمنا بجولة إلى عدد من وكالات السيارات في مدينة دمشق وقد لاحظنا أن إحدى الوكالات فقط هي من قامت بتطبيق التسعيرة المعلنة من قبل وزارة المالية بالإضافة إلى هامش ربح معقول وهي وكالة (تويوتا),لكن البعض الآخر من تلك الوكالات قام بتخفيض الأسعار لكن نسبة التخفيض لم تتجاوز 10-20% من الأسعار السابقة للسيارات وذلك قبل صدور تخفيض الرسوم الجمركية وهذا ما يتنافى مع غاية المرسوم وتصريحات السيد وزير المالية.‏

والبعض الآخر لم يقم بتخفيض أسعاره نهائياً وإنما طرح عروضاً بالتقسيط بدون فائدة متجاهلين ما جاء بالمرسوم.‏

ما يؤكد أن الأرباح التي يتقاضاها وكلاء وتجار السيارات في سورية هي الأعلى في العالم لدرجة أن بعض الشركات المنتجة للسيارات والتي يتم بيع سياراتها في سورية استغربت هذه الأرباح وعلق أحد مسؤوليها قائلاً أن نعمل تجار سيارات بسورية أفضل بكثير من أن نصنع السيارات!!‏

وما روجه بعض التجار أن استقدموا مئات السيارات ودفعوا رسومها الجمركية قبل صدور مرسوم التخفيض وتكبدوا خسائر بملايين الليرات,فإن هذا الكلام يبدو للوهلة الأولى وكأنه صحيح لكنه بالحقيقة غير ذلك فالمرسوم كان واضحاً وصريحاً وأعطاهم مهلة شهر لبيع تلك السيارات بالأسعار التي يرونها مناسبة ولم يفعلوا,وكذلك فإنهم كانوا يعمدون إلى رفع أسعار السيارات كلما ارتفع سعر صرف الدولار أو اليورو وفي نفس اليوم علماً أن السيارات التي كانت عندهم قد اشتروها قبل ارتفاع أسعار الصرف فلماذا لم يقولوا عندها أنهم جنوا الأرباح الطائلة?!! ولماذا لم يستمروا بالبيع بالأسعار القديمة حتى يشتروا سيارات بالأسعار الجديدة?!!‏

وما يقولونه عن نفقات كبيرة يتكبدونها من افتتاح صالات عرض وموظفين ونفقات شحن وتخليص وسواها,فإننا نؤكد أن المواطن ليس شريكاً لهم في صالاتهم وأرباحهم وبالتالي ليست مشكلته,كما أنه في حال كانوا يخسرون كما ذكر أحدهم فلماذا يستمر في افتتاح صالات جديدة واستجرار أنواع جديدة من السيارات?!!!‏

ولسنا ندري هل يقوم الوكلاء بدفع ما يتوجب عليهم من ضرائب للمالية تجاه الأرباح الكبيرة التي يحصلون عليها والتي تكشفها بكل صراحة صالات العرض وأسعار مبيع السيارات.‏

* هل ستنخفض الأسعار?‏

بالتأكيد فإن أسعار السيارات ستنخفض بتأثير عامل التوعية لدى المواطن من خلال معرفة الأسعار الحقيقية للسيارات والتي قامت وزارة المالية بنشرها في خطوة اعتبرها المواطن جريئة وتعكس شفافيتها,كما ستنخفض بسبب إحجام المواطنين عن الشراء ريثما تتوضح صورة الأسعار,وكذلك بسبب انخفاض أسعار السيارات المستعملة وربما يطرح البعض التساؤلات في حال عدم التخفيض,كيف تلزم الدولة التجار بتنفيذ المرسوم-197- وبالتالي التخفيض.‏

نقول: ذلك يتم من خلال حالتين:الحالة الأولى تسهيل الإجراءات أمام المواطنين في السماح لهم باستيراد سيارة دون قيود سوى استحقاقات وزارة المالية من رسوم مختلفة وكذلك رسوم مؤسسة التجارة الخارجية ومؤسسة التأمين وأن يكون ذلك من خلال نافذة واحدة في إدارة الجمارك.‏

والحالة الثانية من خلال السماح باستيراد السيارات المستعملة بنصف الرسوم الجمركية الحالية وأن تكون من سعة فوق 1600 c.c وألا يكون قد مضى على صنعها أكثر من -5- سنوات.‏

من شأن ذلك أن يحقق التوازن في الأسعار وبالتالي دخول سيارات ذات نوعية ممتازة بتأثير فارق السعر وبالتالي اختفاء الأنواع الرديئة من أسواقنا تدريجياً.‏

وزارة الاقتصاد تراقب‏

وحول سؤال البعض عن دور وزارة الاقتصاد بموضوع السيارات نقول إن مراقبة هذا الموضوع من خلال ثلاثة محاور وهي الإعلان عن الأسعار بشكل واضح وكذلك مراقبة تداول الفواتير وأخيراً مطابقة بطاقة البيان للسيارة مع المواصفات.‏

وقد علمنا أنه خلال بداية الأسبوع القادم ستقوم الوزارة بجولات منتظمة لتلك الوكالات والمعارض للقيام بعملها وفي حال وجود مخالفة سيتم تنظيم الضبوط على قانون الغش والتدليس وتتراوح العقوبات بين الغرامة والسجن وإغلاق الوكالة أو المعرض المخالف لفترة محددة.‏

وقد تم تشكيل لجنة متخصصة لهذا الموضوع ويستطيع أي مواطن الاتصال بالرقابة التموينية في حال شعر بوجود مخالفة لتنظيم الضبوط اللازمة.‏

تعليقات الزوار

المقداد |    | 24/07/2005 01:02

المطلوب تدخل الدولة وبشكل مباشر وتحديد هامش ربح للتاجر ومن خلاله تكون المنافسة بين التجار , وعلى وزارة الاقتصاد مراقبة المواصفات ومراقبة الاسعار والزام التجار بنشر الاسعار ونسبة الربح , وعلينا ألا ننخدع بشعارات اقتصاد السوق الحر , العرض والطلب والمنافسة , فجميع هذه الشعارات بحاجة الى قواعد ونواظم متوازنة والدولة هي من تضع الضوابط ومن مسوؤليتها التدخل المباشر في السوق ولمصلحة المواطن والوطن .

وحيد  |  wajihghazal@mail.sy | 24/07/2005 01:37

مع كل الشكر و التقدير لجريدة الثورة و جميع العاملين بها على هذا الإهتمام من قبلكم و نرجو منكم متابعة هذا الموضوع لما له من أهمية لدى الكثير من المواطنين و كفانا تسلط و غطرسة من التجار و فعلا من غير المعقول أن يربح التاجر الذي يبيع السيارة أكثر من المعمل الذي يصنعها و بأضعاف المرات و كذلك نرجو فتح موضوع رسوم الرفاهية الغير منطقية و نأمل بأن تعود كما كانت على أقل تقدير كي نستطيع أن أسعار السيارات قد تقاربت مع أسعار السيارات في الدول المجاورة و شكرا

sakher |  sakher2@maktoob.com | 24/07/2005 01:48

أعتقد أن هناك بعض المصاريف لم تذكر فمثلا احتسب سعر صرف الدولار على أساس 50 ل س بينما سعر الشراء أعلى من ذلك بالاضافة الى مصاريف التخليص الجمركي وعمولة مؤسسة سيارات وربح تاجر الجملة وتاجر المفرق ونقل السيارات الى المحافظات . طبعاً لا ادافع عن تجار السيارات فان ارباحهم كبيرة ولكن يجب ذكر التفاصيل حتى لا يعتقد المواطن بأن كامل فرق السعر هو الربح فقط .

ابراهيم يوسف |  e-yousef@scs-net.org | 24/07/2005 11:18

شكرا لكم ايها السادة المسؤلين على اهتمامكم بالسيارات وبالموطن ولكن للعلم عجزنا عن الحلم حتى بسيارة عرجاء بثلاثة دواليب اهتموا رجاء بالدولابين والنقل العام وشكرا .

مي |    | 24/07/2005 13:34

طيب الناس اللي ناطرة اتخاذ اللإجراءات اللازمة من قبل الدولة مكتوب عليها الإنتظار الى أجل غير مسمى .المفروض حل هذه المشكلة بأسرع وقت ممكن من خلال الرقابة والتفتيش اليومي لهذه المعارض والإستجابة السريعة لشكوى أي مواطن يتكلم عما واجهه من ازدراء بالمعملة ولامبالات من قبل التجار من مبدأ ( هي أسعارنا وهيك بدنا نبيع بيعجبك أهلا وسهلا ما بيعجبك دور ع صالة عرض ثانية) وهيك على هالحالة اللي ناطر الو زمان ما رح يقدر يشتري واللي مضطر راحت عليه لأن أكيد ما في تحصيل بعد الكم اللي بياكلو.

الدكتور عامر الحسن  |  amer.h@intra-sy.net  | 24/07/2005 15:29

كل الشكر والاحترام لجريدة الثورة لهذا الاهتمام بقضايا المواطنين ومشاكلهم اليومية والحياتية وخاصة مع تلك الطبقة من التجار الجشعة وإن هذا الاهتمام بنشر واقع سوق السيارات في سورية يساوي كلام مسؤول في وزراة المالية لمدة شهرا كاملا . أتمنى لجريدتكم دوام التقدم والنجاح في خدمة قضايا المواطنين . وإنني أقترح على مؤسسة سيارات في سورية البدء بشراء سيارات من الشركات في العالم وبيعها للمواطنين وهذا حتما سيدفع التاجر الجشع ذو البطن الكبير على بيع سياراته بالسعر المعقول والربح القليل

amer |  amer-bh@ss-net.org | 02/10/2005 19:33

الحكومة مشكورة قامت بتعديل الرسوم الجمركية على السيارات من 150 الى 40 ولكنها لم تقم بتعديل الرسوم الجمركية على سيارات المعاقين فبقيت كما كانت سابقا25 وبالتالي لم يعد هناك فارقا في السعر بين سيارة المواطن العادي وبين سيارة الانسان صاحب الاعاقة . فهل سيتم النظر في ذلك

جابر محمد  |  abr-77@-scs-net.org | 27/01/2006 10:56

نص التعليق اصبح في سورية بناء البيت والسيارة حلم ابليس في الجنة وشكرا

طلال |    | 05/07/2007 11:15

الحكومة مشكورة ولكن هذا المرسوم لايكفي فهو بحاجة الى الية تطبيق على الارض فعند الذهاب الى اية وكالة ونقول له ماهذه الاسعار الغير مطابقة للمرسوم فيأتي الجواب روح اشتري من وزارة المالية او من يلي طالع المرسوم بمعنى اخر المرسوم بحاجة الى خطوات عملية على الارض كان يسمح لاي مواطن بالتعامل وبشكل مباشر مع مصدر الصانع مع اضافة هامش الربح مع ازالة التعقيدات والروتين عند ذلك لن يستطيع اي تاجر وسيضطر ان يبيع بنور الله وغير ذلك يبقى كلام في كلام لان احتكار اية سلعة من قبل اي تاجر يؤدي الى فرض السعر الذي يريده مع غياب كامل للدولة

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية