وأكد مبارك تصميم بلاده على ملاحقة الارهاب الاعمى ومكافحته واقتلاع جذوره
هذا في الوقت الذي قوبلت فيه هذه التفجيرات الارهابية بموجة ادانة عربية ودولية واسعة.
فقد اوقعت الانفجارات 88 قتيلا و 200 جريح من جنسيات مختلفة معظمهم من المصريين وجاء الانفجار في وقت يضج فيه المنتجع السياحي بالاجانب والمصطافين المصريين وقال مسؤولون أمنيون مصريون إن الانفجارات ضربت بشكل متزامن فندقا كبيرا ومقهى يرتاده سياح أجانب ومنطقة تجمع سيارات في المنتجع الذي يقع على مسافة 550 كيلو مترا من القاهرة.
وذكر مصطفى عفيفي محافظ جنوب سيناء الذي يتبع لها المنتجع للتلفزيون المصري ان سيارة احتمت فندق غزالة غاردن في المنتجع قبل ان تنفجر وتدمر واجهة مكتب الاستقبال الذي يحتوي على 174 غرفة والذي كان مكتظا بالنزلاء.
وقال عفيفي ان انفجارا آخر وقع في منطقة السوق القديم في المنتجع بينما ضرب الثالث موقفا للسيارات.
وقال مسؤولون امنيون ان الانفجارات التي هزت باقي أرجاء المنتجع وقعت بشكل متزامن تقريبا بين كل واحد والآخر دقائق قليلة بعد الساعة الواحدة والربع صباحا.
وأضاف المسؤولون ان أعمدة النار والدخان ظلت تتصاعد من المناطق الثلاث بينما كان يقوم رجال الإسعاف بنقل المصابين الى مستشفى المدينة القريب.
وذكر المسؤولون ان من بين الضحايا سياحاً بريطانيين وهولنديين وروس وكويتيين وسعوديين إضافة الى مصريين.
واوضح شهود عيان ان حوالي 88 شخصا قتلوا في الانفجار الذي حدث في منطقة السوق القديم تفحمت جثث أكثرهم بسبب الحريق الهائل الذي خلفه انفجار سيارة أمام مقهى كان يرتاده مصريون وسياح أجانب.
وقال محمد البيلي ان جثث عديدة تناثرت في منطقة الانفجار بعضها مقطع الأوصال.
وأضاف البيلي( لقد كان شيئا مرعبا.أحسست أن كل شيء يتطاير من حولي).
وقال مسؤولون في مستشفى شرم الشيخ إنهم طلبوا إمدادات وفرقا طبية من مدن شمال سيناء والإسماعيلية والسويس بسبب عدم كفاية ما لديهم من إمكانيات.
ووصف احمد المغربي وزير السياحة المصري الحادث بانه إجرامي الا انه أعرب عن ثقته بأنه لن يؤثر على أوضاع السياحة في مصر.
وفرضت قوات الأمن المصرية طوقا امنيا حول المدنية كما بدأت نشاطا واسعا للبحث عن مشتبه بهم في الانفجارات.
وتقوم قوات الامن بتفتيش كافة السيارات الداخلة الى المدينة والخارجة منها كما تدقق بهويات كافة ركابها.
وكانت الأجهزة الأمنية فرضت إجراءات صارمة في شرم الشيخ من بينها منع دخول السيارات إلى الفنادق بعد الانفجارات التي وقعت في طابا ومنتجعات أخرى في سيناء في شهر تشرين الاول الماضي أودت بحياة 34 شخصا من بينهم 11 إسرائيليا.
ويعتبر هذا هو اكبر حادث إرهابي منذ الهجوم على السياح الأجانب في تشرين الثاني عام 1997 والذي أودى بأكثر من ستين شخصا.
مبارك تفقد موقع الانفجار
من جهة ثانية تفقد الرئيس المصري حسني مبارك قبل ظهر أمس المواقع التي تعرضت للانفجارات بمدينة شرم الشيخ .
واستمع مبارك خلال تواجده بموقع فندق غزالة الذي تعرض للتفجير الى تقرير من اللواء حبيب العادلى وزير الداخلية ومن الدكتور محمد عوض تاج الدين وزير الصحة عن ملابسات الانفجارات والاجراءات التي اتخذت عقب وقوعها والجهود المبذولة من جانب الجهات المعنية لمعالجة الموقف.
مؤشرات حول المرتكبين
وقد اكد اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية المصري انه تم التوصل الى بعض المؤشرات التي قد تقود الجهات الامنية للوصول الى مرتكبي التفجيرات في شرم الشيخ معتبرا ان هذه المؤشرات ترجح وجود صلة بين مرتكبي هذه الانفجارات والعناصر التي قامت بتفجيرات طابا.
ونفى العادلي في تصريح ادلى به عقب تفقده موقع الانفجارات وجود اي علاقة بين تفجيرات شرم الشيخ وتفجيرات لندن.
في المقابل كشفت صحيفة الاهرام المصرية في عددها أمس النقاب عن انه طلب الى جهة امنية مصرية على نحو عاجل رفع تقرير خلال ساعات يحدد اسباب القصور في الاداء الامني الذي نتج عنه وقوع انفجارات شرم الشيخ بتلك الطريقة وكيفية دخول المنفذين الى مصر اذا كانوا اتوا من خارج البلاد.
من جهته جدد ابو الغيط الدعوة لعقد مؤتمر دولي عالي المستوى للبحث في سبل مكافحة ظاهرة الارهاب الدولي والتوصل الى اتفاقية دولية تحارب هذه الظاهرة وتقضي عليها.
اجماع دولي على إدانة الاعتداءات
هذا وتواصلت الادانات العربية والدولية للتفجيرات الارهابية في شرم الشيخ وفي هذا الاطار تلقى احمد ابو الغيط وزير الخارجية المصري اتصالات هاتفية من نظرائه 00 وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزارايس والالماني يوشكا فيشر والاسباني ميغيل انخيل موراتينوس والبريطاني جاك سترو.
وعبر وزراء الخارجية في هذه الاتصالات عن تضامن بلدانهم ووقوفها الى جانب مصر وشعبها تجاه هذه الاحداث مشددين على ضرورة تصدي المجتمع الدولى بكامله لظاهرة الارهاب الدولي باكبر قدر من الحزم.
كما دان السفير الصيني في القاهرة ووسى كه بشدة تفجيرات شرم الشيخ معربا عن صدمته ازاء هذه الحوادث الاجرامية.
وعبر مندوب اليمن الدائم لدى الجامعة العربية عبد الولي الشميري والقائم بالاعمال الكويتي في القاهرة فيصل المسيليم عن ادانتهما التفجيرات الارهابية واكدا تضامن بلديهما مع مصر شعبا وحكومة . ودانت السفارة الاميركية في القاهرة التفجيرات واعلنت ان وفدا من السفارة توجه الى شرم الشيخ للتعرف على اي ضحايا محتملين من الاميركيين.
في انقرة دانت تركيا بشدة التفجيرات وقالت وزارة الخارجية في بيان لها ان تركيا تعتبر ان هذه التفجيرات تؤكد ضرورة شن حملة دولية ضد الارهاب. وفي روما دان الرئيس الايطالي كارلو ايزيلليو تشامبي تفجيرات شرم الشيخ الارهابية معربا عن احر تعازيه لنظيره المصري حسني مبارك ولاسر الضحايا والمصابين. وكانت وحدة الازمات في وزارة الخارجية الايطالية اعلنت ان من بين ضحايا الاعتداءات 11 ايطاليا بينهم رجل توفي و 10 اخرين من الجرحى.