تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


سفير مصر في دمشق: ثورة 23 يوليو عبرت عن تطلعات شعبنا في الحرية والاستقلال ... العلاقات المصرية السورية انعكاس لتاريخ مشترك وتحديات واحدة

عربي ودولي
الأحد 24/7/2005م
حازم خيرت- سفير جمهورية مصر العربية بدمشق

حينما تقوم ثورة عظيمة كثورة يوليو عام ,1952وتحدث تغييرات جذرية في المجتمع المصري ونظامه السياسي والاقتصادي والاجتماعي

وتكون أيضاً ثورة استقلال وطني ضد احتلال أجنبي جاثم لعقود طويلة,ثم تكون أيضاً قاعدة دعم لحركات تحرر وطني في عموم أفريقيا واسيا ومركز الدعوة والعمل لتوحيد البلاد العربية ولبناء سياسة عدم انحياز ورفض الأحلاف الدولية في زمن صراعات الدول الكبرى,وقمة الحرب الباردة بين الشرق والغرب .‏

فحينما تكون ثورة يوليو ذلك كله وأكثر,فإن هذه شهادة كبرى للثورة ولمصر ولقائد هذه الثورة الزعيم جمال عبد الناصر.‏

كانت الأهداف التي عملت من أجلها الثورة,( أوسع وأشمل ) من المبادئ الستة التي أعلنها ( الضباط الاحرار ) عام .1952فهذه المبادئ كانت الاساس ( مصرية ) تتعامل مع الواقع المصري آنذاك,من القضاء على الاستعمار البريطاني لمصر,وعلى تحكم الاقطاع والاحتكار وسيطرة رأس المال على الحكم,وتدعو إلى إقامة عدالة اجتماعية وبناء جيش مصري قوي وحياة ديمقراطية سليمة.‏

إلا أن التأثيرات والتداعيات التي أحدثتها الثورة المصرية تجاوزت نطاق مصر إلى محيط أوسع عربي وشرقي أوسطي وعالمي.‏

ثورة 23 يوليو كانت من حيث الموقع الجغرافي في بلد يتوسط الأمة العربية ويربط مغربها بمشرقها,وكانت من حيث الموقع القاري حلقة وصل بين دول العالم الثالث في أفريقيا وآسيا,وكانت من حيث الموقع الزمني في منتصف القرن العشرين الذي شهد متغيرات واكتشافات كثيرة في العالم وحروباً وأسلحة لم تعرف البشرية مثلها من قبل,وشهد صعود وأفول ثورات كبرى وعقائد وتكتلات ومعسكرات,وشهد أيضاً اغتصاب أوطان واصطناع دويلات.‏

لقد كانت ثورة 23 يوليو المجيدة بقيادة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر تعبيراً صادقاً عن متطلبات وتطلعات الشعوب عامة وآمالها في نيل استقلالها الوطني والتطلع إلى حياة حرة كريمة بعيداً عن الاحتلال والاستغلال والتبعية,وكانت الثورة رائدة فيما طرحته من أفكار ذات أبعاد سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية,كما كانت زلزلاً حقيقياً استحق اسم الثورة الخالدةوصلت تردداته وبدرجات متفاوتة إلى معظم دول العالم الثالث في افريقيا واسيا وأمريكا اللاتينية,فاعتبر رافداً أساسياً ورئيسياً لحركة التحرر العربية والعالمية.‏

أما على صعيد مواجهة التحدي الصهيوني,فقد وضعت قيادة ثورة يوليو منهاجاً واضحاً لهذه المواجهة,خاصة بعد حرب ,1967يقوم على:‏

- بناء جبهة داخلية متينة.‏

- وضع أهداف سياسية مرحلية لا تقبل التنازلات أو التفريط بحقوق الوطن والأمة معاً,‏

وقف الصراعات العربية - العربية ,وبناء تضامن عربي فعال في مواجهة العدو الاسرائيلي‏

وتتواصل مسيرة الثورة في مصر في عهد الرئيس حسني مبارك بالعمل على تحقيق استقرار الجبهة الداخلية وتدعيم وترسيخ مبادئ الديمقراطية وسيادة القانون والسلام الاجتماعي و الوحدة الوطنية وتوجيه الاهتمام والطاقات نحو تحقيق التنمية الشاملة والمتواصلة .‏

وقد شهدت الساحة المصرية تنمية اقتصادية ناجحة اخذت في الحسبان الجميع بين الاعتبارات الاقتصادية ومتطلبات البعد الاجتماعي وضرورياته وقد كانت سوريا الحبيبة و شعبها العربي الشقيق في القلب دائما خلال مسيرة ثورة يوليو فقد شهدت نهاية العقد الاول من الثورة الوحدة المباركة بين مصر و سوريا ليصبح البلدان بلدا واحدا تتويجا لما يربط الشعبين المصري والسوري من أ واصر تاريخية عميقة وروابط حميمة,وليغدو حلم الوحدة العربية واقعاً ممكناً.‏

فما اجتمعت مصر وسوريا إلا وكان ذلك تحقيقاً لمصالح البلدين والوطن العربي بأسره .‏

وفي حرب أكتوبر ( تشرين ) المجيدة,استطاع الجيشان المصري والسوري أن يخوضا حرباً مظفرة لتحرير الأرض العربية المحتلة,امتزجت فيها دماء الشهداء المصريين والسوريين والعرب لترسم ملحمة بطولية خالدة.‏

وتمثل لقاءات القمة الدورية بين الرئيسين مبارك والأسد فرصة جيدة للتشاور والتنسيق المستمر في القضايا الهامة للمنطقة,تحقيقاً لمصلحة الشعبين والأمة العربية بأسرها.‏

وتمتد مجالات التعاون بين البلدين إلى مختلف القطاعات‏

كذلك يولي رجال الأعمال المصريون اهتماماً كبيراً بالتعاون مع نظرائهم السوريين في ضوء المناخ الاقتصادي الجديد في سوريا,‏

ويتجه الجانب السوري في المرحلة الحالية إلى نوع من الانفتاح الاقتصادي المتدرج,الذي يتطلع معه للاستفادة من الخبرة المصرية في العديد من المجالات,‏

وفي النهاية يمكن القول إن هذه العلاقات المتميزة التي تربط البلدين ما هي إلا انعكاس لتاريخ مشترك,وتحديات نواجهها معاً,ومستقبل نعمل معاً من أجل أن يكون أفضل لبلدينا وشعبينا وأمتنا العربية.‏

وفي ذكرى ثورة يوليو ( تموز ) المباركة نستذكر دائماً أهمية هذه العلاقات التي ربطت دوماً وتربط بين القاهرة ودمشق,من أجل غدٍ أفضل لأمتنا العربية التي نذرت ثورة يوليو نفسها لخدمة قضاياها العادلة في التحرر والاستقلال والتنمية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية