تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


«الكيماوي» والنوايا المبيتة

نافذة على حدث
الأحد 28-4-2013
 عبد الحليم سعود

من يراقب تطورات الأزمة في سورية لابد أن تصدمه كمية ونوعية الافتراءات والأكاذيب التي تمارسها الدول الغربية وأدواتها في المنطقة ضد سورية، والتي هدفها المباشر تقديم واقع مغاير لما يجري على الأرض بهدف الإساءة للدولة والشعب في سورية،

والـتأثير على الرأي العام المناصر للموقف السوري، ولعل أكثر ما يثير الاشمئزاز والصدمة في جملة الأكاذيب الجديدة هو الحملة التي تقودها واشنطن وحليفتها إسرائيل حول استخدام ما يسمى»الأسلحة الكيماوية» من قبل الجيش العربي السوري في حربه ضد الإرهاب في استعادة واستحضار لمشهد عراقي لم يخرج بعد من الذاكرة.‏

حيث تبارى المسؤولون الصهاينة والاميركان في الايام الماضية في إطلاق اتهاماتهم الجوفاء باستخدام السلاح الكيماوي في سورية، متجاهلين دعوة الحكومة السورية للتحقيق في استخدام هذا السلاح من قبل الجماعات المسلحة الإرهابية في خان العسل بحلب، في محاولة لإنقاذ المعارضة المسلحة من ورطتها، وإعطائها دفعة معنوية قبيل اللقاء المرتقب بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما، وفي مسعى مكشوف للضغط على الموقف الروسي الداعم لسورية والرافض لأي تدخل خارجي في شؤونها الداخلية من أجل فرض الأجندة والرؤية الأميركية في أي حل مرتقب.‏

فالعصابات الوهابية التكفيرية المسلحة التي عاثت فساداً وقتلاً وتخريباً في الكثير من المناطق السورية بأوامر أميركية صهيونية خليجية، تلقى اليوم مصيرها المحتوم تحت أقدام بواسل جيشنا العربي السوري المصمم على ضرب الإرهاب وتطهير البلاد من فلوله، بالتعاون مع الشرفاء من أبناء وطننا، وهذا ما أفقد أركان المؤامرة الدولية ضد سورية صوابهم واسقط جميع رهاناتهم بإسقاط سورية فما كان منهم إلا أن طرحوا آخر أوراقهم القذرة لكي لا يسلموا بالهزيمة.‏

غير أن المثير للسخرية والعار في هذه الحملة الجديدة ضد سورية هو أن أصحابها هم من يملكون ترسانات السلاح النووي والكيماوي والجرثومي، وهم من استخدموها في حروبهم ضد الآخرين، وهو فجور ما بعده فجور وغطرسة ما بعدها غطرسة.‏

وعلى العالم أن يتذكر كيف استخدمت واشنطن أسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة كذريعة للغزو والتدخل، ليتبين بعد احتلالها وتدميرها للعراق وقتل مئات الآلاف من أبناء شعبه، أنها كانت تكذب، وأن أهدافها كانت فقط نهب وسرقة ثروات العراق الحضارية والنفطية وتدمير كفاءاته العلمية وبنيته الاجتماعية والاقتصادية والعسكرية والإنسانية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية