وتحقيقاً لمصالح إسرائيل، يخدمهم في ذلك اتباعهم من ممالك الإقطاع الخليجي، وفي محاولتهم الترويج لمؤامرتهم في سورية استغلوا الجامعة العربية في محاولة لشرعنة تدخلهم بعد أن سيطر عليها حمد قطر يساعده فيصل السعودية.
وقد أكد المحلل السياسي التشيكي بيتر شنور أن الجامعة العربية أضحت بمثابة نادي أصدقاء الشريعة وشريكاً استراتيجياً لإسرائيل بعد أن دعتها إلى تدخل عسكري في سورية موضحاً أن ما سمي "بالربيع العربي" ما هو إلا خريف سلفي خدمة لمصالح القوى العظمى وأسواقها المالية ومنع قيام الديمقراطيات الوطنية الحقة التي عمادها سيادة الدول واستقلالها.
وانتقد شنور في مقال كتبه في موقع الصحافة الحرة التشيكية أمس تقديم الغرب ووسائل إعلامه للجامعة العربية على أنها منظمة دولية تحظى بالتقدير وأن لها الحق باتخاذ القرارات حول شرعية وعدم شرعية الحكومات الأعضاء فيها وعلى الأخص تجاه سورية مؤكداً أن الجامعة العربية تحولت إلى متحف سياسي للمحنطات في ظل تحكم الممالك الإقطاعية العربية فيها.
واستغرب المحلل تحول الممثلين السياسيين عن الديكتاتوريات الإقطاعية والسلفيين الذين يعتبرون عادة في أوروبا وأميركا بأنهم إرهابيون محتملون إلى شركاء ائتلافيين لفرنسا "أم كل الجمهوريات" وللولايات المتحدة التي نشأت نتيجة للكفاح ضد الحكم المطلق الاستبدادي للتاج البريطاني.
وشدد "شنور" على أن منح من يسمون بممثلي "المعارضة السورية في الخارج" مقعد سورية في الجامعة يؤكد من جديد المعنى الحقيقي لما يسمى "إعادة بناء العالم العربي" مشيراً إلى أن الجامعة العربية تخلت عن تعدديتها فعلياً وعن استقلاليتها في الساحة الدولية.
ورأى المحلل أن مهزلة حقوق الإنسان التي تسمى "الربيع العربي" كانت منذ البداية خطة لإعادة بناء شمال أفريقيا والشرق الأوسط وفق ذوق الإمبريالية الغربية وممالك الإقطاع الخليجية وعلى الأرجح أيضاً بالتعاون مع الإسرائيليين المتشددين.
وأوضح شنور أن القاسم المشترك لهذا التحالف الغريب هو قواعد الأسواق المالية التي تعتبر أن عدوها هو الدول الوطنية السيادية التي تمنع تدفقها مشيراً إلى أنه لدى مراجعة "الربيع السلفي" يمكن ملاحظة أن مصالح القوى العظمى الغربية كانت واضحة منذ البداية وهي منع حصول ثورات ديمقراطية اجتماعية حقيقية وبدلاً من الزعامات العلمانية تم استخدام الشريك الاستراتيجي المعروف لها وهو حركة الأخوان المسلمين كونهم يمثلون الضمان لتعزيز النظام الاقتصادي النيو ليبرالي واعتبارهم حلفاء موثوقاً بهم من قبل الغرب في مقارعة الأنظمة العلمانية والتي لا تناسب الغرب سياسياً واقتصادياً مثل سورية.