وقال أوماخانوف خلال لقائه وزير الاعلام عمران الزعبي في موسكو أمس ان موقف روسيا يكمن في ان الشعب السوري وحده و دون تدخل خارجي له الحق في حل مشاكله مشددا على أنه عبر طاولة الحوار يمكن التوصل إلى حل للازمة.
واضاف ان روسيا وسورية لديهما تاريخ طويل من العلاقات والتعاون لم ينقطع يوما ونحن مهتمون جدا في أن يصل الوضع في سورية أخيرا إلى طريق السلام وأن يتوقف سفك الدماء في أقرب وقت ممكن.
وأوضح أوماخانوف أن هناك من ينتهج سياسة المعايير المزدوجة فيتحدث عن الديمقراطية ويعمل عكس مفهومها ويتحدث عن التسوية ويعمل كل ما بوسعه كي لا تبدأ هذه التسوية.
وأعرب اوماخانوف عن استعداد بلاده التام لبذل الجهود لايصال حقيقة ما يجري في سورية إلى المجتمع الدولي مؤكدا خطورة الحرب الاعلامية التي لا يقل أثرها عن المجابهات المسلحة المباشرة.
وعبر أوماخانوف عن أمله بأن تكون زيارة الوزير الزعبي إلى موسكو مثمرة وناجحة وتعمل على تعزيز الجهود المشتركة لحل الازمة القائمة في سورية.
من جانبه أكد الوزير الزعبي ان الهستيريا الاميركية المستمرة منذ بضعة أيام حول استعمال الاسلحة الكيميائية من قبل الحكومة السورية تأتي بسبب النجاحات التي حققها الجيش العربي السوري على الارض.
وقال: ان الهيكل الرئيسي للمعارضة المسلحة في سورية يتكون بشكل أساسي من مرتزقة أجانب قدموا إلى البلاد ليس فقط من الدول المجاورة بل من بريطانيا واستراليا وفرنسا وغيرها.
واشار الزعبي إلى ان المعلومات التي بحوزة الحكومة السورية تتحدث عن مسلحين يقاتلون على الاراضي السورية قدموا من 29 دولة لافتا إلى ان هناك أكثر من 5 الاف مسلح من اليمن وحدها يحاربون إلى جانب هذه المعارضة.
كما أكد الزعبي أن تدفق المقاتلين الاجانب إلى البلاد يزداد بشكل مستمر وان عامل التدخل الخارجي عبر ارسال هؤلاء هو المعرقل الرئيسي لحل الازمة واستقرار الوضع في البلاد.
وشدد الزعبي على ان الجانب السوري مهتم بمشاركة روسيا في عملية اعادة الاعمار في سورية بعد انتهاء الازمة فيها مشيرا إلى أن سورية لا تستبعد أن تكون عضوا كامل العضوية في المستقبل في منظمات دولية مثل منظمة شنغهاي للتعاون ومنظمة دول بريكس.
وعبر الزعبي عن شعوره بالثقة والاعتزاز بما اتخذته روسيا من مواقف تجاه سورية اذ ان سورية تواجه مصاعب كثيرة وحربا يعد الحامل الاعلامي فيها هو الحامل الاساسي لكل الحروب الأخرى وهدفها النهائي نقل سورية من الحيز الثقافي والانساني الذي يجمعها مع روسيا.
وقال الزعبي: ان المعركة التي تتعرض لها سورية فريدة من نوعها من جهة التناقضات التي تحملها ففي الوقت الذي تحارب فيه الولايات المتحدة الارهاب تساند جبهة النصرة والقاعدة في سورية كما أن المجتمع الدولي يتحدث عن الحريات وحقوق الانسان ويسعى إلى معاقبة سورية لانها تدافع عن مواطنيها.
وأضاف الوزير الزعبي ان العقوبات الاقتصادية على سورية تمس المواطنين بشكل خطير جدا والحرب المنظمة ضدها هي حرب منهجية تدمر كل ما تم بناؤه خلال نصف قرن وتهدف إلى استنفاد كل عناصر القوة المعنوية والمادية في المجتمع السوري والوحدة الوطنية ومؤسسات الدولة.
وأشار الزعبي إلى ان البرنامج السياسي المتكامل والمرتبط بجدول زمني للوصول إلى حوار وطني شامل وحل الازمة في سورية تضمن اجتماعات مع القوى الشعبية والفعاليات المدنية وقوى معارضة في الداخل وتم اتخاذ اجراءات ادارية لتقديم الضمانات واتخذت قرارات وجهت إلى القضاء والامن وجميع نقاط الحدود البرية والمطارات وغيرها لتسهيل دخول أي معارض إلى سورية.
كما لفت الزعبي إلى ان هناك عقبات تحول دون عودة الهدوء إلى بعض المناطق ورمي السلاح والعودة للحياة الطبيعية تتمثل بازدياد نسبة عدد الاجانب في صفوف المجموعات المسلحة في سورية لتصل إلى 80 بالمئة اضافة إلى ضخامة حجم تدفق السلاح المتطور والتكتيك القتالي لدى هذه المجموعات ما يؤكد أن جهات دولية منظمة تقف خلف هذه العملية ووجود قرارات دولية معلنة بتصعيد الازمة منها بيان القمة العربية في الدوحة وموقف الادارة الاميركية ومحاولات بريطانيا وفرنسا تجاوز قرار منع التسليح وسلوك وموقف الحكومة التركية وكل ذلك يقف عقبة في وجه العملية السياسية.
وبين الزعبي أن القرار السياسي في سورية هو الاستمرار في مواجهة الارهاب ومواجهة تدفق السلاح والمسلحين إلى سورية من جهة ومن جهة أخرى الاستمرار في عملية الحوار السياسي والدعوة اليها.
وأوضح الزعبي ان المسلحين لا يسيطرون على مناطق لها حدود ومساحات محددة بل هناك فقط في شمال سورية في المنطقة المتاخمة للحدود التركية تمت سرقة الاف المعامل ونقلت برا إلى تركيا كما ان سيارات الاسعاف التركية تنقل الاسلحة إلى الداخل وبشكل علني ومباشر.
وقال الزعبي: ان الجيش العربي السوري يقود عمليات ضخمة جدا في كل المناطق السورية وخاصة في منطقة الحدود السورية اللبنانية والحدود السورية الاردنية والمنطقة المحيطة بالعاصمة دمشق وفي جميع المناطق الأخرى ومن الواضح أن هذا ما أغضب الاميركيين مؤكدا ان سورية ستنتصر على الارهاب ولن تسمح لمتخلفين وهمجيين أن يسيطروا على سورية.
حضر اللقاء السفير السوري لدى روسيا الدكتور رياض حداد.
بوغدانوف عقب لقائه مسؤولين لبنانيين..
موقف روسيا مما يجري في سورية مبدئي
في غضون ذلك أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ان موقف روسيا مما يجري في سورية مبدئي ومعروف ويدعو إلى ايجاد حل سياسي للازمة فيها بجهود السوريين أنفسهم.
وشدد بوغدانوف عقب لقائه عددا من المسؤولين في لبنان أمس.. على ان روسيا ضد أي تدخل في الشؤون الداخلية لسورية ومحاولات استخدام أراضي الدول المجاورة في هذا الصدد.
واضاف نحن نتابع باهتمام الاحداث في لبنان ولا بد من أن تبذل أقصى الجهود من أجل الحفاظ على سيادة واستقلال لبنان ووحدة وسلامة أراضيه.
من جهته أكد طلال أرسلان رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني أن الازمة في سورية لا تحل الا بالحوار الذي يجب أن ينطلق من الداخل دون أي تدخلات خارجية بما يضمن الحفاظ على سيادة سورية واستقلالها.
وقال أرسلان بعد لقائه نائب وزير الخارجية الروسي: انه أعرب لبوغدانوف عن تقديره للدور الروسي في سورية والذي يحفظ استقلالها وسيادتها دون أي تدخل خارجي فالحكم بالنهاية للشعب السوري عبر انتخابات تشريعية شرعية.
واضاف أرسلان ان الموقف الروسي هو الضامن للحرية والعدالة واستقلال الدول وتحقيق التوازن العالمي الذي نحن بأمس الحاجة اليه لاننا عشنا فترة طويلة من فقدان التوازن الذي انغمس العالم على اثره بالاحادية التي أضرت بدورها بشكل كبير بمصالح الشعوب والامم والاوطان وخاصة في الشرق الاوسط في ظل الكثير من التفرد والارهاب الذي تطور في العالم ونحن دفعنا أثمانا باهظة نتيجته.