|
|
عشرون عاماً على البث الفضائي العربي ؟! فضائيات وفي الوطن العربي ثمة 696 قناة تبث من 17 قمراً صناعياً، يشاهدها أكثر من 150 مليون مشاهد للقنوات المفتوحة، بينما 42 مليون للمشفرة . وبالعودة إلى انطلاق البث الفضائي العربي , فقد كانت أول قناة في الوطن العربي هي (المصرية) عام 1990م ثم MBC عام 1991م أي أننا أكملنا عشرين عاما على انطلاق أول قناة فضائية عربية . والسؤال الذي يفرض نفسه بقوة الآن .. ما الذي حققه الإعلام الفضائي للمشاهد العربي خصوصا أن فضائياتنا العربية لم تترك مجالا إلا وخاضته , فهناك الفضائيات الإخبارية والدرامية والرياضية والغنائية والتسويقية والسياحية والدينية وغيرها , وباستطاعة المشاهد العربي أن يختار ما يناسب اهتماماته ؟ والسؤال الآخر ..أين أصبح موقع القنوات الحكومية ؟ وهل فقدت الحكومات السيطرة على وسيلة التلفزيون مع انتشار البث الفضائي وكثرة القنوات الخاصة والأجنبية التي تستطيع اختراق الأجواء القومية ؟ والسؤال أيضا ما هو تأثير القنوات الفضائية التي اندفعت إلى تقليد ومحاكاة النموذج الغربي في الشكل والمضمون ؟ في مراجعة لبرامج الفضائيات العربية لا بدَّ من ملاحظة مدى تأثر بعضها بأساليب تقديم البرامج على الفضائيات الغربية الأمر الذي أدى إلى ظهور اللغة المبتذلة , والثقافة الوضيعة من خلال اصطناع ما يسمى خفة الدم والتبسط الزائد في سبيل اجتذاب الجمهور ! أيضا يمكن القول : إن بعض الفضائيات العربية تعمل على تقديم حوارات ومناقشات في مجالات عديدة بعيدة عن الالتزام بأدب الحوار التلفزيوني , فبدت هذه البرامج وكأنها تعمل على تقديم برامج مليئة بالخلاف والصراخ بدلاً من لغة التحاور والتفاهم وتقبل الآخر! أما التأثير الأكثر سلبية على المجتمع فقد كان تراجع القراءة ، وتناقص عدد القراء بسبب الساعات الكثيرة التي يقضيها المشاهدون أمام جهاز التلفاز , ليصبح الإعلام الفضائي هو من يتحكم , ويوجه ! والسؤال الذي يجب علينا طرحه الآن ..كيف نستطيع أن نجعل من فضائياتنا العربية وسيلة فاعلة في بناء العقل العربي , وتوجيه الرأي العام , في ضوء هذا الكم الفضائي العربي والعالمي ؟ وكيف لنا أن نحمي ثقافتنا ونحافظ على هويتنا؟ الجواب : قد يكون بسيطا وبساطته تكمن بأهميته وهو أنه لا يمكن الاستهانة بمدى فاعلية الفضائيات وتأثيرها الواضح على أفكار واتجاهات وسلوك المواطنين , ومن تابع مدى تغير الرأي العام منذ بداية البث الفضائي العربي وإلى اليوم لا بد أنه لاحظ مدى قدرة الفضائيات الموجهة على التأثير , والكل يتذكر كم كان لبعض الفضائيات العربية من تأثير على المعنويات العربية في مواجهة المشاريع والمخططات الصهيونية التي كانت تحاك من قبل الدوائر الأمريكية والصهيونية كـالعدوان الأمريكي على العراق وعدواني إسرائيل على لبنان وفلسطين و(مشروع الشرق الأوسط الجديد ) ما جعل الولايات المتحدة وإسرائيل تطالب بإيقاف بث هذه الفضائيات في بلدان عديدة كما حدث مع قناة المنار وبعض القنوات الفلسطينية والتخطيط لضرب بعضها كـ (قناة الجزيرة)!
|
||||||||||||||||||||||||||||||
