تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لم تعد بحاجة ..؟

عين المجتمع
الأثنين 24-7-2017
غصون سليمان

لم تعد المدينة بحاجة إلى طلاء فقد لونها الشهداء بدمائهم الزكية الطاهرة لم تعد المدن بحاجة إلى ماء فدموع الأهالي تكفي.. مساكب تجرفها مقل لم يجف مخزونها وهي تودع كوكبة هنا وتستقبل قوافل آخرى هناك .

يوميات الحقد يبرأ منها الصباح والمساء والليل والنهار ..يوميات تائهة بقذائفها وصواريخها المتفجرة اعتادت اختبارنا وامتحاننا.. والنتيجة مزيد من الدمار والخراب وفقد الغوالي والأحبة وكثير من الصمود والإباء والتشبث بالأرض وعشق الحياة.‏

جدران تلك المدن وتلك الأمكنة لا تحتاج إلى ريشة فنان أو إبداع رسام أو خطاط فقد نال المرتبة الأولى بدرجات الشرف والامتياز، شهداؤنا وجرحانا الذين أصبحوا أقمار ليلنا ونجوم سمائنا وضياء نهارنا وشمس عافيتنا..‏

ألوان الحب معتقة في ضمير هؤلاء الشهداء خمرة صفاء تنسكب من على جبينهم العالي المكلل بالعنفوان والكبرياء وهم راحلون إلى العلياء ..وميض أمل وحرارة شوق لتضحيات في سبيل وطن سوري يغزلون حروفه بالبأس والقوة والنار رجال وأبطال وبواسل ونسور صدقوا ما عاهدوا الله عليه فكانوا أهلا للشهادة ولقيامة الأوطان.‏

نحيب الثكالى والأمهات كتاب مفتوح تلون صفحاته نساء سوريات عبرن ضفاف الوطن بأوردة أبنائهن فكن الزوايا والأركان في سفينة الصبر التي لولاها لمادت الجراح وكبرت الأوجاع.واتسعت مساحات الاسى ونام الفقر والجوع والأذى في الأضلاع .‏

رسالة صديق ابن الوطن الشاهد على يومياته كما كل ناسه وأهله والملايين من أبناء شعبه الذي أتعبت قلبه وجسده وغصت حنجرته واحتبست أسارير وجهه حين أفصح عن وجع مدينته الغافية على صدر سورية والتي أمطرتها صواريخ الارهاب والإجرام كما غيرها من القرى والأمكنة والمدن السورية .صورت عيونه المشهد وهو في قلب الحدث ودون في ذاكرة المكان ..لم تعد المدينة بحاجة إلى طلاء فقد لونها الشهداء بدمائهم ..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية