جنود الدولة العظمى في الملاجئ وعضلات المارينز في جحور الخوف .. ورئيسهم خلف تويتر يبث التصريحات... في نهارات الاستعراض وليالي القلق من صواريخ إيرانية جديدة .. فالبداية في قاعدة عين الأسد كانت مجرد صفعة .. كما قال حزب الله..
كم يلزم واشنطن إذا من الصواريخ حتى تأديبها بمزيد من الصفعات وخروجها من العراق والمنطقة!؟
تمر الأفكار متسارعة في رأس ترامب... هل هو الحوار مع إيران؟! يعلم أن طهران لن تفاوض فوق دماء الجنرال سليماني...إذا هو توسيع مهام الناتو؟! وتقليص أعداد الجنود الأميركيين في العراق.. المهم ألا يتلقى الرد الإيراني وحده، يريد وجوهاً أطلسية أخرى تمتص معه الصفعات القادمة...
تحت أي عنوان يدعو كل من ترامب ووزير حربه إسبر الناتو إلى العراق؟..هل هو الغزو مرة أخرى.. أم هي الحبكة الأميركية لخروج نسبي من العراق تدفع ثمنه الحكومة العراقية ملايين الدولارات التي طلبها ترامب خلوا لإحدى قدميه.. والقدم الأخرى سيبقيها مع الناتو..
حتى في أصعب ورطاته ينحني الرئيس الأميركي ليلملم من أرض خساراته ما تطاير من نقود ودولارات...
خروج مأجور....إنه رجل الآلة الحاسبة ورأس المال الجبان.. لن يدفع رؤوس جنوده إلى التطاير.. سيستبدلها برؤوس في الناتو... هي ضريبة التحالف معه..أوروبياً أو خليجياً... والضريبة الأكبر دائماً على السعودية.
لا مانع أمام زعيم البيت الأبيض من شيء.. حتى لو حول جيشه الى مرتزقة، فهذه الأيام يستثمر جنوده. . ويبيعهم للعب السياسي والعسكري مع الائتمان في مناطق أخرى.. وقد يستغل التاجر الأميركي هذه اللحظات بالذات ... ليشهر فزاعة الرد الإيراني في وجه الخليج..
ما خفي أعظم، مليار دولار تسعيرة ترامب لقوات أميركية إضافية في السعودية .. المملكة لم تكتفِ بشراء اللاعبين الرياضيين العالميين فقط، هي تشتري اليوم لاعبين سياسيين وتستورد الجنود كما المعلبات.. تغذت كثيرا في أمنها على واشنطن... حتى أصبحت المناعة السعودية أميركية .. لذلك تخشى الخروج عن الطاعة.
لا يختلف اثنان أن التصعيد الحاصل في المنطقة بين طهران وواشنطن.. تقصده ترامب لرفع تسعيرة تصدير جنوده... ورفع ثمن الانسحاب..
قد يرغب بعودة جزئية لجنوده من المنطقة مع ربح رأس مال.. سواء طالب العراق بدفع الثمن أم سرق النفط من سورية.. المهم في هذه اللحظات هي الحصالة الأميركية..
يشبه أردوغان حليفه ترامب في تجارة التصعيد .. ولكن ليتمدد في المنطقة، فخروقات النصرة وهجومها الواسع على حلب في توقيت الهدنة في إدلب لا يفسره سوى سلوك السلطان العثماني الذي يجند التسخين ربما لفسح المجال لإرسال الإرهابيين إلى ليبيا..
(فالسراج) قد أضاء له حلماً صغيراً في العثمانية الإخوانية ومروراً سهلاً إلى غاز المتوسط بعد أن عرقلته اليونان .. لكن الأجواء الليبية تشير إلى بدء احتراق صفقة (السراج- أردوغان)..
عندها سيصبح السلطان نكتة سياسية كما غدا من قبله ترامب... الذي في ظل تردده بالبقاء والانسحاب والاختباء والدعوات للحوار.. لم تبق حقيقة منه سوى رسم الكاريكاتور ودخوله عالم النكتة السياسية بامتياز .. والتي قد تكون سبب الضحكات اللطيفة على وجه بوتين في زيارته الأخيرة إلى سورية.