وأشار ظريف في كلمة ألقاها أمام طلاب جامعة كازغيوآ للحقوق في العاصمة الكازاخستانية آستانة نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية ارنا أمس إلى أن الغرب لم ولن يتمكن من تحقيق أمنه علي حساب أمن الآخرين وأن الذين أسسوا تنظيم داعش الإرهابي وقدموا له شتى أنواع الدعم المالي والتسليحي يعانون الآن جراء سياساتهم الخاطئة.
وأوضح ظريف أننا نسعى إلى الاستقرار والأمن والازدهار ودعم العلاقات مع جميع دول الجوار ودول منطقة الخليج مؤكداً أن تطوير العلاقات مع دول الجوار من الأولويات الأساسية لسياسة إيران الخارجية.
وحول أحداث اليمن قال وزير الخارجية الإيراني: إن استمرار العمليات العسكرية في اليمن سيجعل الأوضاع أكثر تعقيداً من السابق وسيوسع العداء والكراهية أكثر فأكثر محذّراً من أن تنظيم القاعدة الإرهابي مستعد لاقتناص الفرصة السانحة والنفوذ في بعض المناطق اليمنية وأن وضع الشروط المسبقة من قبل التيارات المختلفة في اليمن لا يساعد فحسب على الإسراع وتسهيل إقرار الأمن والسلام بل يؤدي إلى إعاقته.
وبخصوص المفاوضات النووية مع مجموعة خمسة زائد واحد وآفاقها قال ظريف: إننا ندعو إلى إزالة الحظر المفروض على إيران لكن ليس بأي ثمن لأن تكاليف إزالة الحظر مهمة جداً بالنسبة لنا لكن لا نرضى أن ندفع عزّتنا ومصالحنا الوطنية ثمناً لذلك مضيفاً إن الشعب الإيراني ليس متفائلاً بخصوص العلاقات مع الغرب لأن معالجة مشكلات إيران مع الغرب بحاجة إلى المزيد من الوقت.
وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى أن الطرفين لديهم هاجس من نقض الطرف الآخر العهد لذا لا يمكن أن نجمع بين الحظر والعلاقات فعندما يوجد الحظر لا يمكن بناء علاقات طيبة مع البلد الذي يفرض الحظر علينا.
وأكد ظريف على المشتركات الثقافية والحضارية والقرب الجغرافي والتاريخي بين دول آسيا الوسطى وإيران لافتاً إلى المجالات الواسعة جداً للتعاون بين إيران وكازاخستان وباقي دول آسيا الوسطى.
وقال ظريف: إن خطوط السكك الحديدية بين إيران وكازاخستان وتركمانستان تعتبر إجراءً استراتيجياً يمكن أن يساهم في تقدم وازدهار المنطقة وبإمكان كازاخستان الوصول إلى مياه الخليج وبحر عمان وتوسيع نطاق تجارتها.
كما بحث الرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزار باييف مع وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف اخر المستجدات المتعلقة بالمفاوضات النووية مع السداسية الدولية ومكافحة الإرهاب.
وذكرت وكالة الانباء الايرانية (ارنا) أمس ان ظريف تناول خلال لقائه الرئيس باييف في الاستانة اخر المستجدات المتعلقة بالمفاوضات النووية مع السداسية الدولية والقضايا الاقليمية وخاصة موقف ايران المبدئي تجاه الازمات التي تمر بها كل من سورية واليمن والتهديدات المشتركة في مكافحة الإرهاب والتطرف.
من جانبه اعتبر الرئيس الكازاخي ان الالية الدبلوماسية والحوار والتفاوض تعتبر أفضل أسلوب لمعالجة الازمات الاقليمية وخاصة في سورية واليمن.
ولفت باييف إلى ان ايران شريك جيد وصديق لكازاخستان وقال: ان هناك علاقات جيدة بين البلدين ونحن نعير احتراما كثيرا لعلاقاتنا مع ايران وندعم الحقوق المشروعة لها في امتلاك الطاقة النووية للاغراض السلمية.
في غضون ذلك اكد مساعد وزير الخارجية الايراني للشؤون العربية والافريقية حسين امير عبداللهيان ضرورة وجود ارادة دولية جادة لمكافحة الإرهاب في المنطقة، مشدداً على ان اخطاء بعض الدول ساهمت في تعزيز الإرهاب فيها.
وأعرب عبداللهيان خلال لقائه بطهران أمس مساعد وزير الخارجية النيوزيلندي بيد كوري عن أسفه حيال رغبة بعض الدول بتكرار أخطائها السابقة في المنطقة واستخدام التنظيمات الإرهابية كأدة لتحقيق مصالحها.
واوضح ان الدعم الذي يسهم في تعزيز الإرهاب باليمن سيؤدي إلى توسيع هذه الظاهرة التي تشكل خطراً على الامن العالمي، مشيراً إلى ان ايران تعمل على تقديم الدعم للمطالب المشروعة لشعوب المنطقة.
بدوره اكد مساعد وزير الخارجية النيوزيلندي أن هناك اهدافاً مشتركة وعزيمة جادة لايران ونيوزيلندا في القضاء على الإرهاب ولاسيما في العراق، مشيراً إلى التأثيرات السلبية للتدهور الامني في الشرق الأوسط على السلام والامن الدوليين.
ورحب بيد كوري بإرسال مساعدات انسانية عاجلة ووقف العمليات العسكرية واجراء الحوار الوطني والمصالحة الوطنية وتشكيل حكومة شاملة في اليمن على اساس الخطة السياسية التي تدعو لها ايران.