إن الاحتفاء برأيهم يجب أن يتجاوز هذا الأمر إلى البحث عما تبقى لدى الراحلين من مخطوط يستحق الطباعة أومن خلال العودة إلى نتاجهم ومن ثم اعادة طباعته مع الوضع في الحسبان المردود المادي على اسرته بشكل خاص ووضع خطة لتسويق منتج ذلك الراحل ومن ثم تخصيص نسبة من ريعه لأسرته، وبالطبع يكون ذلك بعد دراسة تقييمية حيادية للاحتفاء بمن استحق ذلك نظير اسهاماته الثقافية وعطائه الإبداعي وبما قدم من شيء مختلف ومفيد للساحة الثقافية.
هذا إلى جانب البحث عن نتاجهم بالنشر حينا والدراسات النقدية والبحثية حينا آخر ما يعيد إلى ذاكرة الاجيال القادمة سيرتهم ويستدعي إلى أذهان الناشئة تلك القامات الفكرية لتظل حاضرة بإبداعها واسهاماتها الثقافية المختلفة.
وليس بعيدا عن ذلك إطلاق المسميات عبر المؤسسات الثقافية على بعض الأماكن والمراكز وقاعات الجامعات واسماء بعض الجوائز لتكون بمثابة رمز ثقافي متواصل للأجيال وتقديرا لتلك القامات الثقافية التي عملت على ترك بصمة في مرحلة من مراحل الحياة.
إن مسألة تكريم من يفقدهم المشهد الثقافي في مختلف المجالات الابداعية والادبية والفكرية تأتي على درجة كبيرة من الأهمية، ويجب أن ينظر إلى الأمر ما هوأبعد من مجرد امسية يأتي إليها من يأتي ويغيب من يغيب لتقديم ما درجت عليه مشاركات المؤبنين، فلطالما زهت الشعوب بمبدعيها فهل نكون على قدر المسؤولية لحملة مشاعل النور والحضارة والفكر ؟!.