وتعيد تمثيل مشهد بيع القضية منذ أن طاع العرب رومهم ,إلى أن بايعت قطر والسعودية داعش ولحق بهما البعض الفلسطيني من باب انعدام الحول والقوة, وانعدام الرجولة السياسية الذي رجع عن الاتفاق مع دمشق, إلى خطوط الارتباك والخذلان وهو ما في عرف القضية الفلسطينية خيانة موصوفة بألف مصطلح ومصطلح, منذ النكبة الأم حتى كل النكبات التي لايزال خليج النفط والردى يشتريها للمنطقة بصكوك عواصف (الربيع والحزم) وصفقات البقاء على قيد العروش.
لذلك ولأنها المملكة الوهابية تفتح كل الحدود من الشام إلى اليمن على إرهابها وإن أُسر جنودها في حفلات جنونها فذلك لا يعني أنهم بواسل قواتها بل هم مجرد مرتزقة على خرائط الشرق الأوسط الجديد رسمت أقدارهم كما يرسم الزمن العربي هذا بأكمله داخل جدران البيت الأبيض وسلمت واشنطن المخطط إلى آل سعود للخبرة الواسعة في الحماقة والتخريب ما دام الهدف من بقاء تاج الوهابية زرع الإرهاب المصدر والمستورد على حدود الفوضى ..
ولأنها المملكة الوهابية أيضا فلا يعنيها كم من الأرقام القياسية حطمت في تجميع الإرهابيين داخل مستنقع الأحداث السياسية, حتى لو سجلت القوائم الأوروبية أرقاما وسطية, وتخوفت من أن الدواعش الأوروبيين باتوا أكثر بأضعاف من ستة آلاف داعشي, بلا ضمانات للارتداد على نحرها والبقاء بلا نضح داخل حدودنا العربية ..
المهم فقط في بعد الأنف السياسي السعودي أن تأكل الدواعش خرائط المنطقة, وتسلمنا خاما قابلا للتفتيت على المزاج الغربي, وبهمة تركية بحتة تفتح ذراعيها دائما ومجددا لتدريب الإرهاب بالإشارة الأميركية وترد النية والموقف عن وضوحها من داعش, ليبقى في حيز العثمان رغم كل التورط ما يضحك خاصة إذا تعجبت حكومة العدالة والتنمية لماذا تعاد إلى الأذهان على لسان بابا روما مجازر الأرمن وهل يليق ذلك بالرتبة والمكانة.. يسأل أوغلو..
يسأل العثماني ويتأمل ولا تصله الرسالة بأن العدالة والتنمية اليوم هي عثمانية الأمس والمجازر مستمرة حتى حلب من السفاح إلى أردوغان النبّاح لجلب الصيد إلى واشنطن التي تبيع كل أدواتها بانعطافات الإفلاس, ونموذج اتفاقها مع إيران قائم, وينتظر ما هو قادم من بيع جديد لما تبقى من الأدوات خاصة أن المبعوث الأممي أطل على الملف السوري من النافذة الروسية وقالها ديمستورا صراحة حان الوقت للاستماع إلى روسيا....