تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


آثار العالم المسروقة من يستعيدها..؟!

عن الفيغارو
ثقافة
الثلاثاء 13-4-2010م
سهيلة حمامة

التمثال النصفي ل نفرتيتي، والأحجار المنقوشة بحليات معمارية وردية الشكل، زد على ذلك نقوش وزخرفات بارتينون والمجموعات البرونزية الضخمة العائدة لملوك بينين،

جميع هذه التحف النفيسة في التراث الثقافي العالمي تتمتع بنقطة مشتركة: فمنذ سنوات قليلة طالبت الدول الجنوبية المالكة أصلا لهذه التحف باستعادتها كاملة من بعض المتاحف العالمية التي حازت عليها بطرق غير مشروعة، ولكي تعطي الدول تلك وعددها عشرون وزناً وأهمية أكبر لمطالبهم إذ تحولت إلى شبه معركة ثقافية قررت الاجتماع ليلة أمس في مؤتمر ثقافي برئاسة مدير الآثار المصرية زاحي حواس، حيث جعل مسألة استرجاع آثار القدماء تلك شغله الشاغل وموضوعه الأثير، حالياً تماماً كما فعل الأمر عينه أثناء مطالبته استرجاع (مسلات الفراعنه) نصب على شكل عمود، حيث تم حفظها في متحف اللوفر في باريس في الخريف الماضي بموجب اتفاقية اليونسكو عام 1970 وتنص على حماية الكنوز الثقافية.‏

في المؤتمر إياه سارعت الدول المشاركة لعرض لائحة تندرج فيها القطع الأثرية المفقودة من متاحفها والمعروضة بطريقة غير شرعية في متاحف عالمية، وطالبت باستعادتهاللتو، وانطلاقاً من ذلك تشير إيلينا كوركا، مسؤولة عن حماية الكنوز الثقافية في اليونان قائلة:« إننا نعرف بعمق حدود الافاقيات الدولية، وعليه ينبغي تكثيف وتوحيد جهودنا لإطلاق نقاشات جادة تتعلق بالمستوى الأدبي والأخلاقي لقضية سرقات دول غربية لكنوزنا الثقافية الثرة، ولقد أعلنت اليونان منذ ثلاث سنوات استعادتها نقوش البارتينون من المتحف البريطاني، ولكونها ومصر العربية دولتين غنيتين جداً بآثار القدماء، إضافة إلى ايطاليا فإنهم، مع ذلك يفقدون كل يوم قليلاً منها جراء التجارة غير المشروعة بها.‏

وأرى أن تبادل القطع الأثرية مع متاحف عالمية، وتنظيم طريقة إعارتها، وإقامة المعارض لكي تتمكن كل دولة متضررة من أن تجد فائدة لنفسها قد يكون أحد الحلول المناسبة.‏

ولئن أحرزت إيطاليا انتصارات عديدة في هذا المجال، إنما يبدو الأمر أكثر مشقة بالنسبة للبلدان الفقيرة مثل كمبوديا وتلك في قارة أميركا اللاتينية الذين تميزوا بحضور كثيف وفاعل في المؤتمر إياه، جيهان زكي مسؤولة في العلاقات الدولية في المجلس الأعلى للآثار القديمة في مصر تفصح عن المرارة الكبرى التي تعتمل في نفوس دول الجنوب وشعوبه جراء سرقات آثارهم وعجزهم عن استرجاعها لاصطدام مطالبهم بحائط مسدود وغطرسة صلفة من جانب المسؤولين عن المتاحف العالمية التي تعرض كنوزهم المسروقة، والأنكى من ذلك حاجتهم الماسة لتمويل قضيتهم إن أرادوا بسطها في أروقة القضاء.‏

فهل من المنطق والحالة هذه امتهان سياسة أكثر عدائية؟‏

تلك هي، بالحقيقة استراتيجية زاهي حواس، مدير آثار مصر إذ هدد بقطع علاقاته مع المتاحف العالمية المستعدية المناهضة، وتعليق ورش التنقيب والحفر الأوروبية في مصر وعرقلتها عندما يتطلب الأمر ذلك ليذيقهم شيئاً من قسوة الروح الإنسانية الغليظة التي يتمتعون بها بالفطرة.‏

تتابع إيلينا كوركا قائلة «إني لعلى قناعة تامة أن الإدارة الطيبة من جانب كل فرد فينا، تدفعنا لابتكار حلول مرضية دون اللجوء إلى سياسة العصا، وينبغي، بالتالي ألا ندع تلك السرقات الثقافية تقف عائقاً في طريق تمتين علاقاتنا مع بقية دول العالم، بل السير باتجاه التفاهم والمصلحة المشتركة.‏

والجدير ذكره أن أياً من فرنسا وألمانيا أو بريطانيا لم توجه لها بطاقة دعوة للمشاركة في مؤتمر القاهرة الثقافي إياه وفي الختام تدعو جيهان زكي إلى وجوب تقاسم خبراتنا مع الدول الفقيرة ضحايا التجارة غير المشروعة لآثارهم المتعددة، وموازنة تشريعاتنا، وابتكار حلول مناسبة مشتركة.‏

لابد من التنويه إلى مشروع عقد مؤتمر ثقافي آخر في أثينا السنة المقبلة، يلتف حوله جميع زعماء تلك القضية الإنسانية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية