سؤال طرحه د.صبري مسلم : في مجلة البيان الكويتية يقول د.صبري مسلم :
حين تشحذ النصوص الشعرية الحية قدرة الناقد على المضاهاة والموازنة والمفاضلة بين النصوص والشعراء على حدّ سواء فإنه سيمتلك في معظم الأحيان - القدرة على نظم الشعر ورصف ألفاظه واستعراض أساليبه, فهو أعرف بها من سواه , ويأتي السؤال المهم هنا وهو ما القيمة الفنية لمثل هذه النصوص الشعرية التي كتبها ويكتبها كبار النقاد .? ولكي لايأتي الحكم على ظاهرة كهذه سريعاً وغير دقيق فإن الدكتور عبد الله الفيفي يتقصى هذه الظاهرة في كتاب له أسماه (شعر النقاد استقراء وصفي للنموذج) حيث يستثمر الباحث الاستقراء وسيلة منهجية تعينه على أن يسند حكمه النقدي ويصفه بشأن مسألة خلافية كهذه.
وظاهر الأمر أن الناقد قد يستطيع أن يضللنا بحيث ينسج لنا شعر غزل على سبيل المثال - فنحسبه شاعراً عاشقاًحين يستعيد أساليب الشعراء العشاق وألفاظهم وصورهم , ونظنه حزيناً حين يضع نفسه موضع الراثين والمفجوعين ويقلد طرائقهم في القول , فهو قد خبرها جميعاً بيد أن فرضية كهذه يعوزها البرهان , وهذا ماينهض به موضوع الكتاب عبر اختياره ثلاثة من كبار النقاد هم:ابن رشيق القيرواني والقرطاجني وعباس محمود والعقاد.