تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


روائي الزمن الماضي هل يشبه اليوم ?

ثقافة
الخميس 2/10/2008
لما المسالة

الحكواتي جزء من تراث دمشق عبر مئات السنين يروي قصص الماضي حيث العبر والفائدة ويمتع المتابعين له بحركاته وتعابيره فلا تشعر بغربة عما يتحدث يضعك في جو الحكاية وكأنك في قلب الحدث ,

ينتقل بك عبر الزمان والمكان ليعيدك إلى ذاك الزمان الذي حدثت فيه القصة أو ربما من نسخ خيال من سبقوه وهذه القصة قد لا تكون من الواقع كما قد لا تكون من الخيال لكنها تقدم للمستمعين حكمة تعينهم على الحياة .ظهر أول حكواتي في دمشق في القرن التاسع عشر وهو عبد الحميد الهواري الملقب د.أبي شاكر المنعش وهو من مواليد عام 1885 وتوفي عام 1956 وجاء بعده أبو شاكر صنوبر ثم أبو حاتم إبراهيم وحاليا هناك الحكواتي أبو شادي وقبله الحكواتي أبو سامي .‏

لكن هل تغير دور الحكواتي روائي الزمن الماضي عن دوره في الوقت الحاضر وهل يشبه حكواتي اليوم الزمن الماضي شكلا ومضمونا ?‏

يقول الحكواتي رشيد الحلاق أبو شادي : الحكواتي القديم كان يحكي القصة بحذافيرها دون نقصان والناس الذين يستمعون له هم من كبارالسن وهذا الحكواتي كان يستخدم تعابير وجهه وحركات يديه وقدميه ليوحي للسامعين أن هناك معركة أو حدثا ما فالحكواتي هو مسرح كامل هو المنتج والمخرج وواضع الحوار وهذا كله ينجم عن معايشته للقصة التي يرويها ,أما اليوم فقد تغير جمهور الحكواتي وأصبح يضم شرائح مختلفة كالطالب والطبيب والمهندس والضابط والعامل والطفل وحتى السياح الأجانب وقد فرض هذا التنوع على الحكواتي أن يتجاوب مع الجمهور كله ويخرج بكلمات لا علاقة لها بالنص حتى يداعب بها الناس ويحاول إفهامهم عن ماذا يتكلم ويتحاور معهم ,حتى السيف الذي يستخدمه الآن لم يكن مطروحا في الماضي وهو بهدف الدعابة تارة ولفت انتباه الناس تارة أخرى كما أن القصص التي يرويها الآن ليس بالضرورة كلها من الماضي فهو قد يروي قصصا معاصرة تتحدث عن واقع معين بهدف لفت انتباه الناس لما هو مفيد أو ضار .‏

أما الحكواتي أبو سامي فيرى أن الحكواتي سابقا كان واعظا وليس مجرد شخص ينقل الروايات ,فهو يقدم القصص التي فيها الموعظة والحكمة إضافة لأنها جزء من التراث القديم الذي يحرك النخوة والأخلاق والشيم العربية .‏

إن الحكواتي اليوم لم يعد يشبه الماضي فهو يتناسب مع الأجانب ومع الشريحة من الجمهور التي تأتي فقط للضحك والتسلية فحكواتي الماضي كان الجميع يستمعون له ويخافون أن يضيع عليهم شيء مما يقوله كما أنه يقدم القصة بالشكل الذي يناسبها وكل ما هو محيط به يتعايش معه ويتفاعل معه‏

ويرى آخرون أن الحكواتي في الماضي عندما يتكلم ينصت له وكان كلامه له مغزى ومعنى أما الآن فحكواتي اليوم مختلف ومع ذلك فلا يجب أن نتخلى عنه لأنه جزء من تراث دمشق القديم إذا لقد فرض تغير العصر ودخول وسائل الاتصال الحديثة وتغير أذواق شرائح المجتمع إضافة للمشكلات التي يعانيها الإنسان من جراء ضغوطات العمل كلها فرضت تغير دور الحكواتي وبدلا من كونه واعظا أصبح دوره يقتصر على التسلية والامتاع وتخليد جزء من تراث دمشق .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية