مقدمات العيد
مجتمع الخميس 2/10/2008 نيرمين خليفة العيد كلمة صغيرة مفعمة بالمعاني الكبيرة, فكل شيء في العيد يغدو محبباً, حلوى العيد, وهدايا العيد, وأطفال العيد. فللعيد قصص وحكايات عند الناس, وخاصة عند أصحاب ذوي الدخل المحدود,
فكما لكل حكاية و حدث أو ظاهرة مقدمات كذلك للعيد مقدمات واستعدادات لأن الجميع ينتظرونه لاليقولوا كل عام وأنتم بخير فحسب بل وقبل ذلك لتوفير مستلزماته واحتياجاته وما أكثرها عند أسرنا, فالأولويات للثياب الجديدة التي لاغنى عنها حتى للفقير, ثم مواد الضيافة المتعارف عليها من حلويات وسكاكر وراحة وملبس, من هنا يأتي استغلال بعض البضاعة للمناسبات لتحقيق الأرباح الخيالية غير آبهين بذوي الدخل المحدود, وفي فترة الأعياد تبدأ الأسعار بالتحرك صعوداً حيث يصعب ضبطها وتصبح السيطرة على الأسواق أمراً صعباً نتيجة إغراق السوق بالسلع المتنوعة المصنعة محلياً أو المستوردة, وإذا أراد الموظف أن يشتري لأولاده بعض ثياب العيد فهنا تكمن المعضلة, فراتبه بالكاد يكفي لشراء ملابس جديدة لطفل واحد من أطفاله, طبعاً لن يترك بقية أطفاله دون أن يفرحهم بشراء ملابس العيد حتى ولو اضطر إلى الاستدانة ليرسم فرحة العيد على وجوههم مهما يكن.
يبقى العيد مناسبة طيبة لكل الناس, لكل الشرفاء الذين يحملون في نفوسهم معاني التضحية والمسؤولية والإيثار, للجند المجهولين الذين يسهرون لراحة الآخرين ويتعبون لبناء الوطن والإنسان ويواظبون من أجل أن تستمر فرحة العيد, ومن واجب الجميع ألا ينسى أيضاً أولئك الأطفال الذين محت الظروف القاسية والصعبة عن وجوههم البسمة والفرحة بفقدان آبائهم, وباتوا يحتاجون للمسة عطف, ومسحة حنان, وإن تعاضد المجتمع بجميع فئاته و شرائحه وقطاعاته دليل حيوية وتقدم العلاقات الإنسانية,والأواصر التي تربط بين أعضائه لحماية الأبناء وخاصة أولئك الذين يحتاجون أكثر من غيرهم لمثل هذه الحماية في المناسبات والأعياد, وتؤكد ليس فقط ضرورة المشاركة الاجتماعية في تحمل مسؤولية الحفاظ على روابط المجتمع على المستوى الإنساني بقدر ما تظهر أيضاً أن المجتمع الذي يحمي ويرعى أطفاله من مشردين ويتامى وفقراء فهذا دليل تماسك هذا المجتمع ومبعث قوته.
|