على خطة وزير الخزانة هنري بولسن والتي تتضمن 700 مليار دولار تتجدد معها الآمال في تقليص الأزمة الائتمانية ويمكن أن ترتفع أسعار الأسهم تدريجياً.
وبدا ذلك واضحاً في الأسواق الاوروبية التي شهدت ارتفاعاً في اسهمها مع بداية التعاملات كما ارتفعت اسعار الذهب والفضة والبلاتين والبلاديوم.
بوادر الانفراج هذه رافقها أيضاً جهود أوروبية مكثفة للسيطرة على الأزمة المالية وأقرت المفوضية الأوروبية خطة انقاذ بنك برادفورد بينغلي المتخصص في القروض العقارية للحد من انتشار عدوى الأزمة المالية واعلنت الحكومة الفرنسية استعدادهالمساعدة أي مؤسسة مالية تعاني من مشاكل في البلاد اذا تعرضت البنوك لانهيارات ودعت لعقد قمة رباعية في باريس السبت المقبل لبحث الأزمة وتضم فرنسا وبريطانيا وايطاليا وألمانيا في وقت قال فيه رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين ان انعدام حس المسؤولية في النظام المالي الاميركي هو سبب الأزمة التي تخل باستقرار الاقتصاد العالمي منذ اسابيع.
فقد اعلن مستشار ديمقراطي أن مجلس الشيوخ الاميركي سيطرح خطة بولسن لانقاذ القطاع المصرفي ولم يوضح المستشار الطريقة التي ستعتمد لتعديل الخطة بالنسبة الى نسختها الاصلية التي رفضها مجلس النواب الاثنين الماضي.
وفي هذا الاطار قال معاونون لمرشحي انتخابات الرئاسة الاميركية الديمقراطي باراك أوباما والجمهوري جون ماكين إنهما سيعودان الى واشنطن للمشاركة في التصويت على الخطة المذكورة وذكرت رويترز أن المرشحين قد حثا على احياء المحادثات بشأن الخطة من أجل دعم المؤسسات المالية.
من جانبه توقع البيت الأبيض أمس تحسن فرص اقرار خطة انقاذ القطاع المالي التي يجري التفاوض عليها مع الكونغرس بشكل كبير في مجلسي النواب والشيوخ بعد التعديلات التي ادخلت عليها.
ونقلت رويترز عن توني فراتو المتحدث باسم البيت الأبيض قوله ان اصلاحا مقترحا على القواعد التنظيمية للمؤسسة الاتحادية لضمان الودائع لزيادة حد الودائع المصرفية التي تتمتع بتأمين حكومي هو تحسن مهم ستستفيد منه البنوك.
الى ذلك حث مسؤولون أوروبيون وروس الساسة الأميركيين أمس على إقرار نسخة جديدة من خطة الانقاذ وقال جان كلود يونكر رئيس مجلس وزراء المالية لدول منطقة اليورو إن على الولايات المتحدة اقرار الخطة التي ستسمح للخزانة الأميركية بشراء الأصول المرتفعة المخاطر بسوق الرهن العقاري من البنوك وقال بوتين إن ما يحصل في أميركا تجاوز انعدام الحس بالمسؤولية لدى نظام ادعى الريادة موضحاً أن ما يدعو للحزن عجز هذا النظام عن اتخاذ القرارات المناسبة.
بدوره شدد وزير المالية الروسي اليكسي كودرين أن على الولايات المتحدة أن تقوم بمسؤولياتها تجاه الدول الأخرى مضيفاً أن خطة وزير الخزانة الاميركي بولسن ضرورية مضيفاً أن دور واشنطن سيتغير على الساحة المالية العالمية وان استخدام الدولار سيتراجع بمرور الوقت.
هذا وقد ارتفعت الاسهم الاوروبية في بداية المعاملات أمس يدعمها صعود أسهم البنوك بفضل الآمال المنعقدة على تصويت مجلس الشيوخ الاميركي على نسخة جديدة من خطة الانقاذ المالي وارتفع مؤشر يورو فرست 300 الرئيسي لاسهم الشركات الكبرى في أوروبا بنسبة 0.7 في المئة مايعادل 1070.94 نقطة كما تصدرت البنوك قائمة الاسهم الصاعدة فارتفعت أسهم باركليز وأوني كريديت ورويال بنك أوف سكوتلند وكريدي أغريكول واتش 10 س.بي سي بما بين 7., و6.2 بالمئة وارتفع ايضاً قطاع التعدين وشهدت أسعار الذهب والفضة والبلاتين والبلاديوم ارتفاعاً ملحوظاً أوائل التعامل في آسيا أمس لكنه ارتفع بالمقارنة بأسعاره على خلفية الأزمة.
فيما واصلت اسعار العقود الأهلية للنفط الاميركي التراجع لتهبط أكثر من 4 دولارات بموازاة ذلك اعلن رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون أن البنوك الاوروبية والفرنسية أظهرت صموداً نسبياً لأنها بنيت على نمط مختلف عن البنوك الاميركية إلا انها معرضة للخطر الحقيقي لانتشار الأزمة في النظام المصرفي بأكمله وقال ان الحكومة مستعدة لمساعدة أي مؤسسة مالية تعاني من مشاكل في فرنسا اذا تعرضت البنوك لانهيارات بينما دعا رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو الى تعاون أوثق بين الحكومات الاوروبية لمواجهةالأزمة المالية معتبرا أنه السبيل الوحيد لاعادة الثقة الى الاسواق.
من جهته قال رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني انه لن يسمح لأي طرف بشن هجمات على البنوك الايطالية وإن الايطاليين لن يفقدوا أي أموال من ودائعهم بالبنوك بسبب الأزمة المالية العالمية وأعلن رئيس وزراء لوكسمبورغ جان كلود يونكر ان الدول الاوروبية الاربع في مجموعة البلدان الصناعية الثماني الكبرى ستعقد اجتماعاً السبت المقبل في باريس بدعوة من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للبحث في الأزمة المالية.