تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


«خذ بيدي»... نافذة مفتوحة لتعليم التلاميذ المتسربين

مجتمع
الأربعاء 17-6-2015
لمى يوسف

أنامل صغيرة.. عيون حالمة.. وكلمات الأمل حاضرة في كل جملة.. تحمل كل يد كرتونة مستطيلة وألوان الحياة باليد الأخرى.. ترسم لوحاً وأرقاماً.. باباً وباحة واسعة للفرح للضحكة.. صفاً ومقاعد.. ونافذة مفتوحة للعلم في الصغر لتكون نقشاً في الحجر..

«خذ بيدي» ورشة رسم بالهواء الطلق احتضنت96 طفلاً منهم 70 وافداً ومتسرباً من المدرسة تم دمجهم مع 26 طفلاً من زملائهم الذين يكتسبون العلم في مدارس اللاذقية..حيث تلاقى فيها كل من «البيت العربي للموسيقا والفنون، جمعية مدى للتنمية الاجتماعية، وجمعية موزاييك للإغاثة والتنمية الإنسانية»لإطلاق الخطوة الأولى في دعم المتسربين برعاية مجلس مدينة اللاذقية.‏

إغناء ودعم‏

يقول مدير البيت العربي للموسيقا والفنون أ. ياسر دريباتي: الورشة خطوة أولى في مشروع يخص الأطفال ويدعم المتسربين من المدارس. يقام هذا المشروع بالتعاون بين البيت العربي للموسيقا والرسم وجمعية مدى وجمعية موزاييك برعاية مجلس مدينة اللاذقية.. فمن المعروف أن البيت العربي للموسيقا لا يقتصر على التعليم الفني وإنما نسعى للشراكة مع الجمعيات الأهلية والعامة لإقامة الأنشطة الثقافية والفنية ودورنا الأساسي اليوم هو إطلاق المشروع إضافة إلى رغبتنا في دعم الأطفال المتسربين من المدارس عبر التعليم الموسيقي والفني وبالتالي إغناء عالمهم الوجداني ودعمهم نفسياً وخاصة في زمن الحرب.. «خذ بيدي» هو لفت انتباه إلى خطورة التسرب المدرسي وإلى ضرورة التعاون مع الجميع لإعادة الأطفال إلى مدارسهم لأن المدرسة ليست مجموعة من المعارف والعلوم إنما هي بيئة اجتماعية يحتاجها الأطفال في نموهم الذهني..‏

معوقات وحلول‏

اعتبرت السيدة رشا خيربك اطلاق برنامج «خذ بيدي» نداء من كل طفل متسرب من المدرسة لمجتمعه المحلي ليعود إلى بيئته الآمنة ومكانه الطبيعي. هناك معوقات كثيرة والطريق صعب باستمرار الأزمة فالأعداد تتزايدومع بقاء الأسباب القديمة كالفقر والجهل تتراكم الاشكالات..‏

وأضافت: نلوم أصحاب المعامل الذين يسترخصون الأطفال ويسعون لاستخدامهم في معاملهم. لذلك يجب أن تتضافر عدة جهود في هذا البرنامج.. الأن بدأنا بنشاط فني بمساعدة فناني اللاذقية التشكيليين لينتقل المشروع إلى أرض الواقع في المرحلة القادمة لدراسة الحالات والمعوقات وايجاد الحلول والسبل لإعادة الأطفال إلى المدارس..‏

تشكيل المدرسة‏

أشرف العديد من فناني اللاذقية التشكيليين على الأطفال لتأسيس اللوحة عبر موضوع أساسي يجول في خاطر المتسربين كل لحظة تقول الفنانة لينا ديب: يشرف كل فنان على مجموعة من عشرة أطفال نطرح الأسئلة حول الفكرة الأساسية المحددة بالمدرسة وما تتضمنه ليرسم كل طفل ما يحب على الكرتونة التي بين يديه «المدرسة مع أبوابها، الصفوف، الباحة، المعلمة، المقاعد، اللوح» فقد تركنا للطفل ما يحب في تشكيل موضوعه وترجمة هواجسه بالرسم دون تدخل للوصول إلى الموضوع الفني وهو اللوحة وطريقة التنفيذ من حيث الخطوط والألوان للتعبير عن الفكرة.‏

متابعة: أرى أن هذا النشاط يحفز الطفل للمطالبة بحقه من خلال طرح أفكاره عبر لوحة فنية ينفذها بأسلوب جميل ليتفاجأ بما وصل إليه وأصدقاؤه فهو يستلم الكرتونة بيضاء فارغة من الخطوط والألوان يخلق بأنامله فيها موضوعاً ملحاً في ذهنه ليفكر الطفل من جديد بالعودة إلى مكانه المحبب الذي يتعلم به كل أنواع المعرفة مع أصدقائه ضمن مجتمع يحتوي على الفئات العمرية التي ينتمي إليها.‏

معرض‏

بعد انتهاء الورشة عرضت اللوحات المنفذة بأيدي الأطفال في الهواء الطلق ورافقه عزف موسيقي على البيانو وافتتح المعرض من قبل رئيس مجلس مدينة اللاذقية م. صديق مطره جي.‏

للعلم‏

سعت جمعية موزاييك للإغاثة والتنمية الإنسانية لتعليم المتسربين ودمجهم في صفوف مناسبة لأعمارهم في المدرسة بدعم من دائرة العلاقات المسكونية في بطريركية للروم الأرثوذكس في سائر المشرق..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية