تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


رهانات خاسرة

نافذة على حدث
الأربعاء 17-6-2015
فؤاد الوادي

يستميت الإرهاب ويستشرس أكثر وأكثر في وحشيته ونفث سموم حقده وإجرامه سعيا منه لتحقيق انجازات نوعية على الأرض من شأنها أن تقلب الموازين وتغير المعادلات الجديدة التي ارتسمت في الميدان وصولا نحو فرض ما يطمح إليه صناع الإرهاب وحماته

كأمر واقع يعيد الأمور إلى المربع الأول حيث لا يزال يجثم المشروع الأميركي بكارثيته ودمويته فوق صدر المنطقة التي بدأت اختلاجاتها تظهر وتبرز بشكل حاد تنتظر المزيد من حماقات وجنون أصحابه وصولا إلى لحظة الانفجار الكبير الذي سيأتي على كل ما هو غريب وطارئ وعابر.‏

الجديد في سلوك الولايات المتحدة هو تحولها الصارخ من الرهان على نجاحات وانجازات شركائها وأدواتها في الإرهاب، تلك النجاحات التي كانت تأملها وتترجاها الأخيرة منهم، إلى الرهان والاستثمار في تبايناتهم وصراعاتهم وعجزهم وهزائمهم على مختلف الجبهات السياسية منها والميدانية بدءاً من التركي والسعودي وليس انتهاء بالتنظيمات الإرهابية في الميدان.‏

بموازاة ذلك حافظت الإدارة الأميركية على موقعها المتراجع مؤقتا إلى خلف الكواليس بهدف الحفاظ على قدراتها العالية في المراوغة والمناورة وبنفس الوقت ممارسة دورها كآمر وحيد للعمليات بعيدا عن الأضواء مع إدراكها لأهمية إبقاء الباب مشرعاً على حديث الشائعات والإيحاءات والصيد بالماء العكر.‏

غير أن الثابت الوحيد في ارض المعركة رغم كل ذلك الصخب والضجيج المفتعل المصحوب بذلك الكم الهائل من المتغيرات التي تتصارع حوله كنتاج طبيعي لحفاظه على بنيته وكينونته، هو ذلك الصمود الأسطوري والاستثنائي للشعب السوري وجيشه الباسل، الذي لايزال يثبت انه الحلقة الأقوى والصخرة الأصلب التي تتحطم عليها كل المشاريع والمؤامرات الاستعمارية مهما اشتدت واحتدت وتصاعد لهيبها الذي ستأكله رباطة جأش السوريين وإيمانهم الكبير وثقتهم المطلقة بالنصر.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية