ولإزالة هذه الهموم والتخفيف عن الطلاب لابد من رؤى مستقبلية سعياً لجديد في هذا القسم، لذا التقينا رئيس قسم اللغة الانكليزية الدكتور يحيى العريضي، فكان في جعبته الكثير من الطروحات التي تفضي إلى التفاؤل حيث بدا متحمساً بالقول نحن جسر لنقل المعلومات إلى هذه الأدمغة لننميها، والتعليم الأكاديمي واسع الآفاق، ننمي القدرة النقدية عند الطالب ونعزز قدرته على البحث ولا تكون مقتصرة على الكتاب وهي صرخة أحاول إيصال دويّها.
كرتونة مكتوب عليها مجاز
فمنذ سبع سنوات قسم اللغة الانكليزية بكل العلل الموجودة فيه سواء أعداد الطلاب غير الطبيعي وكون اللغة الانكليزية هي أجنبية وليست لغة ثانية كما نتصور ساهمنا بطريقة أو بأخرى هرباً من تلك الأعداد وتصحيح الأوراق إلى اللجوء للأتمتة التي يمكن أن تحل أزمة وتسهل من مهمة الأستاذ، بالمحصلة النهائية تبين لنا أننا نخرج طالباً يحمل كرتونة مكتوب عليها مجاز، بالمقابل هذا الأخير غير قادر على تركيب جملتين أو ثلاث، هذا لا ينطبق على كل الطلبة بل هناك استثناءات تعتمد بدورها على نفسها بالدرجة الأولى تجتهد وتتطور مهاراتها اللغوية هذه الاستثناءات تشكل 5٪ لكن يهمنا بالدرجة الأساسية الباقون95٪.
معضلة حقيقية
مشكلة أخرى تتعلق بانخراط الطلاب في نماذج الامتحانات حيث أصبح هذا الطالب على مدار الأربع سنوات يقرأ حوالي 150 نموذج امتحان، بالتالي يحصل على الكرتونة مبتعدين بنفس الوقت من توسيع المدارك سواء بقراءة رواية أو مسرحية أو قصيدة شعرية وتقانات ترجمة تطور مهاراتهم، هذا يؤدي إلى معضلة حقيقية تتمثل بعدم انتمائهم للقسم بل بات انتماؤهم لنفق الآداب مركز المحاضرات الجاهزة على الرغم من عراقة قسم اللغة الانكليزية واحتوائه على ثلة من الأستاذة المتميزين.
رعاية داخلية
كما نوه العريضي إلى مشكلة الأخطاء اللغوية في المحاضرات التي تباع في المكتبات الخاصة مشيراً إلى مدى خطورتها وانعكاسها السلبي على الأساتذة.
وأضاف: لم نتوصل إلى حل جذري حول مشكلة حصول الطلبة على محاضرات من النفق وأمنيتي الأساسية أن تكون هناك آلية معينة من قبل الكلية مسؤولة عن هذه المحاضرات وتفرغ مضمونها من قبل طالب أو موظف معتمد من قبل الكلية لنشرها على الطلاب بعد تدقيقها من قبل أستاذ المادة أو أن يرعى هذه العملية الاتحاد الوطني لطلبة سورية وبدورنا نقدم له المساعدة وطرق تنفيذها من خلال فتح مكتبات توزع فيها المحاضرات بدل أن تتبع لجهات خاصة.
شروط جديدة
هذا العدد الهائل من الخلق في القسم هي مسألة سياسة تعليمية مستندة إلى مبدأ الاستيعاب الجامعي، هذا المبدأ نكن له كل الاحترام والتقدير لكن هذا الكم يجب أن يتحول إلى نوع مع الأخذ بعين الاعتبار أن سياسة الاستيعاب تستمر وتتعزز لكن بإيجاد منافذ ومجالات أخرى للأعداد الكبيرة التي تنال الشهادة الثانوية، وبالنسبة لقسم اللغة هناك بعض الإجراءات طلبت من وزارة التعليم العالي لإجراء ما يسمى بمسابقة دخول القسم على شاكلة كليات العمارة والفنون الجميلة بحيث يدخل بهذا القسم من هو جدير بذلك لأننا نرى أن المهمة الموكلة والتي تسهم في تطويرها أن هناك بذرة تدخل إلى القسم وعلينا أن ننمي هذه البذرة ونحولها إلى نبتة معطاءة، أما إذا كانت بالأساس بذرة غير قادرة على العيش فلتجد مكاناً آخر، من هذا المنطلق ومع بداية العام الدراسي القادم 201٠-2011 على ما أعتقد ستجرى مسابقة دخول وقبول للمتقدمين حددت بشكل يكون مختلفاً عن امتحان اللغة الثانوية بحيث تؤخذ بعين الاعتبار المهارات اللغوية بشكل أفضل والقدرات النقدية وملكات التفكير النقدي للمرشح وإن كان هناك بعض الإشارات إلى المسألة الكتابية.
تعزيز مبدأ المشاركة
من جانب آخر نسعى دوماً إلى تعزيز مبدأ المشاركة أثناء إعطاء المحاضرات بحيث يأتي الطالب بمعلومات من مصادر مختلفة حول مسألة أو قضية ما هدفه إغناء المعلومة والطالب نفسه وتطوير حالة من الألفة الاجتماعية بين الأستاذ والطالب، ما نلاحظه حالياً إحساس الطلاب بالانتماء لقسمهم متمثلاً بالحضور المتميز بعد أن كانت أعداد كبيرة منهم تأتي إلى القسم فقط لأخذ المحاضرات، كما نشير إلى مسألة الانضباط بالدوام الرسمي حيث كغير العادة بدأنا دوام الفصل الثاني هذا العام في 20/2/ بعد انتهاء الامتحانات بأسبوعين حيث كانت تبدأ سابقاً بداية شهر آذار.
مساع لـ 100 معيد
وأشار أيضاً أن الطلبة أعدادها هائلة حيث يتواجد 13 ألفاً ولا يزيد عن 30 أستاذاً، وهذا الرقم غير مقبول إقليمياً ولاحتى عالمياً، بعد أن كنا محصورين بعدد الأمكنة ظهرت أبنية جديدة بالإضافة إلى أن هناك مساعيٍ بأن نطلب أعداداً كبيرة من المعيدين لأنه على مدار ثلاث سنوات لم يطلب للقسم معيدون وهذا يجب أن ينمى كحال تنمية المناهج والتدريس، وبصراحة يمكنني القول لو أنه سر سأبوح به سأطلب 100معيد لأن استثمار الإنسان أهم شيء حتى يكون قادراً على البناء والعطاء عند تهيئته وإعداده الصحيحين ولو شكل هذا شيئاً من العبء على ميزانية الدولة، ونسعى أن تكون المادة التعليمية متطورة وتندرج في مصافي المناهج المتقدمة في العالم، تنعكس بدورها على الطلبة وعلى الأجيال اللاحقة وهذه مسؤولية كبيرة تقع على كاهل قسم اللغة الانكليزية.