تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ميلو دراما .. علبـــة مسرحيــــة متنقلــــــة!..

ثقافة
الخميس 1-4-2010م
لميس علي

علبة مسرحية.. تتقدم الخشبة وتتمركز في منتصفها.. بأبعاد لا تتجاوز المترين المربعين وضعفهما حجماً.. علبة نابضة بحركة سكانها.. تصغر أبعاداً وتكبر فعلاً..

تنقلت بأثاثها الأكثر من بسيط مع التوءم ملص، في كل مكان قدما فيه عرضهما الأول الذي فصلاه على مقاسها.. ولن يختلف الأمر إن قلنا فصلت العلبة (الخشبة خاصتهما) لتتناسب مع موضوعة عملهما الكبير.‏‏

قدم الأخوان ملص عرض (ميلودراما) للمرة الأولى في غرفتهما ليصبح العرض الأصغر مساحة وفق لجنة من سجل غينيس عالمياً.‏‏

حافظ التوءم ملص على ذات الأبعاد في كل مكان أعادا فيه العرض الذي تجاوز تمثيله المئة مرة، آخرها كان على خشبة القباني بعد فترة وجيزة من انشغالهما بتظاهرة مسرح الغرفة المنظمة بدعم من مجلة «شبابلك»‏‏

العروض جميعها قدمت بغرفة التوءم ملص، وجديدهما كان ضمن الأعمال المشاركة بعنوان (أنا وحالي لحالي).‏‏

(ميلودراما) يأتي ببصمة خالصة للأخوين.. تأليفاً وإخراجاً وأداء.. وحتى روحاً، معتمداً لعبة المسرح داخل المسرح.‏‏

تلوح في علبتهما المتنقلة من خلال حكاية الشخصيتين الوحيدتين (نجم وأبو هاملت، وأحمد ومحمد ملص) ملامح يتقاطع من خلالها الممثلان مع الشخصيتين المفترضتين.. هو سبب أساسي لانبعاث روح خالصة دعمت العمل وجعلتهما يمتلكان رؤية واضحة أديا من خلالها الدورين بأريحية.. وثقة وبحميمية.‏‏

فحكاية (نجم وأبو هاملت) تذكر بشكل أو بآخر بحكاية التوءم، عشقهما للمسرح.. الأربعة امتلكوا حلم صعود الخشبة، الوقوف عليها، امتلاكها قولاً وفعلاً، تتكسر.. تتهشم أحلام الشخصيتين وفق حبكة تعمل على بناء شيء طوال فترة العرض، يتم نقضه في آخره في دقائقه الخمس الأخيرة..‏‏

بناء شيء ومن ثم نقضه، آلية وطريقة أداء انتهجها التوءم.. و(الميلودراما) لن تظهر بشكلها المباشر إلا في نهاية العرض على العكس تماماً من كل تفاصيله وحواراته التي تبنى على خلق الضحك من مفارقات يصنعها الاثنان..‏‏

الكوميديا التي يقدمانها تعتمد (الموقف) المدروس والموظف ضمن سياق عام.. كوميديا تتشرب طعم الميلودراما.. تشي باليومي المعاش من خلال (تمريراتهما) الملامسة للحياة الواقعية.. تحكي وجع أناس تلاشت أحلامهم وسحقت في ظل قتامة الواقع.‏‏

اللافت في الأداء..‏‏

طريقة المناورة لدى التوءم.. الأخذ والرد.. التي يتبعانها، لن تكاد تلاحظ فارقاً على صعيد الأداء.. الأداء الذي كان صوتياً أكثر بكثير من كونه حركياً إلا بحدود يسمح بها ضيق المكان المقترح..‏‏

ضيق المكان بحد ذاته يبدو ميزة وبنفس الوقت تحدياً إذ يفترض تقليص الحركة.. تنكمش الحركة لتتلاءم والمساحة المتوافرة.‏‏

ومع ذلك لن نهتم بصغر المكان.‏‏

بمعنى.. أنه لن يؤثر سلباً على العكس اختزال الفضاء المسرحي أو إطار الفراغ المحيط (بالعلبة) لن نلحظه لأن الانتباه كله ينصب على المترين المربعين المزروعين في مقدمة الخشبة ومنتصفها..‏‏

الفراغ المحيط هو ما سيكرس هيئة (العلبة) المفترضة.. المتخيلة..‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية