بغية تسليط الضوء أكثر على بعض التفاصيل المهمة حول هذا الوباء واطلاع الجمهور على بعض الجوانب التي يجهلها عن هذا الفيروس القاتل ... وذلك بمشاركة الدكتور هاني اللحام رئيس دائرة الأوبئة والأمراض المستعصية في وزارة الصحة والدكتور عيسى الشيخة الاختصاصي بالتشخيص المخبري .
ضرورة الاستمرار باتباع أساليب الوقاية..
سورية تجاوزت مرحلة الخطر ولايوجد هناك أي حالات مشتبه بها منذ ثلاثة أشهر .. بهذه الكلمات بدأ الدكتور هاني اللحام مداخلته الهامة التي دعا فيها الاخوة المواطنين الى الاستمرار باتباع أساليب الوقابة والنظافة وأخذ التدابير الاحتياطية انطلاقا من أن هذا المرض،ممكن انتشاره في فصل الشتاء والخريف لنقص مناعة الجسم في هذين الفصلين ، وذكّر اللحام بالتدابير الاحتياطية والوقائية التي اتخذتها وزارة الصحة لمكافحة هذا المرض التي بدأت بعزل المصابين ومعالجتهم عرضيا ومن ثم تثقيفهم صحياً، وفي حالة سوء الحالة الصحية للمريض( صعوبة أو ضيق أو سرعة تنفس) فتتم إحالته الى المشفى على وجه السرعة.
وعن الإجراءات الوقائية أوضح اللحام أنها تتجلى من خلال توفير اللقاح للفئات عالية الخطورة وهي الحجاج والكادر الطبي وخاصة الذين يعملون في تدبير الحالات المشتبهة من الأنفلونزا والنساء الحوامل والأطفال بعمر دون 5 سنوات والمسنون فوق سن الـ65 سنة والمصابون بأمراض مزمنة ، منوهاً الى ضرورة التوعية والتثقيف الصحي عبر وسائل الإعلام المختلفة حول الرعاية في المنزل.
وعن الإجراءات الخاصة بطلاب المدارس وأماكن التجمع الأخرى أشار اللحام الى أن تدبير الحالات كان يتم حسب سياسة وزارة الصحة، كما لفت الانتباه الى ضرورة تحسين الظروف البيئية في المدرسة من خلال المباعدة بين الطلاب والتهوية الجيدة ونظافة المغاسل والحمامات .. الخ.
الإصابة تزداد في فصل الشتاء..
بدوره بدأ الدكتور عيسى الشيخة حديثه بتعريف الفيروسات قائلاً إنها كائنات مغالية في الصغر لاترى إلا بالمجهر الالكتروني، تعيش وتتكاثر داخل الخلية ويحتوي الحمض النووي ( الموجود بالنواة) على المعلومات الضرورية لبرمجة الخلية المصابة بها(المخموجة)وتحريضها على إنتاج الفيروسات.
وعن كيفية انتقال الفيروسات أوضح الشيخة أنها تتم بنفس طرق انتقال الجراثيم عبر الجلد والسبيل البولي والتنفس والتناسلي والمعدي المعوي. وأشار الشيخة الى أنه تزداد الإصابة بفيروس انفلونزا الخنازير أكثر في فصل الشتاء ( يمكن القول بأنه فيروس الشتاء) ، حيث تترافق بالوهن . كما ينتقل الفيروس بين شخص وآخر عن طريق السعال والكلام والعطس ولربما اللمس (كملامسة السطوح الملوثة بالفيروس )..
وأشار الشيخة الى أن هناك دلائل وبائية لانتقال الفيروس أهمها سفر المريض الى بلاد فيها مصابون وهل تعرض المريض أثناء مزاولة عمله الى أحد المسببات التي يشتبه بها أنها تسبب الإصابة ، وهل سبق أن خالط المريض المصاب دون الاحتياطات وحتى الحيوانات الناقلة أو الحاملة للعدوى ، هل يعتبر المريض من بين مجموعة أو جماعة ينتشر فيها مرض تنفسي حاد غير معروف السبب.
ولفت الشيخة الانتباه الى أنه في حال تفشي هذا الداء الفصلي يجب اتباع عدة إجراءات وقائية أهمها البقاء في المنزل والابتعاد عن التماس بالآخرين لئلا ننقل إليهم الداء ، وتناول كميات وافرة من السوائل للحفاظ على توازن الجسم وعلاج السعال والترفع الحروري بالدواء الذي يمكن الحصول عليه من الصيدلية وأن تقوم المرأة الحامل بمراجعة طبيبها الخاص ولاسيما عند ظهور بعض الاختلاطات كالربو ، أو الترفع الحروري.
ودعا الشيخة المواطنين الى اتباع نصائح هامة منها حماية الغشاء المخاطي للأنف والفم ونظافة اليدين، مضيفا أن الضوابط الإدارية تعتبر ضرورية جداً بما فيها الاكتشاف المبكر والعزل والتبليغ وإقامة بنية تحتية لمكافحة العدوى وكذلك الضوابط البيئية والهندسية كالتهوية الملائمة الكافية ووضع المرضى في أماكن ملائمة كما أن التنظيف البيئي الكافي يمكن أن يساعد على الحد من انتشار بعض مسببات الأمراض التنفسية خلال فترة الرعاية الصحية.