تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


دور الأهل والمدرسة في تطوير الذكاء عند الأبناء

مجتمع
الخميس 1-4-2010م
غصون سليمان

تحتل قضايا الطفولة وما ينطوي على هذا العالم الغني والواسع اهتماماً لافتاً في مساحة إعلامنا الوطني بكافة أشكاله ومستوياته وعلى اعتبار أن للأهل الدور الأبرز في هذه المعادلة من المؤكد أن هذا الدور يجب أن يضع الأطفال والأولاد بجو هادئ وأمين من ناحية الرعاية والتشجيع والتحضير واحترام الشخصية،

بمعنى لا يعامل هذا الطفل وذاك الولد كرجل وهو بعمر صغير إذ لا بد من احترام الطفولة وتحفيزها وتأمين الغذاء اللازم والجو الثقافي المناسب من حيث توفير القصص والأساليب التوضيحية.‏

وفي هذا الجانب يؤكد المختصون التربويون بأن الذكاء بذرة موجودة بالفطرة عند معظم الأبناء ولكن المسألة تتعلق بكيفية تطوير أنواع الذكاءات من خلال الأهل والمدرسة ولاسيما أن هناك عدة أنواع للذكاء منها الاجتماعي والعاطفي والبصري والحركي والرياضي المنطقي واللغوي والبصري وغيره.‏

فالذكاء الاجتماعي وفق نظريات علم النفس الاجتماعي والتربوي تبرز إلى حد كبير أهمية التواصل القائم بين الأشخاص والذي بدوره يبين لنا بماذا يمتاز هذا الولد وذاك من قدرة على التواصل والتأثير بالآخرين والتأثر بهم ومدى درجة حساسيته تجاه انفعالات الآخر ودوافعه ورغباته مع ايحاءات الوجه وحركات الأيدي ، فيما الذكاء العاطفي يكشف حالة الحنان عند بعض الأصدقاء أكثر من غيرهم وإن كان هذا النوع من الذكاء غير مترجم فيه جزء كبير من التواصل إلا أن عنده هدف تشغيل العاطفة بشكل سوي وجيد ، ويؤكد علم النفس والدراسات العلمية بأنه لولا العقل لا تمشي العاطفة والعكس صحيح لأن المعيار هو التوازن والارتقاء ، فالعاطفي يستخدم العقل في تحريك تلك العاطفة ولولاها لا يستطيع التقرب إلى الأفراد الآخرين .‏

ايصالها عبر اللغة‏

أما الذكاء اللغوي فهو عبارة عن معرفة استخدام اللغة والقدرة على استخدامها ، وتعلم عدد من اللغات غايته ايصال المشاعر عبر اللغة المكتوبة والمقروءة وأصحاب هؤلاء هم الشعراء والكتاب وكتاب الأغاني والأناشيد أي يترجمون اللغة ويعرفون كيفية توصيلها ، فيما يوضح لنا الذكاء البصري المكاني قدرة المرء على إدراك الاتجاهات والتعرف على الأماكن وإبراز التفاصيل ،وما يحتاجه المتعلم في هذا المجال هو الصور الذهنية الملموسة لفهم المعلومات الجديدة فهو لا يكتفي فقط لذاته وإنما الشيء الملموس أيضاً كمعالجة لوحات جغرافية ، جداول ، ألعاب متاهات. وتؤكد الدراسات أن أصحاب هذا النوع من الذكاء يتفوقون بالرسم والنحت وماشابه ذلك ، وهنا ينصح العلم بوجوب عدم إغفال مستوى الذكاء عند الطفل وعندما نكتشف أن لديه ذكاء بصرياً ينبغي علينا إعطاؤه الأدوات التي يعمل بها وتعزيزها في حالة الذكاءات المنخفضة بطريقة سلسة ممتعة باللعب ، وفي حال وجدناه غير مكترث علينا تهيئة الجو له بلفت نظره إلى شيءأو حاجة جلبناها له وقد يكون لا يحبها ربما لكن لا بد من اعتماد طريقة عرض لافتة من قبل الأم ،الأخت ،المربية بتهيئة الجو المناسب .‏

أنت ذكي‏

وفيما إذا كان استخدام الأهل أو المحيط بشكل عام لكلمة أنت ذكي وآخر غير ذكي بالنسبة للأبناء وحتى المدرسة هي صحيحة، الدراسات تشير إلى أن استخدام عبارة أنت ذكي هي صحيحة من الناحية التربوية وهي عكس ذلك عندما نقول للمرء أنت غير ذكي ، لأن الاختلاف بين الأفراد شيء طبيعي فهذا يحب الطبيعة وذاك الموسيقا وآخر الرياضة وهكذا ، إذ لا بد من المدح الإيجابي القائم على الأداء لا الأشخاص بعينهم وينبه المختصون إلى ضرورة الانتباه منذ الصغر لولادة الأولاد فكل مرحلة لهاخصوصية معينة لأن الذكاء يبدأ من الطفولة ويتطور باستمرار لغاية سن الـ 17 عاماً حيث يتحسن هذا الجانب بعمليات التدريب والتمرين ، وهنا ينصح المعنيون بتوفير الألعاب التربوية والأنشطة البيئية من أدوات التلوين والرسم وإجراء المحادثة مع الأطفال لتنمية اللغة والتواصل وتعزيز ذلك وتمكينه بالكلمات المعبرةالإيجابية (حبيبي- عيني)‏

فإذا لم نكن نحن الكبار لهم قدوة نتحدث أمامهم باحترام وهدوء ونقدر مشاعرهم كي يتمكنوا من اعطائنا ما هو إيجابي في سلوكهم وطباعهم وقناعتهم.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية