سليم الجندي، علي السراج، وكنت قد عرفت شخصياً الأول والثاني، رحمهم الله جميعا، وطبع هذا الكتاب في أقدم مطابع في حي القيمرية عام 1937 هي مطبعة الترقي لصاحبها صالح الحيلاني - عرفت هذا أيضا، ومطبعته صارت خرابة- عنوان الكتاب« الطرف» وهم يضم طرفا بحق، من ذلك مثلا أن العسس أي حراس الليل- أخذوا ثلاثة رجال فقالوا لهم من أنتم؟ فقال أحدهم:
أنا ابن الذي لا تنزل الدهر قدره
وإن نزلت يوماً فسوف تعود
ترى الناس أفواجاً إلى ضوء ناره
فمنهم قيام حولها وقعود
وقال الثاني:
أنا ابن من تخضع الرقاب له
ما بين «مخزومها وهاشمها»
تأتيه بالذل وهي صاغرة
يأخذ من مالها ومن دمها
مخزوم وهاشم قبيلتان عظيمتان مشهورتان.
وقال الثالث:
أنا ابن الذي شق الصفوف برمحه
وقومها بالسيف حتى استقامت
ركاباه لا تنفك رجلاه منهما
اذا الخيل في يوم الكريهة حامت
فظنوهم من أعيان القوم، ولما أصبحوا سألوا عنهم، فإذا هم ابناء طباخ وحجام ونساج والحجامة هي اخراج الدم من الجسم بالمحجم، وهذا ما تدعوه العامة: كاسات الهوا-!!