تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من نبض الحدث... وقاحة أميركا برسم العالم ومبعوثيه

الصفحة الأولى
الأربعاء 17-6-2015
كتب علي نصر الله

العلاقة بين التطورات الميدانية الملتهبة وبين مستويات الاحتكاك السياسي المرتفعة في العالم، هي علاقة ارتباط عضوي بالمشاريع المتصارعة التي تعد حاملاً أساسياً لمجريات المشهد السياسي والأمني الإقليمي والدولي على السواء.

السجال الروسي - الأميركي حول أوكرانيا وشرق أوروبا لا ينفك عن الصراع الدائر بينهما في مواقع أخرى.‏

المفاوضات النووية الإيرانية، وإن خلت مائدتها من المواد المتعلقة باليمن وسورية ولبنان وإسرائيل، فهي فعلياً لا تنفصل عن وقائع واسعة تضغط عليها، ويخيم طيفها على (جنيف اليمن) و(جنيف سورية) اللذين تثقلهما أدوات واشنطن بتوجيه مباشر منها.‏

فمما لا يمكن فهمه أو تفهمه هو كيف للولايات المتحدة أن تسمح لنفسها باللعب والعبث بكل الساحات ثم لا تتوقع من الآخر رد فعل هو بكل المقاييس طبيعي بل مشروع وواجب وطني ينبغي القيام به من دون إبطاء أو تردد.‏

تعتزم واشنطن تخزين أسلحة ثقيلة في أوروبا الشرقية والبلطيق، وتخطط لنشر درع صاروخية وإرسال طائرات f 22 إلى هناك، وتناقش علناً برامج (البنتاغون) و(cia) الخاصة بتسليح وتدريب فصائل إرهابية في سورية تنتمي للقاعدة وفرعها المتحالف مع الإخوان، ويتم الكشف بوقاحة عن مخططات أخرى لها في العراق وأفغانستان والصين، وفي المقابل تُنكر على الأطراف الأخرى المستهدفة اتخاذ إجراءات رادعة؟!.‏

على أي حال، أنكرت أم لم تُنكر حق الآخر بالرد فإن شيئاً لن يتغير في الواقع، ذلك أن الأطراف المستهدفة لن تتأخر عن القيام بما يجب القيام به، لكن إبراز الوقاحة الأميركية هو واجب سياسي وأخلاقي لا يجوز التخلف عن القيام به، ومن غير المقبول بالمطلق أن يخضع العالم أو ما يسمى بالمجتمع الدولي للإرادة الأميركية، ومن المستهجن ألّا تتصدى الأمم المتحدة ومبعوثوها لوقاحة أميركا ومحاولة التحرر من هيمنتها؟!.‏

دمشق التي تواجه الإرهاب وتحاربه بالأصالة عن نفسها وبالإنابة عن العالم مجتمعاً، كانت قد أسمعت كوفي أنان (المبعوث) وخلفه الأخضر الابراهيمي كلاماً مهماً وجوهرياً من قبل، وهي إذ تعيده اليوم أمام ستيفان دي ميستورا، فهي تنبه مجدداً لأهمية أن يعي العالم خطورة الإرهاب على أمنه واستقراره، ولضرورة أن يلاحق مشجعيه وداعميه ومموليه ويحاسبهم باتخاذ موقف جريء وحقيقي لا يتوقف عند قرارات اتخذها وجمدها أو نسيها، وإنما بوجوب تطبيقها بجدية وحزم.‏

سورية والحلفاء في روسيا والصين وإيران والعالم، ترصد بعين وتصيب بعد التسديد بأخرى، تتحرك برصانة وثبات، تحسب بدقة وتتأهب، لن ينفع التهويل معها ولا التهديد، فالمعركة مع الإرهاب التكفيري الصهيوني واحدة في الشمال والجنوب، ولن تنتهي مهما طالت وقست إلّا يإنتاج واقع سياسي وميداني يُغضب أميركا، يؤرق إسرائيل، وربما لن يدع لأردوغان والأعراب حتى فرصة للعق الجراح.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية