ليس كل مامضى لم يؤثر فينا بل على العكس جعل من توليد الأفكار وتدوير الرؤى والمعطيات أمرا ناجعا وحلا مؤقتا في العديد من المواقف والكثير من المفاصل الحياتية.. سوريتنا لم نتخل عنها أو تتخل عنا رغم كل الظروف وبقينا ننهج إلى الخلاص دون النظر إلى الوراء لتكون النتائج مبهرة على الصعيد الإنساني فجزؤنا الذي يعتقد البعض بأنه خسره بقي يتكئ على كلّنا كبعض من كلّ لايتجزأ.. لأن الأوطان هكذا تبقى كلّا لايتجزأ..
من يعتقد أنه يُطفئ جذوة شخص ما بنائبة حلّت أو مصيبة نزلت هو واهم كل الوهم، كل النوائب تتكسر على أعتاب حبّ الوطن..وهمّنا اليوم كيف ننظر إلى العام الجديد...!!! بعيدا عن كل التوقعات والتنجيم والفرضيات والقرصنات والاعتداءات ننظر إلى عامنا الجديد على أنه مولودنا الجديد فهو في العقل والقلب، الابتكار وخلق الأفكار عنوان كل شيء فيه، لأننا فهمنا الواقع والحاضر بتفاصيلهما وبقي أن ننتقل إلى المستقبل لإكمال رسم مساراته التي حدّد خطوط الطول والعرض فيها انتصارات الجيش والشعب السوري..
تبادل الأفكار والحوار الحضاري بين شرائح المجتمع مثقفين ومفكرين ومبدعين وعامة الناس تعطل أكبر المشكلات وتحول دفة المسار من أنفاق العتمة والظلمة إلى النور المكلل بالعقل لمولودنا الجديد لينفض غبار السنوات العجاف عن كاهله ويثبت إعجازه الإنساني من جديد في وطن المعجزات، وطن الحضارات سورية..
مولودنا الجديد.. عامنا الجديد مثقل بالامتنان وردّ الجميل للطفولة البائسة واليتيمة، وللشباب الندي الذي ضاع جزء من جسده المتداعي على عتبات ظلم وقهر شياطين الظلام أعداء الإنسانية والحياة، ولأمهات وأخوان وأخوات يعيشون فخر ونبل شهداء الوطن، عامنا الجديد مثقل بضرورة خلق فرص العيش في النور بعيدا عن كل ظلام الخفافيش الذين عاثوا فسادا في البلاد والعباد..