بكافة الأحوال يبدو المشهد ما بعد العربدة الأميركية مختلفاً تماماً عما قبله، لجهة دفعه بالأمور إلى حافة الهاوية التي قد يصبح معها اللجوء إلى مختلف الاحتمالات والخيارات أمراً مسموحاً ومباحاً، بل وضرورياً لحسم الموقف وكبح جموح وجنون أطراف الإرهاب، ومن ثم العودة إلى قواعد الاشتباك التي كان معمولاً بها قبل مقامرة إدارة الرئيس ترامب التي كان تتوقع بعد تلك الحماقة خلط الأوراق داخل محور المقاومة بما يؤدي الى انزياحات أو تحولات تعزز طموحاتها وسياساتها الاحتلالية والتخريبية في المنطقة.
تبدو عناوين المرحلة واضحة جداً، حيث غياب أو تغييب الأميركي عن المسرح الإقليمي أضحى أمراً حتمياً وضرورياً للعودة بالأمور إلى طريق الاستقرار والهدوء النسبي، وغير ذلك يعني أن الأمور في طريقها إلى الحرب الشاملة والمواجهة المباشرة التي أعلن الأميركي صراحة أنه لا ينوي الذهاب إليها لأنه يعرف جيداً الأثمان الكبيرة التي سوف يدفعها هو وحلفائه وأدواته ومرتزقته.
بحسب المعطيات الغزيرة جداً فإن الأيام القليلة القادمة سوف تكون حافلة بالمفآجات التي قد تغير من طبيعة وظروف المعركة مع منظومة الإرهاب بشكل عام، بما قد يؤدي الى التسريع من دحر وهزيمة المشروع الأميركي في سورية والمنطقة، بعد أن أضحى على وشك الانهيار نتيجة الضربات المتتالية والمتواصلة من قبل محور المقاومة الذي كان ولا يزال قراره واضحاً وحاسماً في إسقاط المشروع الأميركي ودحره من كل المنطقة.