فقد أدانت القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي جريمة اغتيال الشهداء قاسم سليماني ورفاقه واصفة إياها بأنها قتل وحشي متعمد، وفعل شنيع لم تتعرض لمثله البشرية قبل اليوم.
وفي بيان لها تلقت «الثورة» نسخة منه أن الولايات المتحدة تمثل أسوأ ما في النفس الإنسانية من حقد وكراهية ووحشية، واستخدام للتكنولوجيا من أجل القتل واغتصاب الحقوق وإبادة البشر دون رادع أو وازع.
وأشارت قيادة الحزب في بيانها إلى أن هذا الفعل الإجرامي يعكس الواقع الحقيقي بين محور المقاومة وبين أعداء الإنسانية والسلام الذين تمثلهم الإدارة الأميركية المجرمة، ووصلوا إلى درجة من الحقد والجنون أنهم يخافون من الأفراد المقاومين، فاضحين بذلك عجزهم أمام امتداد حركة المقاومة في المنطقة والعالم، لافتة إلى أن هذا التمدد والتطور في حركة المقاومة جاء نتيجة تصدي الشعب العربي السوري وجيشه لهذا التحدي التاريخي الكبير، حيث إن التقدم الذي تحققه سورية على طريق تحرير النصر الناجز عزز أداء محور المقاومة العالمي، وأذهل أباطرة الحروب وقادة الإرهاب.
وفي ختام بيانها أكدت قيادة الحزب أن تضحية هؤلاء الشهداء ستكون منارة لأجيال المقاومة حتى النصر، وأن تضحية المقاومين واستشهادهم سوف يعزز الفعل المقاوم حتى إنقاذ العالم والإنسانية من الوحوش المجرمة.
من جانبها أدانت رئاسة هيئة أركان جيش التحرير الفلسطيني جريمة الاغتيال، مشيرة إلى أنها جاءت ضمن العربدة الأميركية التي لا تعترف بحدود ولا تلتزم بقانون ولا تحترم شريعة.
واعتبرت الهيئة في بيان لها أن الشهيد سليماني شهيد لفلسطين المقاومة وشهيد قوى الحق والعدل في العالم، مؤكدة أن ما بعد هذه الجريمة ليس كما قبلها وأن الاحتلال الأميركي سيدفع ثمن هذا الاستهتار بدماء الأبرياء وحقوق الشعوب، مجددة تمسكها بمحور المقاومة المشرق الذي تقوده سورية، وطالبت المنظمات الدولية والإنسانية بتحمل مسؤولياتها في شجب واستنكار مثل هذه الجرائم.
وفي طهران أكدت الهيئة الرئاسية في مجلس خبراء القيادة في إيران أمس أن اغتيال سليماني والمهندس يدل على السلوك الهمجي والإجرامي للإدارة الأميركية.
وقالت الهيئة في بيان لها: إن الولايات المتحدة المجرمة أثبتت مرة أخرى سلوكها الهمجي والإجرامي بتنفيذ العملية الإرهابية ضد قادة المقاومة، معتبرة أن استشهاد سليماني بمثابة إعلان الحرب ضد جبهة المقاومة والأمة الإسلامية .
وفي سياق متصل بحث وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو هاتفياً مع كل من رئيس الأركان الإيراني محمد باقري ومدير الاستخبارات في النظام التركي هاكان فيدان آخر التطورات في المنطقة وسبل منع التصعيد فيها.
وأوضحت وزارة الدفاع الروسية في بيان نقله موقع روسيا اليوم إن المكالمة التي جرت أمس بين شويغو وباقري تناولت الخطوات العملية الهادفة لمنع تصاعد الأوضاع في سورية ومنطقة الشرق الأوسط على خلفية اغتيال الفريق سليماني.
كما أشار البيان إلى أن شويغو أجرى مكالمة هاتفية مع فيدان تناولت الأوضاع السائدة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إضافة إلى الإجراءات المشتركة التي يمكن للطرفين اتخاذها من أجل خفض التوتر وحل الأزمات في المنطقة.
وسبق أن وصفت الدفاع الروسية اغتيال سليماني بأنه إحدى الخطوات قصيرة النظر من جانب واشنطن والتي تؤدي إلى تصعيد حاد في الوضع العسكري السياسي في منطقة الشرق الأوسط وتترتب عليها تداعيات سلبية خطيرة لنظام الأمن الدولي بأكمله.
في الأثناء اكد نائب رئيس اللجنة الخارجية في مجلس النواب التشيكي ييرجي كوبزا ان ما ارتكبته الولايات المتحدة من سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقية وعدد من كوادر الحشد يمثل «جريمة وقحة» وخرقا للقانون الدولي.
واعتبر كوبزا في حديث لموقع أوراق برلمانية التشيكي أن وضعا خطيرا جدا نشأ بعد هذه الجريمة الأميركية ستكون له تداعيات جسيمة على العالم، داعيا إلى سحب العسكريين التشيك الذين يشاركون في البعثة التدريبية لحلف شمال الأطلسي /ناتو/ في العراق.
وفي السياق ذاته شدد عضو المجلس المركزي لحركة «الامن.. المسؤولية.. التضامن» التشيكية لاديسلاف بيتراش على أن الجريمة التي ارتكبتها الولايات المتحدة تمثل إرهاب دولة، مشيرا إلى أن هذه العملية تتم في إطار سياسة تخريبية مارستها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وفي إطار التحضيرات الجارية للانتخابات الرئاسية.
وفي براتيسلافا اكد روبرت فيتسو رئيس الحكومة السلوفاكية الأسبق الرئيس الحالي لحزب سميير الاجتماعي الديمقراطي اقوى أحزاب الائتلاف الحاكم أن الولايات المتحدة الأمريكية خرقت القانون الدولي بجريمة الاغتيال، وحذر فيتسو في تصريحات أمس من التداعيات الكارثية لمثل هذا العمل الذي وصفه ب»الكاوبوي».
بدوره أكد الباحث العلمي التشيكي البروفيسور فلاستا هافيلكا إن عملية اغتيال قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي ورفاقهما تشكل انتهاكا فاضحا للقانون الدولي واصفا الأمر بجريمة العصر الكارثية.
وقال هافيلكا في تصريح لمراسل وكالة سانا في براغ أمس أن الأمريكيين يعملون ومع من يدور في فلكهم من أنظمة إقليمية على افتعال الأزمات والحروب في المنطقة واغتيال الأشخاص الذين يقفون ضد مشاريعهم.
وشدد على أن هذه الجريمة تشكل انتهاكا فاضحا للقانون الدولي واستهتارا بما سينتج عنها من تداعيات خطيرة تهدد السلم والأمن الدوليين وخاصة في أوروبا، داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤوليته في الوقوف بوجه الإرهاب الدولي وبوجه مرتكبي هذه الجريمة حتى لا تتكرر.
إلى ذلك شهدت العاصمة اليمنية صنعاء مظاهرة شعبية حاشدة أمس تنديداً بالعدوان الأمريكي الإجرامي الذي أدى إلى استشهاد سليماني والمهندس ورفاقهما.
وأكد المشاركون في بيان أن هذه الجريمة تشكل تصعيداً خطيراً وعملاً إرهابياً مداناً وعدواناً سافراً على الأمة كلها داعين إلى تحمل المسؤولية لمواجهة الغطرسة الأمريكية.
وأضاف البيان: إن الشعب اليمني وهو يتصدى للعدوان السعودي والحصار حاضر بكل قوة للوقوف إلى جانب أحرار الأمة في معركة الاستقلال ومواصلة مشروع التحرر من قوى الهيمنة والاستكبار» مؤكداً أن أمريكا تتحمل تداعيات جريمتها الوحشية وعواقب أفعالها النكراء.
ودعا البيان إلى العمل بكل الوسائل المتاحة على إخراج القوات الأمريكية من المنطقة مشدداً على أن محور المقاومة أفشل خطط العدو ومؤامراته وهو الدرع الحصين للأمة.
من جهته أكد الناطق باسم الحكومة وزير الإعلام ضيف الله الشامي وقوف الشعب اليمني ضد الاستكبار الأمريكي والغطرسة الصهيونية مشيراً إلى أن دماء الشهيدين سليماني والمهندس تنتمي إلى الأمة وأحرار العالم وستنهي الوجود الأمريكي في المنطقة.
وفي واشنطن انتقدت عضو الكونغرس الأمريكي الديمقراطية تولسي غابارد سياسات ترامب في منطقة الشرق الأوسط مطالبة بسحب القوات الأمريكية من العراق وسورية فورا.
وذكرت صحيفة نيوزويك الأميركية أن غابارد سخرت خلال تسجيل فيديو أمس الأول من الاعتداء الأمريكي الذي استهدف سليماني والمهندس واصفة ذلك بالعمل قصير النظر.
كما انتقدت غابارد قرار ادارة ترامب إرسال 3000 جندي أمريكي إضافي إلى المنطقة متسائلة عن الهدف النهائي الذي تحاول أمريكا تحقيقه.