وعلى مدى عشرات السنين ومزارعو الحمضيات يعانون كثيراً من عدم تسويق هذا المنتج الحيوي والاستراتيجي الذي يعمل به مئات آلاف الأسر والعائلات وفي كل مرة تنطلق الوعود بمعالجة هذا الوضع المرير لكن دون جدوى على الرغم من المحاولات العديدة جداً والكثيرة لإيجاد حلول ومنع استمرار هذا الحال.
وفي هذا العام كما في كل عام استبشر المزارعون خيراً وعاد إليهم الأمل في أن يلقى محصول الحمضيات الرعاية والدعم اللازمين ومنحه الأولوية المطلوبة لاجتراح الحلول الناجعة في تصريفه وإيجاد الأسواق الخارجية أو البحث عن بدائل مجدية وكان الأجدى هنا الإسراع في إنشاء معمل العصائر المقرر منذ سنوات حيث يسهم بدرجة لا بأس بها في استثمار واستهلاك كميات كبيرة من الحمضيات لكن حتى الآن بقي هذا المعمل حبراً على ورق رغم توافر المكان اللازم لو تساءلنا عن أسباب عدم إبصاره النور لدخلنا في تحليلات وتفاصيل ومبررات وأخذ ورد.
وهذا العام كان للحمضيات مهرجاناً خاصاً في اللاذقية حضره جميع المعنيين من مزارعين وشركات تغليف وتوضيب وباحثين وقدم له الدعم والتشجيع والاهتمام اللافت واعتقدنا أن هذا المهرجان ربما يشكل بادرة خير ونقطة انطلاق فعلية لمعالجة أزمة الحمضيات التي تتكرر بداية كل موسم، ومن الممكن للمهرجان أن يلعب دوراً بارزاً في إيصال المحصول بالطريقة المناسبة إلى الأسواق العالمية، لكن وحتى الآن ليس هناك من إجراءات ونتائج فعلية على الأرض رغم أن جميع المؤشرات تؤكد توافر محصول جيد وبمواصفات جيدة ومميزة وإن الإنتاج يجاوز المليون طن.!!
إن جميع الخطط والبرامج التي تم طرحها وتطرح حالياً وكل ما يتم تداوله والحديث عنه بخصوص حل أزمة الحمضيات تبقى في إطار الكلام وهي مضيعة للوقت والجهد وتوثر سلباً على هذا المحصول زراعة وإنتاجاً وتتسبب بخسائر كبيرة على المزارعين والدولة معاً ومن هنا علينا الوصول إلى قرارات تنفيذية واقعية وملموسة تعالج واقع محصول الحمضيات فعلياً وغير ذلك سنبقى ندور وستبقى المشكلة.