تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


«سنحمل رايته في كل مكان»

معاً على الطريق
الثلاثاء 7-1-2020
د. عبد الحميد دشتي

هكذا اختصر سيد المقاومة المرحلة المقبلة التي ستلي -أو هي بدأت بالفعل - اغتيال الجنرال قاسم سليماني ورفيقه (أبو مهدي) المهندس ورفاقهما على أيدي الأرعن الأميركي ترامب ومن لف لفه سواء من الدولة العميقة أم من ربيبته (الافعوانية) اسرائيل.

ولم تكن هذه المقولة من باب سد الذرائع أو البكاء على الأطلال، وإنما كانت موقفاً واضحاً لخط محور المقاومة، بأن المسيرة ستستمر أكثر زخماً، وأن الرد لن يكون من قبيل الغضب الفوري أو الثأري أو الانفعالي فقط، بل ستتعدى كل ما يمكن أن تتوقعه أميركا والعدو الإسرائيلي ومحور العدوان من أعراب ممن هللوا لعملية الاغتيال الجبانة.‏

ترامب الأحمق أراد أن يبرر فعلته بقوله إن إيران لم تدخل حرباً إلا وخسرتها، ولم تدخل تفاوضاً إلا وربحته.. إذاً يريدها حرباً دون أن يحسب أن قواعد الاشتباك لم يعد وحده يحددها، فخط المقاومة هو خط يمتد من الأزل إلى الأبد وليس أشخاصاً وإن كانوا من وزن قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس اللذين لم يدخلا الساحات إلا بهدف الانتصار أو الاستشهاد وهذا جل ما يتمناه أي مقاوم. وقد نالا ما تمنياه مع رفاقهما.‏

لكن ماذا عن ترامب وأتباعه الذين حفروا قبورهم بأيديهم لينهوا دورهم وغطرستهم في العراق خصوصاً وفي المنطقة عموماً وقد أصبح كل جندي أميركي في أي قاعدة هدفاً مشروعاً للمقاومة؟.‏

المعروف أن ترامب الأرعن يفعل فعلته التي بدت في ظاهرها فورية لكنها كانت مدروسة بدقة في التعقب والترصد والمراقبة والاعتماد على العنصر البشري (معلوماتياً) لكنه لم يحسب حساباً للتداعيات، ولا يهمه سوى عملية استعراض رخيصة لن تتعدى أياماً.‏

وعندما طالبه الكونغرس بتوضيح ما حدث إضافة لموقفه منه باتجاه عزله حتى لو أعاده مجلس شيوخه فإن هذا يعني أنه زاد الخناق على نفسه وأصبح في وضع مأزوم وقد آن الأوان للتخلص منه.‏

وعندما نفى البنتاغون علمه بهذه العملية فإن هذا يعني أن هناك من قام بها بغطاء منه، أي (اسرائيل) التي كانت ترجوه أن يبقى في العراق.‏

وهكذا تكون قد دقت المسمار الأخير في نعشه وهي تعتقد أن أميركا باستمرارها في المنطقة بقوة تساعدها على الاستمرار في مشاريعها في سورية ولبنان. وكذلك لم يعد بإمكان (اسرائيل) التلاعب في لبنان ونفطه وغازه الموعودين.‏

إن ما قام به ترامب الأرعن وكان قد رفضه أوباما قبله خوفاً من تداعياته، نسف كل شيء يمت إلى التفاوض بأي صلة، وهذا يعني أنه أراد أن يلغي الدور الروسي وربما الصيني والياباني وهي الدول الضالعة بكل الوسائل لإنجاح وتثمير المفاوضات مع إيران.‏

بالطبع سيكون الأمر كذلك، أي أكبر من رد عادي يشفي الغليل وأصغر من حرب شاملة، فالكرة الآن في ملعب محور المقاومة ومن حقها أن ترميها أنى شاءت ومتى شاءت.‏

وسيكون الرد مؤلماً يفوق بحجمه الألم الذي أحدثه اغتيال سليماني والمهندس.. وهذا ما أكده مجلس الأمن القومي الإيراني: بأن على أميركا أن تدرك أن ما ارتكبته هو أكبر خطأ استراتيجي في غرب آسيا، وأنها لن تنجو بسهولة من الرد المركب السياسي العسكري، ذي البعد الاستراتيجي لا تسرّع فيه ولا استرخاء.‏

وإن غداً لناظره قريب...‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية