وبعد دخول الأزمة بدأت القروض تتعثر وبدا الملف الثقيل الذي يعمل عليه مصرف سورية المركزي بجد منذ سنوات عدة وحتى اليوم.
ومن خلال متابعتها للقروض المتعثرة لدى المصارف العامة تحديداً اطلعت الثورة على إحصائيات وأرقام بالنسبة لمصرف التسليف الشعبي والمصرف الزراعي التعاوني مع الأخذ بعين الاعتبار منطقية عدم نشر توليفة الأرقام هذه بالنسبة لمصارف أخرى تبعاً لأوضاع خاصة بها.
المصرف الزراعي التعاوني أجمل قروضه المتعثرة ليس فقط منذ بداية الأزمة وحتى اليوم بل منذ إحداثه وحتى الآن، حيث تصل هذه القروض إجمالاً الى ما يقارب 71 مليار ليرة سورية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن تعثر القروض في السنوات الأخيرة يعود الى موجة الاحتباس المطري التي جففت كثيراً من المحاصيل ناهيك عن ظروف الازمة وشرور الارهاب ما تسبب بترك بعض المزارعين لأراضيهم نتيجة تخريب وإجرام المجموعات الارهابية المسلحة، مع الإشارة الى ان اجمالي المبالغ المعفاة بموجب القانون رقم 8 وسواه مما صدر خلال العام المنصرم 2014 تصل الى 16 مليار ليرة سورية.
مصرف التسليف الشعبي وبحسب المعلومات التي وقفت الثورة عليها يملك رصيده الخاص من القروض المتعثرة على المقترضين والتي تصل الى ما يزيد على 4 مليارات ليرة سورية تتوزع على 2,5 الى2,8 مليار ليرة سورية لقروض محدودي الدخل مقابل 1,2 مليار ليرة سورية من القروض المتعثرة ذات المبالغ الكبيرة، مع الأخذ بعين الاعتبار ان مصرف التسليف الشعبي يوجه ما نسبته 95% من قروضه لذوي الدخل المحدود في حين تتوزع نسبة 5% الباقية على القروض ذات المبالغ الاكبر، وفي الوقت نفسه فإن اكبر قرض انتاجي منحه التسليف الشعبي أقل بكثير من أصغر قرض موله أي مصرف آخر.