ووجود الأزواج خارج البلاد زاد من النتائج السلبية على الزوجة والأولاد، كما سهل هروب الزوج من المسؤولية المترتبة عليه، وتهربه من القانون.
وفي الوقت الذي نتحدث فيه عن النساء ضحايا هذه الحرب، سواء قتل، او خطف، او اغتصاب، وتشريد، لا يمكن أن نغفل النساء ضحايا القوانين غير العادلة، حيث نجد الشريحة الكبرى من النساء يتحكم بحياتها الشخصية ومصيرها قوانين تمييزية في قانون الأحوال الشخصية، وقانون العقوبات وقانون الجنسية، مع قوانين غير قاطعة ومتهاونة تتعلق بالشؤون الأسرية مثل الطلاق وما يترتب عليه من تأمين مسكن ونفقة، فوجود الطلاق التعسفي الذي يبيح التطليق غيابيا، مع عدم وجود عقاب أو رادع له، زاد من معاناة الأم المطلقة في هذه الحرب.
وهنا نعود للسؤال وبإلحاح لماذا تغض الحكومة النظر عن هذه الثغرات القانونية، رغم العمل على اصلاحات كثيرة لتحسين مكانة المرأة، خاصة ان هذه الاصلاحات كانت في مجملها في مصلحة النساء (قضايا التعليم، والعمل).
إن عدم وجود نص قانوني محكم يحمي الزوجة والأولاد في حالة الطلاق أو الموت، مع غياب لوعي المرأة لحقوقها عند كتابة عقد الزواج، وكل ذلك مدعما بأعراف وثقافة اجتماعية لا تعطي المرأة نفس مكانة الرجل، يبقي مصير الأم وأطفالها مجهولا ومحفوفا بمخاطر الحاجة إلى البيت والنفقة، ويزداد الأمر صعوبة إذا كانت الأم بلا عمل.
لذا لابد من العودة للعمل على اصلاح قانون الأحوال الشخصية.