تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في ذكرى تأسيسه ...حـزب البعـث.. ريـادة الفكر والنضال..

ثقافة
الثلاثاء 7-4-2015‏‏‏
ديب علي حسن

كثيرا ما نردد مقولة ان التاريخ لايعيد نفسه، وهذا صحيح واكيد، ولكن ماذا لو اننا قلبنا المعادلة وقلنا ان الظروف التي تصنع الاحداث والوقائع وترسم خطوط التاريخ ومسار الامم والشعوب،‏‏‏

‏‏‏‏‏

قد تتشابه وقد تتقاطع بفعل ما يخططه الانسان ويقوم به ؟‏‏‏‏‏

أترانا نخطئ القول ؟ لا اعتقد ابدا اننا نخطئ، مهما حاولنا الابتعاد عن مقولات التشابه بين الوقائع والتاريخ والظروف، فما اشبه ما كان قبل نيف وستة عقود مما هو الان، انظر الى حال الامة العربية وكيف كانت, ومابين ما كانت عليه، وما صارت اليه الان وقد عادت القهقرى الى الوراء، انظر الا ترى اننا لم نغادر حالنا في اربعينيات القرن العشرين؟ مع اننا عمليا وواقعيا تجاوزنا تلك المرحلة، فكرا وواقعا، وتطورا ولكننا عدنا اليها بلا أي مبرر ابدا انما تحت وقع ما يجري وما يحاك لنا من مؤامرات ودسائس.‏‏‏‏‏

وعلى هذه الحال يمكن الان ان نقف عند الحدث الابرز الذي شهدته سورية بعد الجلاء الفرنسي عن ارضها، الا وهو تأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي، وما رافق هذا التأسيس فيما بعد من احداث ووقائع، وكيف كان علامة فارقة، لا في تاريخ سورية، انما الوطن العربي ولانبالغ اذا ما قلنا العالم، ولاسيما العالم الغربي الذي يريد استمرار استعماره لنا والاستمرار بنهب خيراتنا وثرواتنا ومقدراتنا، ورعاية الصهيونية على ارض فلسطين، بكل الاحوال ما شكله ميلاد حزب البعث العربي الاشتراكي، ليس عابرا ولايمكن ان يكون كذلك، لانه رسم كما الانهار الخالدة مجرى عميقا راسخا، مملوءاً بالامل والعمل والحياة والعطاء، لم يأت من فراغ ولايمكن له ان يصب بالفراغ والى الفراغ، مهما اشتدت الاحداث والوقائع، فالمجرى عميق عميق، وعذب وصاف، وان حاولوا كثيرا ان يشوهوا ماءه وافكاره ومجراه ومصبه، وما الاحداث والوقائع التي تجري هنا وهناك الا خطوات اكثر صراحة في مخطط اغتيال البعث كفكر وكارادة سياسية وكحركة تحرر قومي لاتعرف التعصب، ولم تكن في يوم من الايام كحركة او حزب شوفينية ضيقة، بل ان احد اهم ركائزها الفكرية محاربة التعصب والجهل والطائفية، والعمل على بناء الانسان الحر في تفكيره ومصيره، الواعي لتاريخه وغده ورسالته، والقادر على ان يكون فاعلا في مجتمعه يضيف اليه ثراء بالعمل والعطاء، وبالوقت نفسه يمد يد العون الى كل مكان وكل ارض وكل شعب يكافح ضد الجهل والظلم والتخلف، ومن هنا يبدو شعار حزب البعث العربي الاشتراكي ثريا حاملا الدلالات والمعاني التي تحمل الاهداف والرسالة، فالامة العربية كانت عبر التاريخ امة العلم والعمل والحضارة والعطاء والتميز، انصهرت في بوتقتها الحضارية امم وشعوب وحضارات، الا يجدر بنا الان ان نذكر ان اول عولمة انسانية حقيقية كانت في العصر العباسي، اكثر العصور الحضارية عبر التاريخ ازدهارا وقدرة على التفاعل الخلاق بين جميع الامم والحضارات ؟‏‏‏‏‏

ومن باب ان الامة لم تفقد دورها التاريخي وليست عابرة ابدا، كان لابد من بعثها واحياء رسالتها وحضارتها، ليمتد الجسر الانساني الى العالم وليكون التفاعل الخلاق الذي كان يوما وانتج للانسانية علما وحضارة ومعرفة.‏‏‏‏‏

حزب البعث العربي الاشتراكي الذي نشأ واشتد عوده، استدت اراؤه ليعبر هذه المرحلة التاريخية القاسية والغنية بالوقائع والاحداث مرور الكرام، لم يصل الى تحقيق الكثير من الاهداف التي رسمها، ودروبه مفروشة بالورود والرياحين، فالنضال بالوانه وانواعه السري والعلني، النضال بالروح والدم والحياة، بالفكر والممارسة رسم هذا النضال الدرب الى قلوب الجماهير التي رأت فيه مخلصا وقائدا على الصعد كافة، من هنا كان النضال داخليا وخارجيا، داخلي على مختلف وجوه محاربة الجهل وامراض المجتمع (الطائفية والاقليمية والعشائرية والجهل والتعصب والاقطاع وعدم انتشار التعليم وغير ذلك مما يعتري المجتمع من امراض).‏‏‏‏‏

والنضال الخارجي الذي ايضا اخذ الوانا مختلفة ضد الاستعمار باشكاله المتجددة وعلاقته بالاقطاع والرجعية العربية والانظمة المتخلفة التي تركها حين خرج شكليا، ناهيك عن الوقوف بوجه المؤامرات الكبرى لتجزئة الوطن العربي اكثر مما هو مجزّأ، ولاننسى ابدا ان حزب البعث العربي الاشتراكي ومنذ ان كان وضع نصب عينيه قضية فلسطين وتحريرها هي وكل ارض عربية مغتصبة، ولسنا بحاجة الى المزيد من سرد الاحداث والوقائع في هذا المجال.‏‏‏‏‏

واذا كان لابد من الاشارة الى ان حزب البعث العربي الاشتراكي راكم تجارب نضالية هامة جدا، واستطاع ان يحررصفوفه من بعض الافكار والشوائب والاوضار التي علقت به، فلابد من الاشارة الى ان ثورة الثامن من اذار كانت محطة اساسية، ازدادت ثرى وعطاء وتقوم اعوجاج بعض ما حدث مع قيام الحركة التصحيحية المجيدة التي قام بها القائد المؤسس حافظ الاسد، وهي التي ارست دعائم سورية القوية الحرة والرافضة لكل الوان الذل والعبودية و هي التي تتابع اليوم المسيرة بقيادة السيد الرئيس بشار الاسد الامين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي، وما الحرب العدوانية التي تشن عليها الا حلقة من حلقات التآمر على فكرها ودورها واهدافها وبالتاكيد هي حرب على البعث وفكره واهدافه، لانها ببساطة اهداف الامة العربية من الماء الى الماء و وهاقد ظهرت الرجعية العربية عارية الا من دنسها، واظهرت كل ادوات تآمرها على العروبة اهدافا ورسالة ومصيرا.‏‏‏‏‏

وخلاصة القول: اننا اليوم ونحن نحتفي بذكرى تأسيس البعث، اكثر قوة ومضاء وعزيمة وسورية و هي القلعة التي ستبقى رسالة ودورا وعملا، وكل ما يحيق بنا من وقائع يقول: ان حزب البعث العربي الاشتراكي لو لم يتم تأسيسه قبل ستة عقود من الزمن لاستدعت الاحداث والوقائع تأسيسه الان، نعم الان وسيبقى النبض الحقيقي مهما اشتدت الاهوال، أليس بعثا ؟ وهل البعث الا حياة جديدة ودورا جديدا ورسالة متجددة ؟‏‏‏‏‏

d.hasan09@gmail.com ‏‏‏‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية