|
في الذكرى 68 لميلاد حزب البعث العربي الاشتراكي ... إصرار على إفشال المؤامرات وتكريس ثقافة المقاومة متابعات سياسية وتصديه لكل مارسم من مخططات تستهدف الأمة العربية يمثل طموحات وآمال الجماهير العربية في بناء مستقبل زاهر بعيداً عن التدخلات الخارجية وإملاءات قوى الرجعية العربية التي تحاول الآن من خلال دعمها للتنظيمات الإرهابية التكفيرية الوهابية تدمير الدول العربية خدمة لأسيادها من القوى الاستعمارية. الهجمة الاستعمارية الشرسة التي تتعرض لها سورية منذ أكثر من أربع سنوات وحتى الآن والتي استخدمت فيها كل أدوات الاستعمار القديم والحديث وتلطت خلف المطالب الاصلاحية المضللة أكدت أن حزب البعث العربي الاشتراكي وضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار حيث تابع نضاله على جميع الصعد الثقافية والفكرية والاجتماعية من خلال العمل إفشال أهداف هذه الحملة الشرسة والوقوف خلف الجيش العربي السوري ليشكل أحد عوامل القوة التي أفشلت أجندات القوة المتآمرة وساهمت في تعزيز الوحدة الوطنية وحماية الوطن وقدم في سبيل ذلك الشهداء البعثيين من كل المواقع وعلى امتداد الجغرافية السورية. ما حققه حزب البعث العربي الاشتراكي على مدى 68 عاماً من الانجازات والمكاسب للشعب السوري ولاسيما بعد قيام الحركة التصحيحية المجيدة التي قادها الرئيس الخالد حافظ الأسد لجهة بناء دولة المؤسسات والالتزام بخيارات الشعب وما قام به السيد الرئيس بشار الأسد من ترسيخ لمفاهيم التطوير والتجديد والكفاح المستمر وتكريس ثقافة المقاومة والاعتماد على الذات والتي جعلت من سورية دولة تملك قرارها السيادي وترفض منطق الإملاءات والرضوخ، كل ذلك يفسر سبب المؤامرة الكونية التي تتعرض لها سورية وفي نفس الوقت يؤكد على الدور الهام الذي قام به حزب البعث العربي الاشتراكي في المقاومة وممانعة المشاريع التقسيمية التي تحاك ضد الأمة العربية عموماً وضد سورية على وجه الخصوص باعتبارها حاملة الراية العربية وقلب العروبة النابض والتي شكلت على الدوام المرتكز والدليل للعمل القومي ولحركة التحرر العربية واعتبار فلسطين قضيتها المركزية. لقد فشلت القوى المتآمرة على سورية من نسف وتفكيك صفوف حزب البعث العربي الاشتراكي من خلال بعض الانتهادين الذين تغلغوا إلى صفوفه وعملوا من داخله بتواطؤ مع من يتربص شراً بسورية وشعبها واستطاعت كوادر حزب البعث وقيادته الوطنية من لفظ هؤلاء الانتهازيين المأجورين والعمل على رص الصفوف ومقاومة حملات التشويه والتضليل والإساءة ومحاربة القوى الظلامية التكفيرية التي تحاول تدمير سورية عبر زرع بذور الفتنة وارتكاب الجرائم والمجازر بحق المواطنين الآمنين ليرسخ الحزب بذلك أفكاره التي تدعو للمواطنة المتساوية وتحقيق شعار الدين لله والوطن للجميع مؤكداً بذلك إصراره على إفشال المؤامرات والحفاظ على الثوابت الوطنية وفي مقدمتها الوحدة الوطنية والسيادة والاستقلال والقرار الوطني المستقل ورفض أي تدخل خارجي. لقد عملت قيادة حزب البعث منذ بدء الأزمة المفتعلة في سورية وحتى الآن على جبهتين تسيران بالتوازي مع بعضهما البعض. الجبهة الأولى اجتثاث الإرهاب عبر دعم ومساندة الجيش العربي السوري في تصديه لإرهاب التنظيمات التكفيرية التي تلقى كل الدعم العسكري والمادي واللوجستي من أعراب الخليج وحكومة العدالة والتنمية الأخوانية في تركيا ومن الدول الاستعمارية الغربية والكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأميركية وبالتالي إفشال مخطط تدمير سورية وتقسيمها إلى كانتونات ضعيفة لا حول لها ولا قوة والحفاظ على وحدة سورية أرضاً وشعباً ومن جهة أخرى تعمل على تشجيع المصالحات الوطنية تحت سقف الثوابت الوطنية والتي من شأنها حقن الدم السوري والمساهمة بإيجاد آليات للتوصل إلى حوار سوري -سوري لحل الأزمة المفتعلة بعيداً عن أي تدخل خارجي وبما يحقق تطلعات الشعب السوري، الأمر الذي يضيف إلى سجل حزب البعث النضالي صفحة جديدة تؤكد على روح التجدد والتطور ومواكبة المتغيرات بما يخدم الشعب السوري وأمته العربية ويعزز ثقافة المقاومة والاصرار على مواجهة التحديات وما يخطط للمنطقة العربية من مشاريع تقسيمية. الصمود الأسطوري السوري الذي تجلى في مثلث الصمود الشعب والجيش والقيادة الحكيمة والذي كان لحزب البعث العربي الاشتراكي دوراً هاماً في هذا الصمود حقق انجازات كبيرة في مواجهة أعتى حرب كونية ضد دولة تمسكت بمبادئها وثوابتها وكان لهذا الصمود أثر كبير في إفشال مخطط ما يسمى مشروع الشرق الأوسط الجديد التقسيمي للمنطقة والذي لا يخدم سوى مصالح القوى الاستعمارية وأمن الكيان الصهيوني وكان من تداعيات هذا الصمود خلق نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب بعد أن كانت الولايات المتحدة الأميركية ولأكثر من عقدين من الزمن المهيمنة على العالم أجمع ما يعني أن الشعب السوري الذي واجه الاستعمار العثماني وبعده الاستعمار الفرنسي والأحلاف الاستعمارية في خمسينيات القرن الماضي قادر على مواجهة المؤامرة الكونية الذي يتعرض لها الآن وينتصر عليها وأن حزب البعث العربي الاشتراكي الذي جدد قوته وبات أكثر قدرة على الفرز سيواصل مسيرته النضالية خلف قيادة السيد الرئيس بشار الأسد لبناء سورية و إعادتها إلى ألقها ودورها بعد تطهيرها من رجس الإرهابيين التكفيريين وما يحققه الجيش العربي السوري البطل من إنجازات يبشر بقرب تحقيق النصر على الغزاة والمتآمرين والمأجورين وعودة سورية أقوى مما كانت عليه. mohrzali@gmail.com
|