سواء فيما يتعلق باستمرار الحرب العدوانية الشرسة على شعبنا الأبي أو في انتشار ظاهرة الإرهاب في طول المنطقة وعرضها وتهديده لأمنها ومستقبل شعوبها ، وفي وقت تزداد فيه شراسة الحملة الإعلامية والإرهابية ضد سورية وشعبها بأذرع عربية وأجنبية لم تحترم يوماً سيادة واستقلالية الدول الأخرى
وأزعجها استمرار النهج الاستراتيجي المقاوم والممانع لسورية ورفضها مهادنة العدو الإسرائيلي الغاصب للأرض والحقوق العربية .
ورغم استهداف هذه الحرب للدولة والمجتمع والحزب إلا أن البعث اثبت استمرار نضاله وتقدم مسيرته في الداخل ورسوخ مواقفه وأهدافه لتكون قواسم مشتركة مع كل حركات التحرر في الوطن العربي والتي تلتف حولها الشعوب العربية وأمالها بالتحرر والتقدم ، ما يحتم عليه القيام بمسؤوليات كبرى ومهام عليا ترتبط بالعطاء والتضحية في سبيل مصلحة الشعب الذي يتعرض لأكبر حرب عدوانية عبر تاريخه الطويل .
لقد ركز البعث خلال الفترات الماضية والحالية على قضايا الأمة العربية وصون حقوقها حيث شارك بفاعلية كبيرة في كل معاركها ووقف إلى جانب الدول العربية في مواجهة التحديات التي اعترضتها كالعراق ولبنان وفلسطين والجزائر واليمن والسودان ودعم المقاومة العربية في مختلف البلدان وخاض حروب التحرر وشارك في بناء سورية الحديثة بكوادره وقطاعاته متعددة الأطياف والشرائح.
وأفشل البعث على مدى عقود من تاريخه كل المؤامرات الاستعمارية وتصدى لمشاريع الهيمنة الغربية والصهيونية ، وهو اليوم يسير بالعزيمة والإرادة نفسها، وقد نجح البعث بذلك لأنه يقوم باستمرار بمراجعة ذاتية دائمة ليتدارك الأخطاء والسلبيات التي قد تقع في حياة الحزب نتيجة بعض المحسوبين عليه والمستغلين لأهدافه،
ولأنه يعتمد على المصارحة والشفافية والنزاهة والممارسة الديمقراطية والنقد والنقد الذاتي في تقييمه لايجابيات وسلبيات انجازاته من خلال التواصل مع الجماهير عبر إيجاد وسائل حديثة جاذبة ومبتكرة بما يفعل الحياة الحزبية ويطورها باتجاه تعميق التواصل مع الجماهير والعمل معها لتحقيق مجتمع الحرية والكرامة والعدالة والمساواة بين كل أبناء الوطن.
ولم يغفل البعث على مدى سني نضاله عن تطلعات جماهيره وآمالهم في الحرية والتنمية والبناء وتأمين مستلزمات العيش الكريم لتبدو الطبقة الكادحة في مقدمة اهتماماته منهياً بذلك حقبة الإقطاع والاستغلال ، وفي جميع المراحل التي مر بها الحزب كان الإيمان بمستقبل الأمة والوفاء لجماهيرها والإرادة الحاسمة والشجاعة والميراث التاريخي هو السلاح الأقوى والمعين الأكبر كي تحقق قواعد البعث الانجاز تلو الانجاز لتصل إلى المرحلة الراهنة وهي تمتلك أطر المساهمة في الحوار الوطني المواكبة لمشروع الإصلاح الشامل الذي يتم انجازه بالتعاون مع القوى والأحزاب الوطنية الأخرى .
وعلى مدى سبعة عقود ساهم الحزب في رسم خارطة سورية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المتميزة بشمولها للطبقات الكادحة التي كانت مهمشة قبل استلام الحزب للسلطة في سورية دون أن يهمل دور القوى الأخرى في بنية مفاصل المجتمع السوري منحازا إلى العمال والفلاحين وصغار الكسبة ، ما أكسبه شرعية ومصداقية أدت إلى دعم أعداد كبيرة من المواطنين له والانتساب إلى صفوفه.
وقد جاء إقرار دستور جديد وإلغاء المادة الثامنة من الدستور السابق ليفرض مسؤوليات كبيرة ومهام على البعث لمواكبة هذه المستجدات ، وعلى عكس ما يعتقد البعض فان المضمون الجديد للمادة الثامنة هو تطور للمضمون السابق لان البعث ينطلق منذ تأسيسه من مبدأ التعددية السياسية والحزبية ويدعو إلى الحوار مع الأحزاب والقوى السياسية أي أن إلغاء المادة الثامنة لن يلغي دور الحزب وإنما سيزيد من نضاله وكفاحه لأنه حزب متجذر في التاريخ وبين الجماهير.
ويتابع الحزب اليوم مسيرته النضالية على الرغم من شراسة الهجمة عليه وعلى الشعب العربي السوري وينجح في وأد المؤامرة بسبب التحامه بجماهيره والتزامه بقضايا الأمة .