وقال السيد نصر الله في مقابلة مع الاخبارية السورية أمس ان الحرب على سورية فشلت ولم تحقق الهدف منها وهو تدمير الدولة السورية بسبب صمود شعبها وجيشها وقيادتها وان المعركة في سورية ستحسم مستقبل الصراع العربي الاسرائيلي لان خسارتها هي خسارة للبنان وفلسطين.
ورأى السيد نصر الله أن تنظيم القاعدة الإرهابي جاء إلى سورية للسيطرة عليها والانطلاق منها للسيطرة على المنطقة واليمن أيضا مؤكدا انه لم يكن هؤلاء يريدون مصلحة الشعب السوري بل اسقاط الدولة السورية واعادتها إلى دولة لا شأن لها بما يجري في المنطقة.
ولفت السيد نصر الله إلى ان حزب الله ليس قوة اقليمية وليس جيشا نظاميا بل حركة مقاومة لديها عديد معين وامكانيات معينة لكن ربما يكون لها في بعض الميادين تأثير نوعي ولا سيما في مواجهة حرب العصابات وعلى ضوء الحاجة والامكانات نوجد في سورية وحيث يجب أن نكون نكون وليس هناك اعتبارات سياسية أو غير سياسية لذلك.
وأشار السيد نصر الله إلى ان معركة القلمون هي حاجة سورية ولبنانية مشتركة وحيث تدعو الحاجة ولدينا القدرة نكون وفي بعض الاماكن نكون بأعداد معقولة وفي بعض الاحيان نقدم المشاورة مؤكدا ان القرار العسكري في سورية هو للقادة العسكريين السوريين.
وقال السيد نصر الله: ان خيارنا دخول الحرب في سورية كان خيارا معلنا وانطلاقا من احساسنا بالمسؤولية التاريخية في هذه المرحلة مضيفا: ان حجم المؤامرة على سورية وحجم المعركة التي أعدت لها كان كبيرا جدا ونحن لم نذهب إلى معركة ونتصور أننا في معركة ستدوم سنة أو سنتين أو عدة شهور فقد كان واضحا لنا منذ البداية أنها معركة قاسية وطويلة ولاسيما بالنظر إلى مشهد الاصطفاف الدولي والاقليمي والمحلي وحجم الاستهداف.
وبين السيد نصر الله أنهم كانوا يريدون مصادرة القرار السوري المستقل عبر العلاقات الدبلوماسية والتجارية والسياحية واستثمار مليارات الدولارات لاقامة مشاريع داخل سورية كل من موقعه ومن حيثياته مقابل تخليها عن لبنان وفلسطين وفصائل المقاومة كبداية للهيمنة الامريكية على القرار السوري وهو ما لم يحصل انطلاقا من ثبات الموقف السوري المبدئي.
وأوضح السيد نصر الله أن تنظيم القاعدة الذي جاؤوا به إلى سورية حاولوا استخدامه الا أنه استغلهم وكان له مشروع اخر حين استغل حاجة أمريكا والغرب والدول التي تآمرت على سورية إلى المقاتلين فجاؤوا بمقاتليهم من كل الدنيا بهدف تحقيق مشروعهم هم وليس مشروع الآخرين الا أن وجود الدولة السورية أفشل جميع مخططاتهم.
وحول ما يذاع في بعض وسائل الاعلام بأن خسائر حزب الله في سورية كبيرة قال نصر الله: انها خسائر متوقعة بالنظر إلى حجم المعركة وما يقال في وسائل الاعلام مبالغ فيه بسبب وجود خلافات سياسية في لبنان ولا توجد مصداقية لبعض وسائل الاعلام التي لا تنقل خبرا بل تنقل أمانيها .
وردا على سؤال حول خشية حزب الله من الاستنزاف في حربه ضد الإرهاب كجزء من محور المقاومة أوضح السيد نصر الله ان مخاطر الاستنزاف موجودة الا أن حركات المقاومة وسورية والعراق والدول التي واجهت الإرهاب ليس أمامها خيار اخر سوى أن تقاتل وتنتصر بعيدا عن الاستسلام ففي النهاية الشعوب التي تستحق الحياة هي التي تكون مستعدة لتقديم التضحيات.
ورأى السيد نصر الله أن حل الازمة في سورية يبدأ حين يتوافر لدى المعارضين السوريين ارادة مستقلة في قرار الدخول إلى حوار سياسي الا أن المشهد يختلط بجماعات مرتبطة مع المخابرات السعودية والتركية والقطرية والاردنية وكل منها كان يتبع لسفارة ولجهاز مخابرات ولا يوجد قيادة سياسية أو عسكرية للمعارضة حتى تتم دعوتها إلى حوار سياسي.
وتساءل السيد نصرالله: هل تنظيما داعش وجبهة النصرة اللذان بدأا يكتسحان المناطق المسيطر عليها من قبل المعارضة جاهزان للحوار بماهيتهما وفكرهما.. وهل لديهما ثقافة حوار أو تعايش مع الاخر أو الوصول إلى تسوية مع الاخر لافتا إلى أن الدول التي ترعي الجماعات التي تقاتل في سورية لم تأذن للحل السياسي لانها ما زالت ترفض الحل السياسي ويعجبها هذا المشهد في سورية.
ولفت السيد نصر الله إلى أن بعض الدول كانت تطلب منا ايصال بعض الرسائل الايجابية للدولة السورية لكنه لم يرق إلى مستوي الوساطة ولم تكن أكثر من مجاملات لابقاء خط الاتصال مفتوحا في حين لم تغير شيئا في أدائها وسلوكها وممارستها.
وأشار السيد نصر الله إلى أن مشكلة العقل السعودي أنه لا يستوعب حقيقة صمود سورية بشعبها وجيشها وقيادتها معتبرا أن الكلام حول احتلال حزب الله لسورية هو محاولة للاستهانة بالارادة السورية والجيش السوري والمقدرات السورية ومحاولة تفتيش عن شرعية دعم للمعارضة المسلحة في سورية ولو كانت تكفيرية .
وأوضح السيد نصر الله أن ما يجري في المنطقة صراع سياسي بامتياز لخدمة أهداف ومشاريع سياسية يتم فيها استغلال الدين في كثير من الاحيان بشكل سيئ وحتى الصراع مع اسرائيل ليس صراعا بين مسلمين ويهود بل مع صهاينة احتلوا فلسطين واعتدوا على الشعب الفلسطيني وعلى سورية ولبنان وكل المنطقة وارتكبوا فيها المجازر.
ولفت السيد نصرالله إلى أن الرد على العدوان الاسرائيلي في مزارع شبعا كان هدفه توجيه رسالة واضحة للعدو بأنه لا قواعد اشتباك ولا جبهة يتم عزلها عن جبهة موضحا أنه لو قمنا بالرد من سورية لكانت قيمة الرد على المستوى الاستراتيجي والسياسي والمعنوي أقل بكثير ويعني أننا نسير معهم في المعادلات التي يرسمونها.
وحول العدوان السعودي الامريكي على اليمن قال السيد نصر الله: ان هدف هذا العدوان هو ضرب البنى التحتية وتدمير الجيش اليمني لان الولايات المتحدة و اسرائيل ومن معهما من دول التحالف لا يريدون جيشا قويا في هذه المنطقة يمكن في يوم من الايام ان يشكل تهديدا لاسرائيل أو للهيمنة الامريكية في المنطقة .
ورأى السيد نصر الله أن أحد أسباب العدوان السعودي على اليمن قد يكون الاتفاق النووي الايراني اضافة إلى رغبة السعودية في استعادة الهيمنة على اليمن لافتا إلى أن اليمنيين بخياراتهم الاخيرة كانوا يأخذون بلدهم إلى دولة مستقلة حقيقية مؤهلة لان تكون إلى جانب حركات المقاومة في المنطقة بعيدا عن الهيمنة السعودية والامريكية .
وأضاف السيد نصر الله: ان كل حروب المملكة في المنطقة بالواسطة فشلت وهو ما دفعها للتدخل بشكل مباشر في اليمن والمطلوب هو وقف الحرب بضمانات دولية لرعاية حوار يمني - يمني وعدم التدخل في قرارات اليمنيين مشيرا إلى أن السعودية شنت الحرب على اليمن ثم ذهبت إلى القمة العربية لتبحث عن غطاء عربي وهذا يعبر عن استهانة ال سعود بكل الحكام العرب عبر المال.
وبشأن اتفاق ايران ودول الغرب حول الملف النووي قال السيد نصر الله: ان الاتفاق انجاز كبير وفي حال استمراره سيعزز حضور ايران وتأثيرها في المنطقة ولن يضغط عليها لتتخلى وتتراجع عن حلفائها وأصدقائها في المنطقة بل ستكون في المرحلة المقبلة قادرة على الوقوف إلى جانب شعوب المنطقة أكثر من أي وقت مضى وهذا ما يخاف منه الاخرون.
وفي الشأن الفلسطيني أشار السيد نصر الله إلى حرصه على التعاون مع كل الفصائل الفلسطينية وأن تبقى العلاقة طبيعية وجدية في مواجهة العدو الاسرائيلي أما الملفات المختلف عليها فيتم علاجها بالحوار مؤكدا أن حركات المقاومة لن تتخلى عن فلسطين وستبقى تساند المقاومة في فلسطين.
ودعا الامين العام لحزب الله في ختام حديثه السوريين إلى الثقة بالنصر متوجها إلى قناة الاخبارية السورية وكل الاعلام السوري بالعزاء لشهدائهم والشفاء لجرحاهم قائلا: ان الحرب الاعلامية أقوى بكثير من الحرب العسكرية وهو ما يجري الآن في اليمن ودوركم في هذه المعركة كبير وأساسي وأنتم شركاء في صنع الانجازات وستكونون شركاء في صنع الانتصار النهائي .