|
|
المهرجان السماوي... علوم وبيئة لو حدقنا في تلسكوب من التلسكوبات التي تنتشر فوق بعض قمم الجبال في كوكبنا الصغير، سيلفت نظرنا أولاً هذه الملايين المتلالئة من النجوم المتعددة الأشكال ذات الحركات المضطربة العجيبة. تتخذ الشمس مكاناً قريباً إلى طرف المجرة وليس في مركزها، تدور حولها الكواكب في حركة دائبة والمجموعة الشمسية تدور بدورها في المجرة والمجرة في الكون الرحب. أقرب مجرة إلينا هي مجرة الأندروميدا وتبعد عنا نحو مليوني سنة ضوئية.. والمجرة هي تجمع نجمي متسع ذو شكل ما.. لولبي أو بيضاوي أو عدسي. في الكون أكثر من مائة مليار مجرة مختلفة الشكل والحجم.ومجرتنا هي مجرة لولبية رقيقة الحواف، عدسة حولها أذرع لولبية تمتد طولها نحو مائة ألف سنة ضوئية وسمكها أكثر من (20) ألف سنة ضوئية، وبين المجرات يوجد فراغ كبير يقدر أحياناً بملايين السنين الضوئية.. والكون يتمدد ويتسع ومن النظر إلى التلسكوب يمكن الحكم أيضاً على تمدد الكون.. وهناك آلاف الآلات العلمية الضخمة يحركها العلماء يمسحون بها الفضاء للتعرف على الكون من نجوم فتية ونجوم مسنّة في مراحل طاقتها الأخيرة وثقوب سوداء.. وكتل خفية لم يتمكنوا من اكتشافها. القمر بعيد عن الأرض نحو /400/ ألف كيلو متر.. وهو صغير لدرجة لايتمكن من الاحتفاظ بغلاف جوي.. لذلك فالحرارة على سطحه المواجه للشمس تبلغ /100/ درجة مئوية.. وفي الظل نحو /104/ درجات مئوية تحت الصفر، جاذبيته ضعيفة نحو سدس جاذبية الأرض. وقد شد الإنسان إليه منذ قديم الزمن. يتبدى باشكاله من الأرض.وينير الليالي المظلمة.. إن أرضنا التي نعيش فيها، تقع في طرف المجرة في ثلثها الأخير، وهي تدور حول الشمس التي تتخذ لها مساراً في المجرة تدور بحركة اهليليجية كما النجوم الأخرى.. المجموعة الشمسية ليست في منطقة مزدحمة بالنجوم لأنها تقع في هذا الجزء من المجرة، ويزداد تعداد النجوم التي نعدها في سمائنا إلى أكثر بألف مرة، في مركز المجرة.. حول الشمس عشرة كواكب متباينة البعد. إنها تدور حول بعضها بأزمنة متقاربة، وكلها مشوهة المعالم بالنيازك الساقطة عليها، هذه النيازك التي تبدو آثارها واضحة على وجه عطارد المجدور. وتبدو أيضاً آثارها واضحة على المشتري، وعلى قمرنا الوحيد، وفي بعض أصقاع أرضنا. نيازك مختلفة الأحجام والأوزان سقطت في أزمنة متباعدة فوق قشرة الكواكب فشوهت معالمها.. وبعضها سقط فوق كوكبنا، فترك آثاره واضحة، كما في نيزك سيبيريا، ونيزك أريزونا.. إن المحطات الزلزالية التي تركت على القمر تسجل باستمرار، هزات ناتجة عن ارتطام الأجسام الفضائية بأرض القمر.. إن أرضنا التي نعيش عليها تتكون من عدة طبقات يصل نصف قطر نواة الأرض إلى (3470) كيلو متراً أما القشرة الخارجية فسماكتها بين خمسة كيلو مترات و(75) كيلومتراً.. وبين النواة والقشرة منطقة لدنة تدعى المعطف، في كل الكواكب حول الشمس هناك نوعان من القشرة.. نوع قاري ونوع محيطي أي فيه قارات وفيه محيطات.. رغم أن المحيطات موجودة على الأرض فقط.. ولكن في الكواكب الأخرى تكون القشرة المحيطة مكونة من صخور تقع في المكان الذي يفترض أن يحوي محيطات..وتتكون هذه الصخور من بازلت.. بينما تكون القشرة تحت القارية أقل سماكة، خفيفة تحتوي على كميات كبيرة من الصخور الرملية.. إن الكرة الأرضية، واضحة المعالم في تفاصيل أقسامها القارية والمحيطة، فالجبال والسلاسل الجبلية والسهول والصحارى تظهر واضحة على اليابسة. كما تظهر البحار والبحيرات والأنهار والمحيطات واضحة أيضاً، ولكن لم لا تظهر البنيات الحلقية؟ تلك البنيات التي تظهر بعد سقوط النيازك وبعد انفجار البراكين.. لقد برر العلماء ذلك بالتأكيد على أن الغلاف الجوي الكثيف للأرض، جعل النيازك التي تخترق هذا الغلاف بسرعة كبيرة تحترق بغالبيتها إذا لم تحترق كلها لاحتكاكها بالغلاف الكثيف وهذا مايجعل تأثيرها لايظهر بوضوح بعد فترة وربما انعدام هذا التأثير تماماً إذا كان حجمها صغيراً. ولكن الدارس الخبير يستطيع أن يتبين تلك البنيات الحلقية بعد دراسة وتمحيص آثار قصف نيزكي يحدث فوق الغلاف الجوي مخترقاً الغلاف المائي أو مصطدماً باليابسة.
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||
