الفكرة في حد ذاتها جديدة على المحيط المغربي، فلأول مرة تقْدم أسرة مغربية وبشكل تطوعي على تسخير منزلها للفن والفنانين.
ياسمينة ناجي، مالكة البيت وصاحبة المبادرة هي سيدة شابة تعمل أستاذة للفلسفة وتشرف في نفس الوقت على هذا المعرض الخاص. وقد دفع بها عشقها للفن وخبرتها في هذا المجال لتنظيم معرض فني متميز، خصوصاً وقد سبق لها أن اشتغلت في معارض وأروقة فنية في الرباط، كما تربطها علاقات عميقة بفنانين داخل المغرب وخارجه.
ولع بالفن
جاءت الفكرة عندما قرر الزوجان القيام بإصلاحات في منزلهما، وفكرت ياسمينة في إمكانية وضعه رهن إشارة الفنانين خلال الفترات التي يكون فيها البيت شاغراً، وتقول ياسمينة: إن زوجها وافقها على الفكرة رغم أن مجال عمله بعيد عن مجال الفن.
ما يميز هذه المبادرة أيضاً هو أن للفنانين حرية اختيار أعمالهم المعروضة واختيار مواضيع العرض، وتضيف ياسمينة قائلة: تناقشوا مع بعضهم، فطرحوا أفكاراً ومشاريع متميزة». ويبدو المعرض عند النظرة الأولى في شكل غير اعتيادي. فالفنانون لم يستغلوا فضاء البيت كما هو لعرض أعمالهم، بل قاموا بتهديم أجزاء من الجدران وغيروا شكل وتصميم بعض الغرف الداخلية، فيما يوحي إلى تمرد على القيود والحواجز، لأن المعرض يجب أن يطرح «فن الفكرة» كما تشير إلى ذلك ياسمينة. وتطلب الأمر إجراء تعديلات مثل اختراق جدران البيت بشكل يمكن عبره رؤية المواد المستعملة في البناء.
وجمع المعرض أعمالا متنوعة تنوعت بين فن الرسم على الخشب والورق والجدران أو المزج بين الأعمال المصورة وأعمال الفن التشكيلي، بالإضافة إلى تقديم تقنية الفيديو في بعض الأعمال، كما جمع بين آلات وأدوات مختلفة لخلق مواد جديدة وابتكارها من جديد، حيث شملت هواتف وبعض الآلات الموسيقية وصوراً وغيرها من الأشكال.