|
|
وحان قطاف عطاء أرضنا مجتمع
حيث تكون الثمرة قد نضجت وأشبعت بالزيت وأصبحت جاهزة وعندها يبدأ الناس هذا الموسم وهو طقس اجتماعي بامتياز حيث تستنفر جميع الأسر مجتمعة للتعاون في انجاز هذه العملية الصعبة ولكن رغم صعوبتها فهي تتم بمتعة وحب , ويبدأ القطاف الذي يتم بواسطة المنابر أو باليد ومن ثم جمع هذه الثمار ضمن أكياس مجهزة لهذا الغرض والأسر التي لديها مساحات كبيرة من الأراضي فان هذه الأسر تستعين بعمال أو عاملات لمساعدتها بالقطاف مقابل أجرة عينية حيث تأخذ نسبة من الزيتون أو مادية تكون قيمتها نقودا. ومع بدء خيوط الشمس بالظهور تستعد الأسر للذهاب إلى الأرض مصطحبة معها لوازمها من فرش ومنابر وتبدأ العمل الذي لا ينتهي إلا عند غروب الشمس حيث يقضون يومهم بين أشجار الزيتون مصطحبين غداءهم معهم وأثناء العمل تدور بين الأهالي الأحاديث التي تتضمن مناقشة أمور عامة أو خاصة ضمن جو من المرح . شجرة الزيتون تلك الشجرة المباركة والتي ذكر اسمها بالقرآن الكريم كانت على مر العصور لها مكانتها الهامة والضرورية عند البشرية فمنها تستخرج الزيوت وتؤكل ثمارها التي لا يخلو منها بيت من بيوت السوريين فهي مؤونة رئيسية في بيوتهم وعلى موائدهم و لها محبوها وآكلوها ..
وهناك أنواع للزيوت تنتج حسب كل منطقة فمنها الزيت الذي ينتج عن الزيتون الذي لا يتعرض للسلق ويتميز بأنه زيت خفيف والتي تشتهر بها مناطق طرطوس وصافيتا وهناك زيت يستخرج من الثمار بعد تعرضها للسلق وهذا ما يسمى بزيت الخريج وهذا ينتج في مناطق اللاذقية وجبلة وهي المناطق الأكثر شهرة بالإضافة إلى ادلب وبعض مناطق ريف حلب حيث تنتج كميات كبيرة منها ولذلك قامت الدولة برعايتها واهتمت بها فأدرجتها ضمن قائمة المواد الاقتصادية الهامة نظرا لإنتاجها الذي يتعدى الملايين, فهي إذاً تساهم بشكل كبير بدعم الاقتصاد الوطني ولذلك نحن نكن كل احترام وحب لهذه الشجرة المباركة وسنحميها ونحافظ عليها في كل زمان ومكان من عبث العابثين وحقد الحاقدين في بلدنا الحبيب الذي سيظل رغم انفهم بلد الأمن والأمان .
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
