تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


وزيــر الإعـلام فـي حفـــل تأبـــين للزميــل الشــهيد عبـــاس : تضحيات الشهداء السبب الحقيقي لبقاء سورية صامدة.. وللمنار : تركيا وقطر والسعودية تدعم الإرهاب وأفشلت مهمة أنان

دمشق
سانا - الثورة
الصفحة الاولى
الثلاثاء 25-9-2012
أقامت وزارة الاعلام والوكالة العربية السورية للانباء سانا أمس حفلا تأبينيا للزميل الاعلامي الشهيد علي عباس بمناسبة مرور 40 يوما على استشهاده وذلك في قاعة دار البعث بمبنى وزارة الاعلام.

واشار وزير الاعلام عمران الزعبي في كلمته إلى مقام الشهداء النبيل والسامي بكل ما يعنيه النبل والسمو من قيمة عليا متوجها إلى اسرة الشهيد وذويه بالتقدير والاحترام لروح الشهيد عباس وعطائه ولكل اهله واحبائه واصدقائه وزملائه والعاملين في قطاع الاعلام في سورية.‏

وبين الوزير الزعبي ان الجميع يدرك ان ما قدمه الشهداء من رجال قواتنا المسلحة والمدنيين من النساء والرجال من تضحيات بكل مستويات التضحية واشكالها والعطاء هو السبب الحقيقي والمباشر لبقاء سورية صامدة مؤكدا أننا خسرنا حضورهم في حياتنا كآباء وازواج واخوة وابناء0.‏

لكن الدولة والوطن والشعب والارض وسورية ربحت بفضل دمائهم وارواحهم وشجاعتهم وصمودهم.‏

وقال وزير الاعلام ان الشهادة سمة من سمات السوريين وجوهر سورية الفكرة الخلاقة قبل ان تكون الوطن الذي تجتمع فيها كل المكونات فهي جوهر الحضارة والانسانية والعيش الواحد.‏

واشار وزير الاعلام إلى أن الشهادة مشوار يبدأ بالتحلي بصفات وخصائص وينتهي بالتجلي لهذه الصفات تتخللها لحظة انسانية هي التخلي عن كل ما هو مغر ومادي من اجل ان يجسد الشهيد صفاته وخصائصه وايمانه القطعي الراسخ بسورية مؤكدا أن الشهيد يتحلى بالنبل والاخلاق وبالغيرية والسمو والاستعداد للتضحية دون تمييز بين أبناء الوطن ويؤمن ايمانا مطلقا لا يحده حد بالوطن هو ذلك الشهيد الذي يستطيع انجاز عظمة الاستشهاد مبينا أنه عندما نصل بقناعاتنا ووجداننا وفكرنا وتربيتنا إلى هذا المستوى فان سورية باقية ابد الدهر حتى لو تآمرت عليها كل القوى الاستعمارية الغربية ودول اقليمية وعربية.‏

واكد الوزير الزعبي انه لا خيار امام السوريين الا الدفاع والذود عن سورية اذ ان سر بقاء سورية هو ان الاجيال التي سبقتنا من اجدادنا قاتلت دفاعا عن سورية ويجب علينا ان نقاتل أمس دفاعا عن سورية من اجل احفادنا لافتا إلى ان المؤامرة على سورية في جوهرها وسرها المفضوح انهم يصارعون لاخذ سورية فيما نحن نقاتل دفاعا عن سورية.‏

وقال وزير الاعلام ان اعداء الداخل هم من اسوأ الاعداء لان العدو الذي يحمل السلاح ويمول مكشوف ولا سيما أولئك الذين يظنون انهم يعملون في السياسة ويجتهدون في صياغة الجمل والعبارات التي تعكس التآمر على سورية تحت عنوان حماية سورية والتغيير الديمقراطي معتبرا ان اسوأ انواع العدو هو ذلك الذي يريد ان يعتدي على انجازات الدولة السورية خلال مواجهتها للازمة الراهنة.‏

واضاف الوزير الزعبي كما بنينا سورية قبل سبعة الاف سنة وكما بنيناها في اذار 1963 وفي 16 تشرين الثاني عام 1970 مع القائد الخالد حافظ الأسد وكما قررنا ان نجدد بناءها مع السيد الرئيس بشار الأسد سنبقى نعمل لنبني سورية وكلما جربوا ان يهدموها سنبنيها بشكل افضل وكلما جربوا تخريبها سنعيد اعمارها وكلما قتلوا واحدا منا سيولد اخر وكلما ارتقى منا شهيد يوجد 23 مليون مواطن جاهزون لرفع العلم السوري.‏

وختم وزير الاعلام كلمته بالتأكيد على اننا ماضون بحتمية إلى تحقيق الانتصار قريبا جدا وأن أي سوري وطني يدرك جيدا ان المشروع التآمري على سورية سقط بكل ادواته وفي مقدمتها الادوات الداخلية والخارجية قائلا ان الاحتفاء اليوم بشهيد من شهداء وابطال الاعلام السوري هو من علامات النصر.‏

بدوره أكد أحمد ضوا مدير عام الوكالة العربية السورية للانباء سانا أن هذا اللقاء بمناسبة مرور اربعين يوما على استشهاد الاخ والزميل والصديق الصحفي عباس يجمع بين العزة والافتخار باستشهاد احد اهم كوادر وكالة سانا برصاص الارهاب الغادر الذي يستهدف سورية وبين الحزن الشديد على فراق انسان وفي، محب، عطوف، كان سخيا في عطائه وفي تعاونه مع زملائه وفي تقديم كل ما يستطيع لهم سواء على المستوى المهني او الشخصي.‏

وأشار ضوا إلى أن الشهيد عباس ترك في اعناقنا امانة عظيمة وهي الاستمرار بتقديم المزيد من العطاء في سبيل رفعة وسمو سورية العظيمة وفي خدمة الشعب السوري الذي سجل في سفر التاريخ صمودا سيكون فكرا وثقافة للبشرية جمعاء داعيا بالرحمة لجميع شهداء سورية ومنهم أبطال الاعلام السوري الذين قارعوا أشرس حرب اعلامية على وجه التاريخ.‏

ونوه العميد محمد حسن العلي مدير ادارة التوجيه المعنوي في وزارة الداخلية بالسيرة الطيبة للشهيد عباس حيث كان يحب الجميع دونما استثناء وقال عرفناك وجها بشوشا ومبادرا سباقا إلى مد يد المساعدة للجميع دون تردد، دمث الخلق صوتا جهوريا مدافعا عن الحق والقلم الجريء في قول الصدق.‏

وأضاف العلي ان الشهيد عباس كان يدرك انه مستهدف كما كل الشرفاء في هذا الوطن الابي من قبل اعداء الوطن والعصابات الارهابية المرتزقة ومع ذلك مضى في فضح المؤامرة ومن يقف وراءها وفضح اساليب القتل والترويع والخطف والتخريب التي تمارسها ادواتها.‏

بدوره اشار نقيب المحامين نزار السكيف في كلمة له إلى ان الشهيد عباس انضم إلى قافلة شهداء الوطن الذين نالت منهم اياد قذرة لتختلط دماؤه بدماء قادة وجنود ومواطنين ليؤكدوا ان الوطن سورية ما زال معافى وما زال في الساحة رجالات قادرون على تقديم الدم ليحيا الوطن.‏

واشاد السكيف بما كان الشهيد عباس يحمله من الاخلاق الكريمة في التهذيب والتواضع لزملائه حيث استطاع ان يجعل من كل ذلك رديفا مؤازرا له في عمله مضيفا ان الشهيد عباس غاب جسدا وبقي اثره بالقيم التي كان يحملها.‏

وعبر حسام عباس شقيق الشهيد في كلمة ذوي الشهيد عن شعور العائلة بالفخر والاعتزاز بشهادة ابنهم عبر منبر الاعلام الذي كان وسيبقى سيفا في وجه الباطل الذي تجسد بالهجمة الشرسة على سورية مشيرا إلى انه كان ابنا بارا واخا رؤوفا وصديقا مخلصا متفانيا في عمله محبا لوطنه وزملائه وهو ما يجعله وان غاب جسدا خالدا في وجدان وذاكرة كل من عرفه بما قدمه لاهله ووطنه.‏

من جانبه أوضح محمود محمد رئيس اللجنة المهنية في وكالة سانا ان بلوغ الاهداف الكبرى في الحياة يستلزم تضحيات كبرى اشرفها واسماها الذود عن حياض الوطن وعزته وكرامته ونيل شرف الشهادة وهو ما حصل عليه الشهيد عباس بعد ان طالته يد الغدر والعدوان.‏

واشار المحمد إلى ان الشهيد انضم إلى قافلة النور التي تضم كوكبة من الزملاء الاعلاميين العاملين في المؤسسات الاعلامية الوطنية المرئية والمقروءة باعتباره أحد فرسان الكلمة المسؤولة الصادقة.‏

وكانت مجموعة ارهابية مسلحة اغتالت الزميل عباس في الحادي عشر من الشهر الماضي بمكان اقامته في جديدة عرطوز بريف دمشق.‏

والشهيد عباس من مواليد 1975 ضهر بركات في محافظة اللاذقية تخرج في كلية الاعلام دورة 1997 - 1998 وعين لدى الوكالة العربية السورية للانباء عام 2002 وكان مكلفا رئاسة دائرة الاخبار الداخلية قبل استشهاده.‏

الزعبي للمنار : سورية قوية‏

ومتماسكة بمؤسساتها وجيشها‏

من جهة ثانية أكد وزير الاعلام عمران الزعبي أن الدولة السورية قوية ومتماسكة وهي موجودة وقائمة بمؤسساتها التي تعمل رغم الاعتداء عليها وبجيشها المتماسك الذي يتصدى بكل بسالة وقوة لعدو لم يترك من مبتكرات العدوان وأدواته من السلاح والعسكرة إلى السياسة والاقتصاد الا واستخدمه وأقدم عليه.‏

وقال الزعبي في حديث لقناة المنار أمس ان هناك أكثر من خمسة الاف مسلح أجنبي دخلوا إلى سورية عبر تركيا والدول المجاورة وهم مدربون وعلى كفاءة عسكرية عالية ولديهم أسلحة حديثة جدا ومن يقل عكس ذلك يحاول أن يتعامى أو يموه على هذا الامر ويضلل بهدف استجداء المزيد من الدعم العسكري الخارجي والتقنيات العسكرية.‏

وأوضح وزير الاعلام أن المعارضة هي حاجة وطنية ضرورية لانها مرآة لاداء الحكومة والعمل السياسي ولكن المواجهة لا تتم اليوم مع قوى المعارضة السياسية الحقيقية بل مع مجموعات ارهابية مسلحة يجمعها المشروع الغربي الصهيوني لا علاقة لها بمفهوم المعارضة بل تنطبق عليها القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الامن ولاسيما التي صدرت بعد أحداث أيلول ورغم ذلك يكرم الارهاب الذي يطول سورية ويدافع عنه ويمد بالدعم أما الارهاب الذي يطول الولايات المتحدة وفرنسا واسبانيا وغيرها فهو مدان وبشع ويجب أن يتصدى العالم له.‏

وقال الزعبي.. ان سبب تأخر الحسم مع الارهاب ليس عدم وجود القدرة على فعل ذلك بل الرغبة في تفادي سقوط ضحايا أو ايذاء المدنيين أو تدمير المدن لان الجيش يواجه عصابات ارهابية مسلحة تحتل منازل الناس وتهجرهم وتهاجم المنشات الحكومية وتختبىء بين المدنيين ولديها امكانيات التواصل والدعم اللوجستي والعسكري ولذلك يتم التعامل معهم بمنطق العمليات النوعية.‏

وأكد الزعبي أن العدوان الذي يستهدف سورية تسهم فيه دول كبرى تقدم له السلاح والمال والدعم اللوجستي بما يجعله يتفوق في قدراته وامكاناته على ما تعرضت له دول كثيرة في العالم مجتمعة.‏

وقال وزير الاعلام ان السبب المباشر والوحيد لفشل مبعوث الامم المتحدة السابق إلى سورية كوفي أنان في مهمته هو الارادة التي تقف خلف سلوك كل من قطر وتركيا والسعودية ودول أخرى من خلال كل الجهود والطاقة الممكنة سياسيا وبالعمل على الارض.‏

وأضاف الزعبي ان المشترك بين مهمة المبعوث الدولي الجديد الاخضر الابراهيمي ومهمة أنان هو خطة النقاط الست واذا أراد الابراهيمي نجاح مهمته ووضعها على طريق العمل الحقيقي والواقعي فان عليه أن يسمي الاشياء بأسمائها ولاسيما لجهة مسؤولية تلك الدول عن استمرار التصعيد الامني والعسكري عبر ارسال المقاتلين المسلحين والمال والتحريض.‏

وشدد وزير الاعلام على أن لسورية مصلحة حقيقية في نجاح الابراهيمي ولذلك هي ستقدم كل ما من شأنه العمل على تحقيق ذلك وفي حال عدم نجاحه في مهمته فالمسؤولية تقع على عاتق أولئك الذين ما زالوا يعتقدون أن بوسعهم بما يفعلون أن يغيروا وجه سورية.‏

وأشار الزعبي إلى أن الظروف الدولية لم تتغير كثيرا بدليل أن تركيا ما زالت تقيم معسكرات تدريب للارهابيين وتستضيفهم على أراضيها وتنقل لهم الذخائر والاسلحة بالتعاون مع قطر والسعودية ودول كثيرة أخرى.‏

وقال وزير الاعلام ان تصريحات رئيس حكومة العدالة والتنمية في تركيا رجب طيب أردوغان ومن شابهه تشير إلى أنهم أشخاص ذوو عقول دائرية ومغلقة تنتهي حيث تبدأ دون أن يتقدموا إلى الامام أو يروا أو يقرؤوا وتقودهم هواجسهم ونوازعهم.‏

وأوضح الزعبي أن موقف ايران واضح وجلي بالرغبة في المساعدة على الحل في سورية فيما مواقف تركيا ومصر والسعودية معروفة الخلفيات والطبيعة والدوافع ولكن سورية أعلنت بصراحة أنها مع أي جهد شفاف يسهم في نجاح أي مبادرة بشرط أن يتمتع بنية صادقة واذا كانت مصر وتركيا والسعودية صادقين وشفافين فان فرصة النجاح مكتوبة لاي جهد.‏

وقال وزير الاعلام ليس هناك تصور نهائي لفكرة مبادرة بين تلك الدول بل هناك نقاش يدور بينها وعندما يقدم إلى القيادة السورية تصور نهائي حول مبادرة ستتم مناقشتها ويتخذ موقف منها وحتى الان لم يحدث ذلك.‏

وأضاف الزعبي.. ان مؤتمر المعارضة الاخير في دمشق لا يمثل كل المعارضة السورية اذ ان هناك مؤتمرا لقوى المعارضة الأخرى في الايام القادمة ولكن نتمنى أن نصل إلى الحوار السياسي الوطني مع كل الاطراف دون اقصاء أو الغاء وعلى قاعدة وطنية مطلقة وفي فضاء الوطن.‏

ولفت وزير الاعلام إلى أن الذين عقدوا مؤتمرهم وأصدروا بيانا كانوا أكثر اقصائية مما يتهمون الأخرين به وخيبوا توقعات السوريين عندما اعترفوا بالارهاب وعندما دعوا إلى عقد مؤتمر دولى حول سورية تشارك فيه الاطراف التي لها صلة حسب قولهم بما يعني مشاركة تركيا وقطر والسعودية واسرائيل والولايات المتحدة وفرنسا وغيرها فهل هكذا تدار المسألة وتحل الازمة.‏

وقال الزعبي اننا نتحدث عن حوار وطني سوري سوري دون تدخل من أحد واذا كان لدى المعارضة جرأة على الجلوس إلى طاولة الحوار فسنجلس معهم غدا اذا ونتناقش في الكلام الذي كتبوه ولا يوجد لدينا أي مشكلة بحضور السفراء والمبعوث الدولي إلى سورية حسب طلبهم ولكن دون أن يحضر القطري والسعودي والتركي والاسرائيلي معنا على طاولة الحوار لان هذا خط أحمر.‏

وأشار وزير الاعلام إلى أن عناوين السياسة الامريكية من حيث المبدأ ثابتة لانها لا تخص رئيسا أو حزبا بل تخص مصالح الولايات المتحدة الاساسية التي تحكم عناوين السياسة وتفاصيلها في الاداء الامريكي ولذلك فالرهان على تغير السياسة الامريكية من اتجاه إلى اخر بعد الانتخابات خاطىء ولكن يمكن أن يكون هناك بعض التحولات الشكلية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية