تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


شموع تنير ليالي سورية

مجتمع
الثلاثاء 27-8-2013
سلوى الديب

تلبدت سماء سورية بغيوم سوداء داكنة ، وافتقدت أغلب الأسر أبناءها ،وبرغم إيماننا بقوله تعالى : “لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون”فألم الفراق فطر القلوب .

وبرغم ماتقدمه قيادتنا الحكيمة من بلسمه الجراح ،لا يزال هناك فراغ عاطفي يحتاج لعمل شعبي ،وبوسط ظلمة ليالي ذوي الشهداء و المخطوفين خرجت “شموع سورية”لتنير الدرب وتلملم الجراح .‏

“الثورة”بزيارة مقر النادي في مدرسة مي زيادة ،والتقينا بالسيد هيثم منصور المشرف العام للنادي ،وبسؤالنا له :كيف بدأ النادي وماهي أهدافه ؟ أجاب :من خلال حضورنا تشييع شهدائنا ورؤيتنا مدى الحزن الذي يعتصر القلوب وسعي الأم جاهدة لاحتضان أطفالها وحماية طفولتهم .‏

كانت الفكرة :لابد من عمل شعبي لمساعدة هذه الأسر فبدأت رحلة العمل والبحث عن شركاء ووضع خطة عمل وكانت البداية ب12متطوعاً ومتطوعة فأطلعنا السيد المحافظ السابق على الفكرة فشجعنا وقدم الدعم الممكن لنا .‏

أما الشرائح التي يضمها النادي فهي: ذوو الشهداء وذوي المخطوفين وذوو الجرحى نتيجة الأحداث وبعض الحالات الخاصة.‏

وأهداف النادي كانت ترفيهية في البداية وتضم الموسيقا والرسم والمسرح و أشغالاً يدوية وفنوناً شعبية .‏

ثم تطورنّا بنّاء على رغبة الأهل الى النشاطات العلمية قمنا بمتابعة الأطفال في جميع المواد.‏

وكان من أهم أهدافنا الرعاية الصحية للطلاب حيث تعاقدنا مع مجموعة من الأطباء للأشراف على الأطفال ومتابعة حالتهم الصحية بشكل دوري وتقديم الدواء لهم بشكل مجاني ولابد من شكر كافة الاختصاصيون للجهود الصحية التي قدمت و تقدم لنا.‏

كذلك عمدنا الى انشاء لجنة من خريجي الإرشاد النفسي للاهتمام بالأطفال ومتابعة حالتهم النفسية والعمل على بلسمة جراحهم‏

وقمنا بمتابعتهم من الناحية الدراسية فكنا رديفاً للمدرسة والأسرة ،وفي الامتحانات كنا نقوم بمراجعة كاملة لكافة المواد .‏

وأهم الصعوبات التي واجهتنا كانت المكان ،فكان يتعارض عمل النادي مع الدوام المدرسي فاضطررنا للانتقال إلى روضة خاصة تبرع بها أحد الأعضاء فوجدنا صعوبة في التواصل مع الأطفال.‏

وفي نهاية الموسم قمنا بمهرجان دام يومين قدم الأطفال عروضاً مسرحية وفقرات غنائية وكذلك معرض لرسومهم وأشغالهم اليدوية .......‏

قمنا بإنشاء فرع في وادي الذهب ،ولدينا طموحات كبيرة بتوسيع مجال عملنا ليضم الريف لكن الإمكانيات المادية لا تساعد .‏

ثم التقينا بالأستاذ فارس ابراهيم وهو مدرس موسيقى ويعلم الأطفال المسرح والألعاب وهو متطوع سابق لناد وسألناه عن رأيه بهذه التجربة فقال: إن هذا العمل خطوة رائعة ،حيث نقوم بمراقبة الطفل وتوجيهه ورعايته بعيدا عن الشارع ونعمل على تعليمهم التعاون والتفاني ضمن الفريق ونعلمهم حب الوطن وتكريس قيمة الشهادة .‏

وبسؤالنا عن الحالات الخاصة اجاب:قمنا بعلاج العديد من الحالات النفسية نتيجة الظروف التي يعاني منها بعض الأطفال أثر فقدان أبائهم وأخوتهم.‏

ولدينا حالات أخرى كثيرة مثل فرط نشاط وتأخر نمو يقوم مختصون بالتعامل معها.‏

والتقينا بالآنسة شذى ديوب مدرسة الرياضيات وبسؤالنا لها عن مستوى الأطفال ومدى تجاوبهم وتقدمهم أجابت :استطعنا بمحبتنا أن نحقق تقدما كبيرا فأصبح مستوى الأطفال الى الجيد وأحيانا الى الممتاز .‏

والتقينا بعدد من الأطفال وبسؤالهم عن النادي أجابوا :‏

الطفل ياسين الأحمد حدثنا عن تميزه بالمسرح وكيف قام بالمشاركة بمسرحية”الطريق” في المهرجان ومواهبه المتعددة بالرسم والغناء وقد أشاد به مدرسوه.‏

أما الطفل علي عاشور فقد أمتعنا بصوت رائع وتميز بالرسم والرياضة .‏

أما الطفل مقداد ديوب فقد تميز بفكر نير وتميز باختراعاته الإلكترونية التي تتناسب مع طفولته وبراءته ويقوم مدرسوه بتشجيعه .‏

أما الطفل محمد نور كيال تميز بالرسم وشارك بالعديد من المعارض .‏

والطفلة وعد صالح فكانت مميزة بالرياضيات وحدثتنا بفرح عن النشاطات الترفيهية التي يمارسونها.‏

والتقينا مع عدد من الأمهات فأشادوا جميعا بالنادي وحدثتنا إحدى الأمهات عن اكتشاف النادي بأن لدى أبنها تضيقاً بالشريان في القلب ويقوم النادي بمتابعته والاشراف على علاجه .‏

وأخرى حدثتنا كيف أكسب النادي أطفالهم أصدقاء جدداً وإن النادي أخرجهم من جو اليأس والكبت وأعاد الضحكة المسروقة إلى شفاه أطفالهم .‏

وحدثتنا احدى السيدات أن لدى طفلها مشكلة بالنطق وإن مجامعة الأطفال قد ساعدته لتجاوز مشكلته.‏

وأخير نتمنى أن يصبح لدى كل حي في سورية شموع تنير ليالي أسر الشهداء والمخطوفين وتخرجهم من الظلمة الى النور وتكون عونا لهم للاستمرار بالحياة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية