حتى استتبع الإرهابيون تفجير الضاحية الجنوبية لبيروت بتفجيرين دمويين في مدينة طرابلس موقعين عشرات الشهداء ومئات الجرحى، في محاولة حثيثة وخبيثة لتسعير نيران الفتنة المذهبية بين اللبنانيين انتقاماً من الشعب الذي احتضن المقاومة وساهم بانتصارها على العدو الصهيوني في حرب تموز عام 2006.
فكل المعطيات والدلائل والقرائن التي قدمها السيد نصر الله في خطابه الأخير تقود إلى الفاعل الحقيقي وتؤكد حالة التكامل والتواطؤ بين المشروع الصهيوني والمشروع التكفيري الذي يقوده ويموله حكام آل سعود، فتنظيم القاعدة الإرهابي الذي نشأ وترعرع في أحضان هذه الأسرة الفاجرة وتربى على فكرها التكفيري وفرّخ فروعاً مختلفة حول العالم لا يخفي عداءه للمقاومة ولا ينكر استهدافه لها، لا بل إن زعيمه أيمن الظواهري جاهر بعدائه لها مراراً وتكراراً، ووضع هذا العداء في قمة أولوياته تماما كما يفعل آل سعود تجاه سورية اليوم، ما يجعل كل ممارسات آل سعود وتنظيمهم الإرهابي سواء في لبنان أو سورية أو العراق تصب مباشرة في خدمة المشروع الصهيوني.
لقد بتنا على يقين تام وبعد سنوات من الحرب والتفجيرات في العراق أن جبهة العدوان على سورية ولبنان المقاومة تطمح إلى تأجيج نيران الفتنة ولا تريد سواها على أمل تقسيم المنطقة وتفتيتها إلى دويلات صغيرة خاضعة للنفوذ الأميركي والصهيوني كما هو حال باقي المشيخات والممالك الخليجية المتهالكة، وقد وجدت هذه الجبهة في لبنان ضالتها بالنظر إلى مكوناته الطائفية والمذهبية وتنوعه وحالة الانقسام والفراغ السياسي التي يعيشها، ما يجعله ساحة مواتية للمشروع التكفيري.
إلا أن يقظة وصحوة القوى الوطنية اللبنانية ووعي المقاومة وقيادتها وجمهورها قد فوت الفرصة حتى الآن على هذا المشروع التخريبي التدميري، ولكن ما لم تلاقيها باقي القوى إلى منتصف الطريق فإن شبح الفتنة سيظل يطل برأسه مع كل حدث أمني خطير..؟!!