تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بوتين لكاميرون: لا دليل على استخدام القوات السورية أسلحة كيميائية .. لافروف : من يتهم الحكومة يريد إيجاد ذريعة للتدخل

عواصم
سانا - الثورة
صفحة أولى
الثلاثاء 27-8-2013
لهجة روسية دبلوماسية ساخنة ومباشرة خرجت من موسكو بالأمس تحت الاضواء الاعلامية ليصيب وزير الخارجية الروسي سرغي لافروف عمق السياسة في واشنطن..

هذه السياسة التي يجدها الساسة السابقون في الدبلوماسية الأميركية تفتقر للذكاء في موازنتها لاطراف النزاع في سورية كما يقول كولن باول وزير الخارجية الأميركي الاسبق الذي دعا البيت الأبيض الى عدم الانحياز وتأجيل «مساعداتها» الى ما بعد الأزمة في سورية.‏

فقد بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون خلال اتصال هاتفي أمس الوضع في سورية وأكد بوتين انه لا يوجد دليل على ان الجيش العربي السوري استخدم اسلحة كيميائية ضد المسلحين المعارضين.‏

وأعلن المكتب الصحفي للرئاسة الروسية الكرملين ان الاهتمام الاساسي أعير إلى الوضع في سورية على خلفية الانباء الصحفية حول احتمال استخدام الاسلحة الكيميائية بالقرب من دمشق.‏

وقالت مصادر الكرملين: ان الاتصال جرى بمبادرة من الجانب البريطاني وان بوتين وكاميرون بحثا خلاله أيضا المسائل المرتبطة بالقمة المرتقبة لقادة دول مجموعة العشرين التي ستنعقد يومي الخامس والسادس من أيلول القادم في مدينة بطرسبورغ الروسية.‏

بدوره قال المتحدث باسم مكتب رئاسة الوزراء البريطانية حول الاتصال: ان بوتين ابلغ كاميرون خلال المكالمة الهاتفية انه ليس هناك ادلة على ان هجوما باسلحة كيميائية قد وقع او من هو المسؤول عنه وانه لا يوجد ادلة على استخدام القوات السورية لهذه الاسلحة ضد المعارضة المسلحة.‏

ولفت المتحدث البريطاني كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية إلى ان بوتين وكاميرون أكدا التزامهما بالاتفاق الذي توصل اليه زعماء مجموعة الثماني في حزيران الماضي حيال حظر استخدام الاسلحة الكيميائية وان اي استخدام لتلك الاسلحة سيستوجب رد فعل جديا من المجتمع الدولي.‏

زعيم الخارجية الروسية وصف السياسيين في لندن وباريس وواشنطن بالمماطلين للحل السياسي في سورية والالتفاف على الاتفاقات السابقة في جنيف ودول الثماني.. داعيا مجدداً الى طاولة سياسية دولية لحل الأزمة وداعماً سورية في تعاونها للحل السياسي وفي مواجهتها اتهامات الغرب التي وصفها بالباطلة حول استخدام الحكومة السورية للسلاح الكيماوي.‏

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد أن الاتهامات الموجهة للحكومة السورية باستخدام السلاح الكيماوي باطلة والغرض منها ايجاد ذريعة لاستخدام القوة ضد سورية مشيرا إلى أن من وجهوا هذه الاتهامات لا يملكون أدلة عليها.‏

وقال لافروف في مؤتمر صحفي أمس عقده في العاصمة الروسية موسكو: يدعون أن السلطات السورية استخدمت الاسلحة الكيماوية في 21 آب في الغوطة الشرقية وتحت هذه الذريعة يهددون باستخدام القوة العسكرية ضدها فكل من واشنطن ولندن وباريس أدلوا بتصريحات رسمية على أنهم يملكون دلائل قوية أن السلطات السورية مذنبة ولكن تلك العواصم لا تستطيع حتى الآن تقديم الدلائل غير أنها تزيد من لهجتها وتقول انه تم تجاوز الخط الاحمر ولا يمكن المماطلة.‏

ولفت لافروف إلى أن هذه التصريحات تعارض تلك الاتفاقيات التي تم تثبيتها من قبل قادة الدول الثماني في البيان الختامي لقمة لوراورنوا في حزيران الماضي الذي أكد أن أي حالة لاستخدام الاسلحة الكيماوية في سورية يجب التحقيق فيها بشكل مفصل وتقديم نتائج التحقيقات إلى مجلس الامن واليوم هؤلاء المشاركون في مجموعة الثماني يتخلون عن هذا الاتفاق وهم في حقيقة الامر يأخذون على عاتقهم دور المحققين ومجلس الامن.‏

وأكد لافروف أن روسيا تصر على ضرورة التحقيق في أي معلومات وأخبار حول امكانية استخدام الاسلحة الكيماوية أو المواد السامة وهي تقوم بالتحقيق في الوضع الحالي من خلال تحليل المعلومات المتداولة عبر الانترنت التي تثير شكوكا حول امكانية استخدام الحكومة السورية للاسلحة الكيماوية موضحا أن هناك آراء لخبراء واختصاصيين من بريطانيا وفرنسا وروسيا وغيرها من الدول الغربية تدل على عدم صحة الصور المتداولة كما أن هناك معلومات تبين أن الصور والفيديوهات تم نشرها قبل ساعات من اعلان الهجوم الكيماوي في 21 آب.‏

وقال لافروف: ان أولئك الذين يسعون لتحقيق السيناريو باستخدام القوة غير موافقين حتى على الاتفاق الذي تم التوصل اليه بين الحكومة السورية والخبراء الامميين امس حول زيارة المناطق التي يدعون أن السلاح الكيماوي استخدم فيها في 21 آب.‏

وأضاف لافروف: تلك الاطراف ترفض الاتفاق وتقول انه اتفاق متأخر وانه تم تعطيل كل الدلائل على استخدام السلاح الكيماوي متسائلا لماذا يتحدث شركاؤنا الغربيون عن امكانية تعطيل الدلائل ولم يتطرقوا إلى نفس الاسلوب عندما كان يدور الحديث حول تحقيق استخدام الكيماوي في خان العسل بريف حلب في الربيع الماضي ولم يتحدث أحد آنذاك عن امكانية تعطيل الدلائل.‏

وبين لافروف أن الخبراء الروس قاموا بالتحقيق في تلك الحادثة في 19 آذار بناء على المعايير الخاصة بمنظمة الحظر الكيماوي وقدموا تقريرا كاملا وشاملا إلى مجلس الامن وأعضائه وهذه الوثيقة مفصلة خلافا لتلك التصريحات التي نسمعها الآن حول ما يدعون بأن هناك دلائل لا شكوك فيها حول مسؤولية الحكومة في سورية عن الاحداث في 21 آب.‏

وأكد لافروف أن الخبراء والاختصاصيين بمن فيهم العاملون في منظمة حظر السلاح الكيماوي يشيرون إلى أن الصور المتداولة عبر شبكة الانترنت والتي تتهم الحكومة السورية تثير تساؤلات كثيرة وخصوصا عندما نشاهد صورا مفزعة حيث يقع على الارض أطفال بالعشرات ويظهر السؤال كيف ولماذا ظهر هؤلاء الاطفال في هذا المكان وفي هذا الزمان ولكن لا أحد يجيب عن هذا السؤال وأيضا من جهة أخرى المظاهر التي نشاهدها في الصور لا تشبه المظاهر الناتجة عن تسمم بغاز السارين ولماذا الاشخاص الذين يقدمون مساعدات للمصابين لا يملكون أي وسائل وقائية وتظهر أيضا هناك في الانترنت المراسلات الالكترونية ومن هذه المراسلات نستنتج بأن المواد الكيماوية بعينها قد تم تهريبها من الخارج للمعارضين وقد تم الكشف عن مكان سري مؤخرا كانت فيه غالونات معبأة بمواد كيماوية فلذلك لا أؤكد شيئا ولكن الحكومة السورية عسكريا وسياسيا غير مهتمة باستخدام الاسلحة الكيماوية تزامنا مع انطلاق مهمة خبراء الامم المتحدة والوضع الامني الذي كان لمصلحتها اضافة إلى سعي روسيا والولايات المتحدة لعقد المؤتمر الدولي لحل الازمة في سورية جنيف 2.‏

ولفت لافروف إلى أن التسريبات الاعلامية حول هجوم 21 آب ظهرت في وقت كان فيه الخبراء الروس والامريكيون يعدون للقاء الجديد الخاص بمؤتمر جنيف2 وكان من الواضح أن ما سيحدث في سورية سيقوض الجهود الرامية إلى التمهيد لجنيف2 وربما كان ذلك أحد أهداف أولئك الذين اخترعوا هذا الخبر.‏

ورأى لافروف أنه من الواضح سعي تلك الاطراف والاوساط إلى استسلام الحكومة السورية وهذا ما نشهده من الحملة الاعلامية حاليا لتصعيد الازمة في سورية مبينا أنه مع أول فرصة تسنح بالتمهيد للعملية السياسية مهما كانت ضئيلة تظهر عمليات جديدة لتغيير النظام بالقوة وذلك لتقويض كل فرص السلام وهذا ما حصل مع المراقبين العرب ومراقبي البعثة الاممية في سورية وهي المحاولات نفسها نشهدها الآن لتقويض المبادرة الروسية - الامريكية الصادرة في السابع من أيار الخاصة بعقد مؤتمر جنيف2.‏

وأشار لافروف إلى أنه وخلافا للحكومة السورية التي وافقت على ارسال وفد إلى مؤتمر جنيف 2 دون شروط مسبقة لم تقم المعارضة السورية حتى الآن بالخطوات المماثلة بعدما مضت خمسة أشهر مطالبا بايضاح الاشارات التي تتلقاها المعارضة السورية من الجهات الراعية لها.‏

وأكد لافروف أن الولايات المتحدة مصرة ومتمسكة بفكرة عقد مؤتمر جنيف وتتعامل مع المعارضة السورية وهذا ما تبين خلال مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية الامريكية جون كيري أمس داعيا إلى خطوات منسقة لارسال اشارات إلى كل أطراف المعارضة حول عدم وجود بديل للتسوية الا عبر الحوار السياسي ومن خلال عقد مؤتمر جنيف2.‏

واوضح لافروف أن هذا هو الاسلوب الذي نتبعه أثناء التعامل مع الحكومة السورية والقوى المعارضة وندعو إلى التمسك بأحد بنود بيان قمة الثماني الداعي إلى توحيد جهود الحكومة والمعارضة في النضال ضد الارهاب لطرد الارهابيين من الاراضي السورية معبرا عن يقينه بأنه لا بد من بذل كل الجهود لتحقيق هذا الهدف بمشاركة أعضاء مجموعة الثماني والامم المتحدة بعيدا عن تهديدات استخدام القوة.‏

وختم لافروف كلمته للصحفيين بالقول: شهدنا عواقب وخيمة لاستخدام القوة في العراق وليبيا ولم نشهد استتباب الامن والاستقرار أو تحسن الحياة في بلد بعينه بل على العكس نشهد زعزعة الاستقرار في المنطقة بشكل غير مسبوق ولذلك ندعو الجميع إلى التحلي بالصبر والمسؤولية وعدم تكرار أخطاء الماضي والعمل الصريح والصحيح.‏

وردا على سؤال حول وجود تواريخ محددة لانعقاد المؤتمر الدولي حول سورية قال لافروف: انه لاجراء هذا المؤتمر يجب أن تكون كل الاطراف حاضرة والحكومة السورية وافقت على التوجه إلى هذا المؤتمر وارسال ممثليها دون شروط مسبقة بينما الزعماء الحاليون للمعارضة يعلنون أنه ينبغي تحقيق التوازن العسكري على الارض والحصول على ضمانات بأن وفد الحكومة السورية سيأتي مع موافقة على تنحي النظام واعطاء السلطات كلها إلى المعارضة حتى يذهبوا إلى المؤتمر ومن هنا ينبع الخلاف لانه وفقا للمبادرة الروسية - الامريكية يجب حصول اتفاق بين الحكومة والمعارضة بكل أطرافها حول الفترة الانتقالية في البلاد وتنظيم حكومة انتقالية ستعمل على انشاء دستور جديد في البلاد.‏

وأشار لافروف إلى أن السؤال الاهم الآن ليس في تحديد التاريخ والدفع بأطراف غير واثقة من المحادثات لاجراء محادثات غير مجدية لان المعارضة سلبية من حيث الحالة التنظيمية ويجب تغيير التوجهات السلبية لديها إلى ايجابية وهذا ما يعمل عليه زملاؤنا في الولايات المتحدة وقد تحدثت مع نظيري جون كيري أمس وأخبرنا أنه سيفعل كل ما يلزم لتحضر المعارضة إلى جنيف في جو ايجابي دون مطالب غير واقعية.‏

وأكد لافروف ضرورة مشاركة ايران في المؤتمر الدولي حول سورية لان هذه الدولة تلعب دورا أساسيا فيما يجري بسورية وتؤثر على كل الاطراف ويجب أن تجلس إلى طاولة الحوار والا يتم عزلها مشيرا إلى أن جنيف2 قد يعقد في أيلول ولكن بعد حل كل المشكلات العالقة.‏

وردا على سؤال حول طبيعة عمل خبراء الاسلحة الكيماوية الموجودين حاليا في سورية رأى لافروف أنها تتلخص في تحديد حالة استخدام الاسلحة الكيماوية المحظورة وما هي طبيعة تلك المواد أما اتخاذ القرار حول الجهة التي استخدمت السلاح فليست مهمتهم موضحا أنه المنطق الذي تم اثباته في بيان مجموعة الثماني ومفاده أنه لا بد من التحقيق الموضوعي بمشاركة الاختصاصيين ثم رفع تقرير التحقيق إلى مجلس الامن ليساعد في تحديد مصدر استخدام الاسلحة بناء على المعلومات المتوافرة بما فيها المنطقية والحقيقية والاخبار المتداولة في الانترنت وغيره من وسائل الاعلام.‏

ورأى لافروف أنه من الصعب فهم دوافع الشركاء الغربيين للتدخل العسكري في المنطقة بعد تدخلهم المدمر في العراق ومن ثم ليبيا دون حل أي قضايا فيهما لافتا إلى أنه سال الوزير كيري ما هي استراتيجيتكم وكيف تخططون أن تكون العملية العسكرية التي تكادون تعلنونها في سورية وكيف ستساهمون بذلك في حل قضايا المنطقة دون المزيد من المآسي عليها؟ ولكن الاجابة كانت أضيق بكثير واكتفى فقط بدعوة روسيا والصين للانضمام إلى الجهود الخاصة بالتخلي عن استخدام الاسلحة الكيماوية والحيلولة دون وصولها إلى أيد غير مسؤولة.‏

وأكد لافروف الحاجة إلى سياسة شاملة ومنطقية والابتعاد عن الانحياز وتحديد التداعيات والتحديات الاساسية الطارئة على المنطقة وبينها الارهاب والتسليح غير الشرعي ووصول الاسلحة إلى أيد غير مسؤولة كالارهابيين.‏

وشدد لافروف على أن استخدام أي قوة دون قرار من مجلس الامن يعتبر خرقا فظا لميثاق الامم المتحدة وحتى باهمال النواحي القانونية والاخلاقية لهذه القضية وتداعيات التدخل الخارجي غير المشروع من قبل المجتمع الدولي فهذه الاشياء كلها ستزيد من تدهور الاوضاع في البلاد.‏

وقال لافروف: اعتقد أن الثقة والاقتناع الذي يظهره شركاؤنا الغربيون بأنهم لا يحتاجون أي تحقيقات ويفهمون ويعرفون كل شيء وأن الاستخبارات الغربية حصلت على أدلة وذرائع حول استخدام الحكومة السورية للسلاح الكيماوي يجعل من الواضح المواقف التي سيتخذونها في مجلس الامن في حال ذهبوا اليه وهو ما يخالف ما قمنا به حيث سلمنا نتائج تحقيقاتنا إلى مجلس الامن وكشفنا النتائج للجميع.‏

واعتبر لافروف أن خطة المعارضة السورية في التجييش من أجل استجلاب التدخل العسكري في سورية المطلوب منها تدمير الهيكلية العسكرية في سورية وبعدها ستأتي المعارضة إلى دمشق وتصبح حاكمة فعلية الامر الذي سيكون خطأ رهيبا ومخيفا لن يؤدي إلى أي سلام أو هدوء بل فقط إلى حرب أهلية دموية في سورية على غرار سابقاتها من الدول التي تم التدخل العسكري فيها.‏

وردا على سؤال أحد الصحفيين الغربيين حول ما الذي تنوي روسيا فعله اذا قامت الدول الغربية بتوجيه ضربات عسكرية إلى سورية أجاب لافروف اننا لا نعتزم المحاربة ضد احد ونأمل بان يحدد شركاؤنا الغربيون سياستهم بصورة استراتيجية وليس انفعالية موضحا نتفهم التقييدات أمام التفكير الاستراتيجي المرتبطة بتواتر دورة الانتخابات أي الدورة التي ينبغي ارضاء انفعالات الناخبين فيها علما بان الاوساط الحاكمة هي نفسها التي تخلق هذه الانفعالات.‏

وقال لافروف نعم هذه هي الحياة ولكن من السيئ ان أسس القانون الدولي تغدو اقل فأقل أهمية بالنسبة لشركائنا الغربيين وعلى اقل تقدير بالنسبة لبلدان الغرب الاساسية.‏

ودعا لافروف الزملاء الغربيين إلى عدم التفكير بواسطة مقولات دبلوماسية السفن الحربية والا يشعروا بالحنين إلى الماضي الاستعماري مشيرا إلى ان الوقوف حيال الحضارات الأخرى وكأنها مجموعات سكانية من الصنف الثاني لا يقتصر على كونه موقفا غير مهذب بل انه موقف قصير النظر أيضا وسيرتد يوما ما على أصحابه ونحن نريد تجنب حرب الحضارات داعيا إلى حوار الحضارات.‏

من جانب آخر ذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان أصدرته أمس ان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف شدد خلال اتصال مع نظيره الأميركي على ان اوساطا معينة بما فيها تلك التي تدعو بالحاح متزايد إلى التدخل العسكري في سورية تحاول بصورة سافرة شطب الجهود الروسية الامريكية المشتركة المبذولة في الاشهر الاخيرة لعقد مؤتمر دولي من أجل التسوية السلمية للازمة في سورية.‏

وقال البيان أن لافروف أكد ان ما يثير الاستغراب على وجه الخصوص بهذا الصدد شهادات بعض ممثلي الادارة الامريكية باثبات مزعوم لتورط الحكومة السورية بالحادثة التي وقعت الاسبوع الماضي في الغوطة الشرقية بريف دمشق مع افتراض استخدام الاسلحة الكيميائية.‏

وأضاف: ان الجانب الروسي دعا إلى الامتناع عن خط الضغط بالقوة على دمشق وعدم الانصياع للاستفزازات بل السعي للاسهام في توفير ظروف طبيعية كي تتمكن بعثة الخبراء التابعة للامم المتحدة والموجودة في سورية حاليا من امتلاك امكانية اجراء تحقيقات دقيقة وموضوعية وغير متحيزة في الاماكن مباشرة.‏

وتابع: ان هذا يرتدي طابعا ملحا على وجه الخصوص على ضوء الادلة المتزايدة بأن الحادثة في الغوطة الشرقية جاءت نتيجة لاعمال المعارضة المتعنتة بهدف اتهام الحكومة السورية بكل ما جرى.‏

وحذر لافروف من العواقب الخطيرة إلى أقصى الحدود لاحتمال القيام بتدخل مسلح جديد بالنسبة لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا بكاملها حيث ينعكس بصورة حادة تأثير العمليات المقوضة للاستقرار التي لا تزال تعاني منها بلدان مثل العراق وليبيا.‏

بدوره وعد كيري بالدراسة المتمعنة لما عرضه الجانب الروسي.‏

واتفق الوزيران على استمرار الاتصالات في جميع جوانب الازمة في سورية في أقرب وقت.‏

وكان المتحدث باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش حذر أمس من محاولات فرض نتائج مسبقة على خبراء الامم المتحدة في تحقيقاتهم باحتمال استخدام الاسلحة الكيميائية في سورية.‏

لافروف بحث مع داوود أوغلو‏

الوضع في سورية‏

من جهتها أعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بحث خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية التركي احمد داوود أوغلو أمس الوضع في سورية.‏

وأفادت الوزارة في بيانها ان الوزير لافروف والوزير التركي أكدا ضرورة توفير الظروف لقيام خبراء الامم المتحدة باجراء تحقيق دقيق وموضوعي في جميع ملابسات ما جرى واتفقا على مواصلة المشاورات.‏

زاسبيكين: روسيا لن تقف موقف‏

المتفرج ضد أي اعتداء على سورية‏

بدوره أكد السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبيكين أن روسيا ستنفذ التزاماتها تجاه سورية وهي لن تقف موقف المتفرج ضد أي اعتداء عليها بل سيكون هناك موقف بالتعاون مع الاطراف الأخرى التي تشارك روسيا هذا الموقف.‏

وشدد زاسبيكين في اتصال مع قناة الميادين أمس على أن روسيا لن تقبل بانحراف مجلس الامن عن مهامه ولن تسمح بتكرار مسلسل العراق وليبيا من هذا المجلس ويجب على الغرب أن يكون مفهوما له أن تكرار مثل تلك السيناريوهات سيعود بالخسارة عليه.‏

مسؤول روسي : تدخل أميركا سيخلق فوضى في العالم‏

من جانبه أكد رئيس فريق العمل لدى مجلس الرئاسة الروسية لتطوير مؤسسات المجتمع المدني وحقوق الانسان سيرغي كاراغانوف ان تدخل الولايات المتحدة الامريكية عسكريا في سورية سيبدد كل الجهود التي تسعى لايجاد حل سياسي للازمة في سورية.‏

وقال كاراغانوف للصحفيين أمس في موسكو: اذا كانت الولايات المتحدة ستتدخل في سورية فمن الواضح أن مثل هذه الحرب سوف تخلق الفوضى على مختلف المستويات السياسية في العالم وفي الغرب أيضا.‏

وأضاف كاراغانوف: ان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد يجنح إلى التدخل العسكري في سورية تحت ضغط خصومه السياسيين مشيرا إلى ان الغرض من التدخل العسكري سيكون البرهان على أن الولايات المتحدة مستعدة لاستخدام القوة وأنها ليست نمرا من ورق تلاحقه الهزائم دائما مضيفا انه علاوة على ذلك فان التدخل في ليبيا الذي شارك الاميركيون فيه لم يجلب لهم الانتصار لان ليبيا أصبحت على وشك الانهيار.‏

واعتبر كاراغانوف أن التدخل الخارجي في الازمة في سورية سيقضي على احتمالات انعقاد المؤتمر الدولي في جنيف وقال يبدو أن تطور الاحداث في سورية قد ينهي امال عقد المؤتمر مشيرا إلى ان سبب استمرار العنف في سورية هو ان مجموعات مختلفة من المعارضة لاتقبل الحوار.‏

بوشكوف: لندن وواشنطن استبقتا‏

الأحداث في اتهام سورية‏

وفي السياق ذاته اعتبر الكسي بوشكوف رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما الروسي أن الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا اتخذتا موقفا اتهاميا مسبقا ضد سورية في مسألة استخدام الاسلحة الكيميائية المزعومة.‏

واشار بوشكوف في مدونته الالكترونية أمس إلى أن واشنطن ولندن أعلنتا الحكومة السورية مذنبة حتى قبل الحصول على نتائج التفتيش من قبل خبراء الامم المتحدة وانهما بحاجة فقط للنطق بحكم الادانة وان أي شيء غير ذلك سيتم رفضه من قبلهما حتما.‏

وفي سياق متصل أكد ايغور موروزوف الخبير العسكري الروسي عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي أنه في حال تدخلت الولايات المتحدة الامريكية وحلفاؤها في سورية فان ذلك سينتج عواقب كارثية تلحق بالوضع في الشرق الاوسط وهذا الاجراء سيؤدي إلى انفجار جيوسياسي في المنطقة بمجملها وسوف يشعر العالم كله بتأثيراته.‏

واوضح موروزوف للصحفيين أمس ان التدخل عسكريا في سورية سيكون أحد أكبر الاخطاء السياسية وسيؤدي لاثار قابلة للانفجار على المدى البعيد لان هذا الخطأ سيخلق شرق أوسط ملتهبا مع عمليات لا يمكن التحكم بها وبالتالي سيزداد انتشار الاسلحة في جميع أنحاء المنطقة وكذلك انتشار الارهاب والتطرف الدوليين وسيكون هذا الوضع مأساويا جدا بالنسبة للاتحاد الاوروبي وللولايات المتحدة ايضا.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية