ثراء اللغة
ملحق ثقافي 25/ 9/ 2012 جاءت مجموعة «ليل آخر» في 213 صفحة من القطع المتوسط، بلغة حرصت الكاتبة على أن تجعلها حيوية ومختلفة عما سبقها من إنتاجها،
حيث اشتغلت على ما يبدو مطولاً على انتقاء الكلمات المناسبة وذات الدلالات الأعمق والأكثر تأثيراً وقدرة على الإشارة لما تريد. اللافت أن قصص المجموعة جاءت كلها قصصية جداً، وهذا تحدٍ آخر خاضته الكاتبة لتثبت لنفسها أنها قادرة على مجانبة الشعر من جديد بعد أن كانت كتبت «لعينيك تأوي عصافير روحي» النص النثري.
كما لعبت على القفلة المفاجئة لكل قصص المجموعة أو ما غدا يعرف بـ «الفلاش». واشتغلت الكاتبة أيضاً في هذه المجموعة على دواخل الأشياء سواء أكانت جمادات أو كائنات بصورة لائقة ومقنعة إلى حد بعيد. وحنان بيروتي كواحدة من الكاتبات الأردنيات تسلط الضوء في هذا الكتاب على الاختلاجات الاجتماعية والمعادلات المترتبة عليها، حيث تشغل هذه الهواجس بال الكاتبات في الأردن كحالة عامة وملحة أحياناً. تضمنت المجموعة 43 قصة قصيرة جداً، امتازت بعناوينها المقتضبة جداً لتلائم الطقس الأدبي المفروض، حيث لم يتجاوز عنوان الكلمتين. حنان بيروتي في ليل آخر، تبرهن على قدرة اللغة في التحليق، والخلاص إلى الجديد دائماً. ومن الجدير بالذكر أن حنان بيروتي ولدت في مدينة الزرقاء، حصلت على درجة البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها من الجامعة الأردنية. تكتب في مجالات أدبية عديدة وهي القصة القصيرة والنصوص النثرية والمقالة.
|