-كيف ذلك!؟ هل لديه أجنحةً خفيّةً أم لعلّه ثبّتَ في مؤخّرتهِ جهازَ دفعٍ نفّاث!؟
-شاهدْتُهُ بأمِّ عينَيّ يحلّقُ فوق بناياتِ طريقِ «البُكور»!!
-كما تُريدين! لكنّه حطَّ على شُرفتي وسألني الوَصْل.
-سألتُ البارحة رئيسَ المخفر، قالَ أَحضَروه موجوداً ورفعوه فلقة! لم يتبدّلْ شيء.. ظلَّ يعلو!!
-أرجوكَ أن تصمُت!! ماهذا الهُراء!؟ أولياءُ الله الصالحين ولُّوا مذ زمن، هذا عميلٌ لحسابِ جهاتٍ غايةٍ في التطوّر.
-»يا عمّي اهدأْ قليلاً وانزلْ، ما بالكَ تطفو كالجيَفِ في المسيل»!؟ والله كأنّكَ تكلّمُ الحائط!!
-أجزمُ أنَّ بقاءَهُ بيننا سيخلُّ بالأمنِ الذي نتمتّعهُ سنيناً، من يدري ماذا يُقابلُ فوق!؟ وبما يتحدّث؟
-يا جماعة الوضعُ خطير، فهذا الشّيطان قادرٌ إذاً على استراق السّمع، ما يعني تمكّنه من الاطّلاعِ على مانخشى انفضاحه!
-قد يكونُ الآن على عِلمٍ بأسرارِ البيوتِ وما نُدبّرُ من مكائد، ولعلّهُ يراكَ وأنتَ تعاشرُ زوجتك!!
-كُفُّوا عن اللغوِ ذاك! يجب أن نجدَ حلاًّ.
-لاحظتُ تخفُّفِه من الجاذبيّةِ وقتَ ينخرطُ في نقاشٍ محموم حولَ مسألةٍ دينيّةٍ أو سياسيّةٍ أو جنسيّة، يعني حينَ يَلغو في المحظور!!
-حتّى وإن كانَ ابنَ أخي، لكنَّ فعلتَهُ الشائنة تلك تجعلني منه براء، ألا فلتحلَّ عليهِ اللعنة!!
-خبِّئوني... خبّئوني، كانَ يُسابقُ سربَ عصافيرٍ وقتَ أطلقتُ النارَ عليه، هوَ الآن مُضرّجٌ بالدّماء وسطَ البرية!!
-تعالَ أقبّلكَ بين عينَيك!! خلّصتنا من البلوى.
-وَحياتِكَ لن يَقربوكَ بأذى، الدّركُ على علمٍ بما يقومُ به هذا الخبيث! ستنجو من المُلاحقة.
-سأزفُّ لكَ البُشرى!! لَقد تمَّ تعيينكَ مُختاراً لمحلّةِ «البُكور»، هنيئاً لكَ يا فارسَنا!!
-ابقَ يقظاً يا مُختار وسلاحُكَ إلى جانبك! من يدري؟ فقد يحلو لأحدهم أن يطير مرّةً أخرى.